بدء الاحتفال باليوبيل الذهبي لمنظمة الصحة العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أشاد معالي حمد عبدالرحمن المدفع, وزير الصحة, بدعم ورعاية صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, رئيس الدولة, واخوانه أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد, حكام الامارات, لمسيرة الخدمات الصحية على أرض الدولة, مما ساهم في تطوير هذه الخدمات, وتحديثها بشكل دائم يواكب أفضل المستويات العالمية. جاء ذلك في كلمته صباح أمس, والتي ألقاها نيابة عنه سالم الدرمكي, وكيل الوزارة المساعد لشؤون منطقة العين الطبية بمناسبة احتفالات الدولة باليوبيل الذهبي لتأسيس منظمة الصحة العالمية, وذلك بمقر المجمع الثقافي بأبوظبي. وقال وزير الصحة ان الاحتفال بمرور خمسين عاما على انشاء منظمة الصحة العالمية, يأتي تأكيدا لدورها وتحقيقاً لأهدافها التي تتمثل في توفير الصحة لجميع شعوب الارض مشيرا الى ان التطبيق العملي لهذه الاهداف ساهم في تزايد ونمو الخدمات الصحية المقدمة لمختلف الشعوب, واستئصال العديد من الامراض الفتاكة مثل الجدري وشلل الاطفال, فضلا عن منع انتشار العديد من الامراض الوبائية ذات الخطورة على البشرية جمعاء. تطورات واضحة واضاف ان انضمام دولة الامارات لمنظمة الصحة في الثلاثين من مارس عام ,1972 عقب اعلان قيام الدولة, كان له اثر كبير في تطوير خدماتها الصحية موضحا ان عدد مستشفيات الدولة, قد بلغ 54 مستشفى عاما وتخصصيا, منها 32 مستشفى تابعا لوزارة الصحة, فيما وصل عدد مراكز الرعاية الصحية الاولية الى 115 مركزا موزعا على جميع مناطق الدولة, وبلغ عدد الاسرة داخل المستشفيات نحو 7000 سرير, بينما كان عدد المستشفيات في بدايات الدولة, لا يتعدى سبعة مستشفيات, و12 مركزا صحيا. وأكد حمد المدفع, ان اهتمام الجهات المعنية بالصحة في الدولة يتجه حاليا الى توفير خدمات أكثر تخصصا, والتوسع في انشاء المستشفيات التخصصية, فضلا عن تطوير المستشفيات العامة وتجهيزها بأحدث الاجهزة الطبية الدقيقة, والتي تستخدم لاجراء أدق جراحات المخ والاعصاب والقلب المفتوح. كما حققت الدولة انجازات متميزة, فيما يتعلق بارتفاع معدل الاطباء والهيئة التمريضية, حيث وصل المعدل الى طبيب لكل 6000 شخص, وممرضة لكل ,300 وذلك اتفاقا مع افضل المعدلات العالمية في هذا الصدد. واعتبر الوزير ان انخفاض معدل وفيات الاطفال الرضع الى 8.4 بالالف, وارتفاع العمر المتوقع عند الولادة الى 74 عاما للاناث, و72 عاما للذكور, من أهم المؤشرات التي تؤكد تطور الخدمات الصحية الدائم والمستمر. وتطرق الى تطبيق العديد من البرامج الوطنية في مجال الصحة العامة, كبرامج استئصال شلل الاطفال, والقضاء على الحصبة, ومكافحة الملاريا, وبرنامجي مكافحة التدرن ومكافحة فقدان المناعة المكتسبة, مؤكدا نجاح هذه البرامج وتحقيقها للاهداف التي أنشئت من أجلها. دور الصحة العالمية وتناول الدور الذي قامت به منظمة الصحة العالمية لانجاح هذه البرامج بما يشمله ذلك من تقديم الدعم والمساندة الفنية ونشر الوعي الصحي وطرح المبادرات الصحية الهادفة, وتحديد خطط زمنية للتخلص من بعض الامراض الخطيرة واستئصالها الى الأبد. وأكد وزير الصحة في ختام كلمته, حرص الوزارة على مواصلة وتعزيز التعاون مع منظمة الصحة العالمية, من أجل تحقيق المزيد من الانجازات الصحية, وتطوير الخدمات العلاجية والوقائية المقدمة لمواطني الدولة والمقيمين على ارضها, على حد سواء. وبدأت عقب اختتام الجلسة الافتتاحية للاحتفال الذي يستمر حتى يوم غد الخميس, أعمال الندوة العلمية التي أقامتها اللجنة المنظمة للاحتفال برئاسة الدكتورة عواطف بو حليقة مديرة الادارة المركزية للتثقيف الصحي وذلك تحت عنوان: أضواء على مسيرة الخدمات الصحية على أرض الدولة. واشتملت الندوة على ثلاث أوراق عمل حول التطورات التي شهدتها الرعاية الصحية الاولية, والبرنامج الوطني للتحصين, وبرنامج رعاية المسنين. نوعية الخدمات وأكد الدكتور عبدالغفار محمد عبد الغفور مدير ادارتي الرعاية الصحية الاولية والصحة المدرسية في الورقة العلمية الاولى ان استراتيجية عمل الرعاية الصحية, تقوم حاليا على الاهتمام بنوعية وجودة الخدمات الصحية من خلال الأخذ بنظام طبيب الاسرة وتطوير برامج التعليم الطبي المستمر فضلا عن تدريب الاطباء المواطنين في مراكز الرعاية الصحية بأبوظبي والعين والشارقة, تمهيدا لحصولهم على شهادة الزمالة العربية. كما تم ادخال نظام الحاسوب الآلي في برامج اصدار البطاقات الصحية, مما قضى على الازدواجية وساهم في تبسيط اجراءات استخراج البطاقة, وذلك بالتوازي مع الاهتمام بادخال برامج رعاية المسنين والمسح الشامل للامراض السرطانية وتحديثها. وقال الدكتور عبدالغفار ان ما وصلت اليه خدمات الرعاية الصحية جاء بشكل مرحلي حيث انطلقت هذه الخدمات على أساس من النظر الى الرعاية الصحية, كمدخل أساسي لتطوير الخدمات الصحية بصفة عامة وذلك من خلال البدء في نظام التسجيل الصحي منذ حوالي 14 عاما, واجراء عمليات حصد للعيادات الخارجية, لمعرفة مدى كفاءة ادائها ومستوى مبانيها, وبعد ذلك بدأت عملية تحويل هذه العيادات الى مراكز صحية شاملة. كما قامت الادارة بادخال خدمات المختبرات في العيادات الخارجية, وتزويد الصيدليات التابعة لها بأحدث الاصناف الدوائية وأكثرها فعالية. واضاف ان المرحلة التطويرية الثانية لمراكز الرعاية اعتمدت بشكل اساسي على اضافة المزيد من البرامج الصحية مثل برنامج الاطفال الاصحاء ورعاية الحوامل فضلا عن الاهتمام بوضع بروتوكولات لمجموعة من البرامج الصحية لتطبيقها في المراكز الصحية, كبرنامج الحد من الامراض الطفيلية والمستعصية, وبرنامج الزيارات المنزلية وبرنامج مكافحة الملاريا. برنامج التحصين وتحدث بعد ذلك الدكتور مصطفى الهاشمي مدير ادارة مكافحة الامراض بالوزارة حول التطورات التي شهدها البرنامج الوطني للتحصين على ارض الدولة. وقال ان الخطة المستقبلية للبرنامج الوطني للتحصين تعتمد على الحفاظ على الانجازات التي يتم تحقيقها, والتركيز على تطوير نظام فعال للترصد الوبائي الايجابي, ومواصلة العمل على رفع معدلات التغطية باللقاحات المختلفة, والتأكد من ان اللقاحات المستعملة حاليا عالية الفاعلية وليست ذات اثار جانبية, وتطوير نظم المعلومات بشكل دائم, اضافة الى تشجيع الدراسات والبحوث للاسترشاد بها في تطوير الخطط المستقبلية للبرنامج. واضاف ان البرنامج الوطني للتحصين استطاع بحلول العام الجاري تحقيق أهم أهدافه, خاصة فيما يتعلق باضافة لقاحات الحصبة والحصبة الالمانية والنكاف والالتهاب الكبدي الفيروسي الوبائي, وتوفير اللقاحات في جميع مراكز الرعاية الصحية ومراكز رعاية الامومة والطفولة ومكافحة الامراض بادارات الطب الوقائي, وتحصين طلاب المدارس بالجرعات المنشطة للقاحات المختلفة في مراكز الصحة المدرسية. واستعرض الدكتور الهاشمي جانبا من الانجازات التي حققها برنامج التحصين مشيرا الى استئصال مرض شلل الاطفال قبل ست سنوات, وعدم وقوع أي حالة كزاز ولادي منذ 18 عاما, وانخفاض حدوث المرض الى ست حالات في عام ,1995 وحالة واحدة في عام ,1996 وعدم تسجيل أي حالة العام الماضي. كما انخفض معدل الاصابة بالحصبة من 2820 حالة سنة ,1981 الى 243 حالة العام الماضي, فضلا عن عدم تسجيل أية حالة دفتيريا العام الماضي. رعاية المسنين حول برنامج تطوير رعاية المسنين, أكد الدكتور عمر القضاة مسؤول المسنين بمركز أبوظبي للتأهيل الطبي, ان تكوين سياسة وطنية حول الصحة ورعاية المسنين, هي الخطوة الاولى لتحقيق رفاهية المسنين وسلامتهم, مع الدعوة لانشاء مجالس وطنية للمسنين, وذلك اتفاقا مع توصيات منظمة الصحة العالمية في هذا المجال. وطالب بتعزيز الاهتمام بتدريب القوى العاملة في مجال الخدمات الصحية بطريقة مناسبة بحيث تتفهم الاساليب للتعامل مع مرحلة الشيخوخة واعطاء الاهتمام بانشاء مركز اتصال يختص بطرح مشكلات المسنين وعرضها على المسؤولين بوزارة الصحة. كما يجب تسهيل استفادة المسنين من برامج التأهيل متعدد الأنظمة وتطوير الخدمات التقويمية العويضية, والتأكيد على أهمية تلقي المسنين للرعاية في اطار المجتمع وليس داخل مؤسسات الرعاية, مع أهمية التعاون بين وزارتي الصحة والعمل والشؤون الاجتماعية لتقديم الخدمات الى المسنين بشكل شمولي متوازن. وقال الدكتور القضاة ان مسألة الاهتمام برعاية المسنين, تأتي على رأس أولويات العمل بوزارة الصحة, وذلك التزاما بتعاليم الاسلام التي تحث على رعاية الكبير, والتقاليد العربية الاصيلة. واضاف ان تكثيف الاهتمام بالمسنين يجب ان يكون متناميا بشكل دائم, وذلك لمواكبة الزيادة المضطردة في أعداد كبار السن بعد تطور الخدمات الصحية, ومانجم عن ذلك من ارتفاع المعدل العمري مشيرا الى ان الرعاية التي توليها الدولة لفئة المسنين, تعتبر دليلا على تطورها ورقيها. وتناول الخدمات التي يقدمها مركز ابوظبي للتأهيل الطبي لفئة المسنين, مشيرا الى انها تشتمل على خدمات نفسية وطبية وتأهيلية, تهدف الى الاستفادة من قدرات المسن وتعريف اسرته بأساليب رعايته, وتوفير البرامج المناسبة له. افتتاح المعرض وعقب اختتام الندوة, افتتح وكيل الوزارة المساعد لشؤون منطقة العين الطبية, المعرض المقام بالمجمع الثقافي, في اطار الاحتفال. وتفقد سالم الدرمكي يرافقه عدد من مسؤولي الوزارة مختلف أجنحة المعرض بما تشمله من أجنحة مخصصة لمختلف المناطق الطبية والادارات المركزية بالوزارة, فضلا عن الأجنحة التي قدمتها ادارات الصحة والخدمات الطبية بالدفاع المدني والشرطة وعدد من الشركات الخاصة. واشتمل المعرض كذلك على أجنحة لكلية طب الاسنان بجامعة عجمان, وشركة بترول أبوظبي الوطنية, وبعض الاجهزة الطبية المستخدمة في مجال الاشعة والفحوصات الشاملة والمختبرات. كما تضمن المعرض عيادة مفتوحة للجماهير والزوار تقوم باجراء فحوصات سريعة وشاملة بشكل مجاني وذلك لقياس الضغط ونسبة الكوليسترول بالدم والسكري وفحوصات النظر ومدى التوازن بين الطول ووزن الجسم. وقام فريق من المثقفين الصحيين بتقديم مجموعة من الارشادات حول السلوكيات الصحية الواجب على الشخص اتباعها للحفاظ على سلامته. ويستمر المعرض طوال فترة الاحتفال على فترتين صباحية ومسائية ويتم خلاله طرح مسابقات صحية ذات جوائز متعددة لاطفال المدارس والرواد وذلك في اطار الحرص على نشر الوعي الصحي بين افراد المجتمع. تغطية ـ محمد مصطفى موسى

Email