بعد التحية: بقلم - د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

المسؤولون عن التربية والتعليم ولسنوات عديدة يجوبون البلدان شرقا وغربا ولا نشك لحظة في اطلاعهم على أنظمة تربوية عديدة في جولاتهم الرسمية على وجه التحديد وأنفقت الدولة على تلك اللجان الملايين ومع ذلك لم يكن المردود المرتقب على ما يرام الى هذا اليوم ولم يثمر على ارض الواقع التربوي شيئا يذكر ولم يلامس العمود الفقري للتربية والتعليم مس التغيير ولا لمسته . قد يقول قائل ماهي البدائل المطروحة لعلاج الكثير من مشاكل التربية والتعليم ابتداء من الأبنية المدرسية ومرورا باللوائح والنظم والمدرس والمنهاج... الخ. ويفترض دائما ان البديل يأتي ممن يده في النار وليس في الماء بحيث يطابق الحاجة الفعلية لمجتمع الامارات. فهاكم بعض الامثلة لما هو متبع في كثير من بلدان العالم في العديد من المجالات التربوية, ففي اليابان وبالذات في مرحلة رياض الاطفال ترافق الام ابنها أو ابنتها الى الصف وتبقى معها الى ان تتعود على الجو الدراسي الجديد بالنسبة له أو لها, فتجلس الأم في الصف بجانب الطفل او الطفلة حتى تتخطى مرحلة الوحشة من هذا الوضع وقد يكون لدينا أكبر عقبة في سبيل تطبيق هذا المبدأ عدم وجود المقاعد التي تغطي احتياجات الامهات للجلوس في الصف الذي سيضيق بالزحام الذي ستحدثه الأمهات. ونحن مع ذلك لا نزعم التطبيق الحرفي لهذا النظام في مرحلة رياض الاطفال عندنا وانما نقول بأن هذا الاسلوب التربوي يعالج مشكلة موجودة في اليابان قد لا تكون لدينا وان كان هناك حوادث تروى لاطفال يبكون طوال اليوم الدراسي لمفارقة أمهاتهم لهم مباشرة بعد تسليمهم الى أيدي المدرسات أو الادارة المدرسية التي تنقصها القدرات التربوية التي تعين هؤلاء الاطفال لتخطي هذه المراحل دون ان تترك سلبيات كره المدرسة بجميع مراحلها. هذا النمط من التعامل توصل اليه النظام التربوي في اليابان عندما وجد بأن هناك مشكلة من هذا القبيل لدى أطفال مرحلة رياض الاطفال. وقد يطرح سؤال خاص بأن الأمهات لدينا عاملات فكيف تستطيع الأم البقاء مع طفلها وهي مكلفة بالدوام الرسمي؟ نقول بأن الجواب السريع يكمن في أن النظام الاداري للدولة في اليابان يسمح للأم بالبقاء في المدرسة لهذا الغرض وذلك مراعاة لهذا الظرف الحساس للطفل في هذه المرحلة العمرية لذا تجد بأن النظام الاداري العام يساعد ويقف جنبا الى جنب مع النظام التربوي لاداء دوره الهام في تنشئة الأجيال بدل التصادم والتناقض الذي نلاحظه بين كثير من الأنظمة في المجتمع.

Email