في افتتاح مؤتمر المرأة الخامس .. قرينة رئيس الدولة: توفير الرعاية الصحية الشاملة للمواطنين والوافدين

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكدت قرينة صاحب السمو رئيس الدولة, سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك آل نهيان, رئيسة الاتحاد النسائي العام, حرص دولة الامارات في ظل قيادتها الرشيدة , على تطوير خدماتها الصحية وتحديثها, بشكل دائم, يواكب التطورات العالمية, ويؤدي في الوقت ذاته الى توفير الرعاية الشاملة, للمواطنين والوافدين على حد سواء. جاء ذلك في كلمة سموها صباح أمس خلال افتتاح مؤتمر المرأة الخامس الذي تنظمه الادارة المركزية لرعاية الامومة والطفولة بوزارة الصحة بمقر المجمع الثقافي بأبوظبي, تحت رعاية سموها, وتحت شعار (نحو حياة صحية أسرية خالية من الارهاق النفسي) . وقالت سموها في كلمتها التي ألقتها نيابة عنها, ميثاء سالم الشامسي, نائب رئيس جامعة الامارات لشؤون الطالبات, مستشارة رئيسة الاتحاد النسائي العام ان الخدمات الصحية بالدولة شهدت قفزات تقدمية على الصعيدين العلاجي والوقائي, مشيرة الى الاهتمام الذي توليه الوزارة لصحة المرأة, باعتبارها نصف المجتمع, ولأنها ميزان الاسرة, وبانية الأجيال. واضافت قرينة صاحب السمو رئيس الدولة ان صحة الاسرة من أهم الأولويات التي تحظى برعاية كبيرة وعناية شاملة, وذلك لأنها واجهة العمل الوطني الشامل الذي تنهض به الدولة وتخطو خطواتها الثابتة الى الغد, موضحة في الوقت ذاته انه برغم المجهودات التي تبذلها الدولة للنهوض بصحة الاسرة, لاتزال هناك بعض المشكلات التي تتسم بأنها ذات صبغة عالمية وليست محلية مثل: الخوف من المجهول والقلق وعدم الاطمئنان والتوتر وما الى ذلك من المشكلات النفسية. شعار المؤتمر وتطرقت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك الى شعار المؤتمر حيث قالت (ان هذا الشعار ينسجم تماما مع توجيهات صاحب السمو رئىس الدولة, المتمثلة في تحقيق حياة صحية مستقرة, وتساهم ايجابا في مسيرة التنمية والبناء, على مرتكزات سليمة وأسس ثابتة. وطالبت سموها في ختام كلمتها القائمين على المؤتمر بالسعي الى تحديد وطرح كافة جوانب وأسباب المشكلات النفسية, مع اقتراح الادوات والوسائل, بما يساعد على تحقيق الحياة الأسرية المستقرة البعيدة عن التوتر والقلق والارهاق. وكان معالي حمد عبدالرحمن المدفع وزير الصحة قد أكد عبر كلمة افتتح بها المؤتمر, ان رعاية قرينة صاحب السمو رئيس الدولة للمؤتمر, تأتي تتويجا لجهود سموها الخلاقة, فيما يتعلق بدعم العمل النسائي الهادف على ارض الدولة مشيرا الى التقدير والتكريم الذي حظيت به سموها من قبل منظمة الامم المتحدة, نظير جهودها لرعاية الاسرة والطفل. وقال الوزير ان مؤتمر المرأة الخامس الذي ينعقد هذا العام تحت شعار: (نحو حياة صحية خالية من الارهاق النفسي) , يمثل اضافة متميزة للمؤتمرات الاربعة السابقة, حيث يتناول جانبا مهما من حياتنا الصحية, ويعتبر ركيزة محورية في استقرار الاسرة. ويهدف المؤتمر الى توضيح المسببات التي تؤدي الى التوتر والارهاق النفسي للمرأة, مع القاء الضوء على المشاكل النفسية والاسرية, وابراز دور المرأة في خلق المناخ الذي يسهم في تفادي الضغوط النفسية. 200 مشارك وأضاف حمد المدفع ان المؤتمر الذي يشارك فيه نحو مائتا متخصص, يعتبر مدخلا للحوار والنقاش العلمي المفتوح, وتبادل الخبرات حول الاتجاهات العالمية الحديثة ذات العلاقة بصحة الام والاسرة, وذلك من خلال استعراض أحدث النظريات العلمية, حول المؤثرات والعوامل المتعلقة بالحالة النفسية والاجتماعية للاسرة, واقتراح الوسائل المناسبة لعلاجها والوقاية منها. ودعا الوزير في ختام كلمته منظمي المؤتمر الى الخروج بتوصيات فعالة تسهم في تطوير الرعاية بصحة المرأة والقضاء على الارهاق النفسي بهدف دفع عجلة التنمية والنهضة الشاملة التي تشهدها الدولة في مختلف المجالات. وفي كلمة باسم الادارة المركزية لرعاية الامومة والطفولة, قالت الدكتور هاجر الحوسني مديرة الادارة إن المرأة هي محور الأسرة, وأشد عناصرها تأثيراً وتأثراً, وأكثر أفرادها تعرضاً للارهاق, مشيرة الى ان هذه الحقيقة العلمية كانت الباعث الأساسي الى اختيار شعار المؤتمر واقامته. وأضافت ان الارهاق النفسي قد أصبح داء العصر خاصة بعد انتشار وسائل التقدم العلمي وتسارع وتصاعد مؤشرات الحياة, الأمر الذي يمثل خطورة بالغة على سعادة المجتمع وتنمية قدراته, ويتطلب تحركاً سريعاً ومدروساً للقضاء قدر الامكان على هذا الخطر. غاية أساسية واعتبرت الدكتورة هاجر أن تجنب الارهاق النفسي أصبح غاية فردية وأسرية على رأس أولويات كافة المجتمعات, الأمر الذي يستوجب وضعه بشكل دائم نصب أعين السياسات والاستراتيجيات الصحية. وأشادت بالرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك للمؤتمر والتي تؤكد مدى اهتمام سموها بصحة المرأة والأسرة في الامارات, وتشجيعها لأي جهد مخلص يستهدف صالح المجتمع ورفاهية أبنائه. وعقب اختتام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر, بدأ برنامجه العلمي, حيث استعرضت الجلسة العلمية الأولى برئاسة الدكتور جمال ابو العزايم, محاضرتين هامتين حول مفهوم الارهاق النفسي وتأثيره على صحة الأسرة, والعوامل الثقافية والاجتماعية المسببة للارهاق النفسي عند المرأة في العالم العربي. وقال الدكتور بشير الرشيدي في المحاضرة الأولى, ان الارهاق النفسي أصبح المرض الأكثر شيوعاً في هذا العصر, خاصة بعد تطور ضغوط الحياة وسعي الانسان وراء المتطلبات المادية.. والاقتصادية.. مشيراً الى ان الضغوط النفسية تؤدي إلى مشكلات فسيولوجية مثل سرعة التنفس وزيادة ضربات القلب وارتفاع ضغط الدم وغيرها من المشكلات الصحية. وأضاف ان هذه المشكلات تتطلب ان يقوم الانسان المعاصر بالتسامي على الرغبات المستحيلة والسعي الى تبديل اولوياته واتخاذ السلوكيات التعويضية مشيراً الى ان الاستسلام للضغوط النفسية يؤدي الى الاخلال بسعادة الأسرة وينعكس سلباً على جميع أفرادها, وذلك لأن الارهاق النفسي, كالعدوى التي تنتقل الى الجميع وتصيب كافة المحيطين بالشخص المجهد نفسياً. مساعدة المرأة وفي المحاضرة الثانية, أوصت الدكتورة هند خطاب باستحداث مواد تعليمية موجهة لمساعدة المرأة على فهم مختلف العوامل التي تؤثر على صحتها, بحيث تراعي هذه المواد المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المختلفة للمرأة. وقالت إنه لابد من توعية مقدمي الرعاية الصحية بالأساليب المثلى للتعامل مع المرأة وتطوير قدراتهم على الحوار مع المريضات ودفعهن الى التعبير عن انفسهن خاصة بالنسبة للمرأة في المجتمع العربي والتي كثيراً ما يدفعها الحياء الى اخفاء حالتها المرضية. كما تطرقت الى أهمية توسيع نطاق الخدمات التي يتم تقديمها للمرأة, مشيرة الى ان صحة المرأة بشكل عام رغم التطورات الحديثة, ما زالت مهمة الى حد كبير, حيث تركز السياسات الصحية, على رعايتها في فترات الحمل, او بعد الولادة, مشيرة الى اهمية تعليم الأطباء واعادة تدريبهم واكسابهم الوعي بالظروف الاجتماعية التي تعيشها المرأة خاصة في المجتمعات الريفية والحضرية التقليدية. وواصل المؤتمر نشاطه العلمي في الجلسة العلمية الثانية برئاسة الدكتور بشير الرشيدي حيث تحدثت الدكتورة سوسن الغزالي حول الأمراض النفسية والبدنية الناجمة عن الارهاق النفسي. مفهوم الارهاق وقالت ان الارهاق النفسي المؤدي الى القلق هو تداخلات معقدة من المشاعر والأحاسيس والعواطف والأفكار والمتغيرات الجسدية موضحة ان اهم اعراض الارهاق النفسي تتمثل في الأعراض الفسيولوجية كالشد العضلي, وارتعاش الأطراف وآلام المعدة والقولون والعرق والصداع, فضلاً عن الأعراض السلوكية مثل النشاط الزائد والانطواء والشره تجاه الطعام, والكوابيس الليلية. كما يقترن الارهاق النفسي بأعراض أخرى مثل فقدان الحيوية والنشاط, واللامبالاة, والشعور بالملل, وتضارب المشاعر, والاشتياق المبالغ فيه للأشياء. وأوضحت الدكتورة الغزالي ان هناك نوعاً من القلق يعتبر مفيداً حيث يدفع الانسان دائماً على تطوير ذاته والارتقاء بقدراته والاجتهاد في كل ما يسند اليه من أعمال, فيما يؤدي القلق في شكله المرضي الى تدمير الانسان وعدم القدرة على التأقلم مع الحياة. تغطية - محمد مصطفى موسى

Email