ندوة أثر التقدم الاقتصادي على الترابط الاجتماعي بعجمان: الدعوة للمحافظة على التقاليد وتربية النشىء على القيم

ت + ت - الحجم الطبيعي

نظمت جمعية الارشاد الاجتماعي بعجمان ندوة بعنوان اثر التقدم الاقتصادي على الترابط الاجتماعي تحدث فيها كل من الدكتور محمد رابوي استاذ الاقتصاد بجامعة الامارات وجمال البح مدير عام صندوق الزواج وذلك مساء امس الاول بمجلس محمد بن رحمة العامري رئيس مجلس ادارة جمعية الارشاد الاجتماعي في منطقة الكرامة بعجمان . ادار الندوة عبدالله سالم النعيمي مدير جمعية الارشاد الاجتماعي الذي رحب بالمشاركين والضيوف وقال ان موضوع الندوة هو موضوع الساعة والتحدي الكبير الذي يتحدد على اثره مستقبل البلاد. الامراض الاجتماعية وكان اول المتحدثين الدكتور محمد رابوي الذي استهل حديثه بالتأكيد على ان شعب الامارات جزء من الامة العربية والاسلامية وله عادته وتقاليده وقيمه التي توارثها جيلا بعد جيل مستلهمة العقيدة الاسلامية والعادات العربية التي اقرها الاسلام ولهذا ينشأ الابناء على القيم الاجتماعية الفاضلة التي يرثونها ليس كلاما وانما ممارسة فالابناء ينشأون في كنف الوالدين وتشارك الاسرة المجتمع في تنشئتهم. وقال الدكتور محمد ان الحياة الاقتصادية في السابق لم تكن معقدة وكانت معظم الاحتياجات الاستهلاكية متوفرة في الاسواق المحلية وتعتمد على البيئة المحلية في توفيرها مثل البحر والزراعة وافراد المجتمع باحتياجاته من الغذاء والكساء, ولان طلبات الحياة كانت قليلة كان الناس لديهم قناعة وايمان عميق واطمئنان يجعلهم متمسكين بدينهم وقيمهم فالمرأة لا تضغط على الرجل لتلبية طلباتها. هناك قناعة كاملة بالرزق مما يجعل الرجل لا يحمل همه وبالتالي يتفرغ للعبادة والصلاة. ويقول الدكتور محمد ان القناعة الان تلاشت وانخفضت كثيرا فالذي لديه الكثير يطالب بالاكثر والمرأة التي لديها كل شيء من الحلي والملابس والسيارة تريد اكثر بل ان الاطفال ينفقون مالا كثيرا على السيارات والتلفونات وبالتالي لايشعر احد بقيمة المال فهم لم يتعبوا في جمعه والان اصبحت امراض العصر العضوية اسبابها نفسية بسبب الضغوط الاقتصادية فالانسان يجري وراء الدنيا غير قانع برزقه ولا يتفرغ للصلاة فذهنه شارد في الحياة والرزق ومشاكله. المحافظة على القيم ويستطرد الدكتور محمد في حديثه اصبح الاستهلاك ليس للحاجة وانما اشباع لرغبات معنوية ولهذا يجب ان نربي هذا الجيل تربية سليمة (فالاب مشغول عن ابنائه وخروج الابناء من البيت اصبح كثيرا دون رقابة من الاسرة وبشكل عام المشاكل الاجتماعية الناجمة عن التطور الاقتصادي واضحة ولايعني هذا دعوة للتخلف لكن لابد من المحافظة على القيم والتمسك بها فكثير من القيم تذوب مع التطور الاقتصادي فالمرأة التي كانت تخجل من الظهور امام الرجال اصبحت الان تظهر متبرجة حتى اصبح الامر عاديا. والحلول هي ان نجند كل مؤسسات الدولة للمحافظة على هذه القيم كما على الاسرة دور هام وفعال في تربية النشىء تربية سليمة وعلى مؤسسات المجتمع التربوية والمؤسسات الاعلامية والمساجد ان تقوم بدورها في هذا الامر وتسهم بكل قوة في المحافظة على القيم وترسيخها وسط الجيل الجديد. عادات مستوردة وتحدث بعد ذلك جمال البح مدير عام صندوق الزواج مشددا على دور الأسرة اولا في تربية الابناء على القيم وضرب مثلا بمسؤول ترك ابنه فريسة للتلفزيون فأصبح كالببغاء يردد ما يشاهده. وقال البح الطفرة الاقتصادية يجب ان تواكبها تنمية اجتماعية اذا ان من آثارها التفكك الاسري بسبب اللهث وراء الحياة وملذاتها والان وصلت الاثار الى المدارس حيث يحمل الطالب ما لايحتاجه من هاتف نقال الى جهاز نداء وسيارات وهذه تنشئة خطيرة تعودهم على الاسراف والطفرة الاقتصادية طالت الريف الذي كان محافظا لوقت قريب حيث اصبح الاحتفال بالزواج بعروض الليزر وغيرها من عادات مستوردة. واشار البح الى ان العزوف عن الزواج بسبب التكاليف العالية للزواج والتي تصرف كلها في عادات مستوردة ليس لها علاقة بالمجتمع من فندق الى فستان زفاف وهدايا وغيرها من تقاليد جديدة حسنها الاعلام لابناء المجتمع فاصبحت عادة اكتسبوها من أجهزة الاعلام وتحولت الى جزء من عاداتنا الجديدة. وقال نحن نعلم ان الانفتاح الاقتصادي له ضريبته فمشكلة العنوسة سببها الرئيسي الزواج من الاجنبيات وان 60% من اسباب الطلاق بسبب الزواج مرة ثانية من اجنبية وبقية الاسباب بسيطة جدا لا تشكل في مجموعها سببا للطلاق وتشتيت الأسرة. وعن دور صندوق الزواج قال جمال البح ان هناك المشروع الجديد للخط الساخن والمجلس الاسري والذي نحاول من خلاله ان نقدم استشارات اسرية للحالات التي يحتاجها ونأمل ان تسهم في حل المشاكل الاسرية وكما نعد الان للمؤتمر الاول من نوعه في نوفمبر المقبل تحت شعار نحو اسرة متماسكة ومستقرة وننوي ان نسلط خلاله الضوء على الاسرة الخليجية من خلال اوراق تعالج كافة مشاكل الاسرة لنتوصل لرأى اجتماعي حول الاسرة الخليجية ترفع لمؤتمر دول مجلس التعاون الذي سيعقد في ديسمبر. وختم البح حديثه قائلا ان غياب الاسرة والخطة الاجتماعية الواضحة لمعالجة مشاكل الاسرة تجعل ابناءنا يقعون في الانحراف اذ اننا في استطلاع اجريناه على 300 طالب اتضح ان 97% منهم يشاهدون افلاما خليعة و 86% يدخنون السجائر. التقليد والمحاكاة تم فتح الحوار حول موضوع الندوة فتحدث محمد رحمة العامري صاحب المجلس شاكرا المتحدثين وقال ان ما يجري في المجتمع من اندثار للقيم لا نرضى عنه جميعا ولكن لابد ان نتساءل عن الاسباب والضغوط التي يواجهها الانسان ليقع تحت وطأة سلبيات الانفتاح الاقتصادي, فالرجل قد تنازل عن كثير من مسؤولياته للمرأة واسراف الشباب والتخلى عن القيم لابد من معالجتهما وعلى الدولة ان تتدخل لمنع هذا التدهور باصدار قانون يمنع امتلاك الشباب لهذه الاشياء مثل الهاتف والنداء وغيره, وعلى الاعلام المحلي ان يلعب دورا في التوعية والمحافظة على القيم بدلا من الدعوة لها وعلى الجهات المسؤولة ان تكون قدوة للشباب بدلا من دعوتهم للعادات الاستهلاكية والتي تجعلهم يجرون وراء التقليد الاعمى. وعقب الدكتور محمد رابوي قائلا ان دور الندوات هو ان تبرز المشاكل لتساعد في حلها وان التقليد والمحاكاة مشكلة كبيرة يجب معالجتها والتصدي لها فكل انسان مسؤول عما كسب واين انفقه والاعلام وسيله يجب ان نتحكم فيها ونوجهها لمايفيد المجتمع ولايغره. وقال محمد عبدالله الشيبة مدير منطقة عجمان الطبية الطفرة التي شهدها مجتمع الامارات اثرت كثيرا على حياته الاجتماعية وعلى الدولة ان ترعى المجتمع وتمنع عنه ما يؤذيه فالمغريات كثيرة والمقاومة صعبة وعلى المجتمع ان يحافظ على قيمه وهي مسؤولية كل فرد منه وان كنا لانستطيع ان نرجع كل القيم الفاضلة في لحظة ولكن علينا الاجتهاد لاصلاح ما يمكن اصلاحه بالندوات ومشاركة الاعلام وعلينا ان نتوجه نحو الشباب فهم اصحاب القضية وهم المستقبل الذي يجب ان نحافظ عليه. كتب - صلاح عمر الشيخ

Email