جامعة الامارات تنظم ورشة عمل حول استخدام تقنيات المعلومات في التدريس

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحت رعاية معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان افتتح امس الدكتور هادف الظاهري مدير الجامعة ورشة العمل التي تنظمها كلية العلوم بجامعة الامارات بالتعاون مع مكتب اليونسكو الاقليمي بالقاهرة بعنوان (الاستخدامات المتطورة لتقنيات المعلومات في التدريس الجامعي الحديث للعلوم الاساسية والهندسية) , وذلك بحضور الامين العام للجامعة شبيب المرزوقي وعميد كلية العلوم د. عبدالرحمن الشرهان وممثل المكتب الاقليمي لليونسكو بالقاهرة د. محمد الديك وعمداء الكليات وعدد كبير من اعضاء هيئة التدريس. واكد مدير الجامعة في كلمته الترحيبية خلال افتتاح ورشة العمل ان العقد الاخير من القرن الحالي واجه المجتمع بظاهرة فريدة فاقت كافة الظواهر الاخرى عمقا واتساعا وتأثيرا وهي ظاهرة تقنيات المعلومات واهمها الشبكة العالمية للمعلومات او الانترنت التي ادى انتشارها السريع إلى جدل متواصل نظرا لتأثيرها الديناميكي على كثير من انماط الحياة المعاصرة وخاصة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي. واشاد د. هادف الظاهري إلى ان الجدل نفسه قد اثير من قبل عندما اصبحت الكتب في متناول الجميع بعد التطور الهائل الذي شهده عالم الطباعة, وكذلك الحال بعد انتشار تقنيات الاذاعة والتلفزيون, مؤكدا عدم وجود داع للخوف من انتشار تقنيات المعلومات وعلى رأسها الانترنت لان التعليم والتعلم عملية بشرية بالدرجة الاولى وتنطوي على قيم وعمل جوهري وتفاعل بين المعلم والمتعلم وليس مجرد تحصيل معارف أو استيعاب معلومات. واضاف ان المكتبات والاذاعات والتلفزيونات وشبكة المعلومات مجرد وسائط لبناء المجتمع على القيم والاخلاق والمثل, مشيرا إلى ان تقنيات المعلومات لم تمس عملية التعليم والتعلم ولن تغني عن المعلم ولن تقضي على المبادىء الاساسية في هذا المجال, انما تكملها وتثريها. كما اشار إلى ان الشبكة تساعد على تحقيق مبدأ جعل الطالب عنصرا متفاعلا في العملية التعليمية وليس مجرد متلقي للمعارف, حيث تجعله يسأل ويبحث, ويميز بين الجوهري والثانوي, ويحلل ويقارن ويتابع التطورات, كما ان الشبكة تعزز مبدأ التعلم بالتفاهم والمجادلة والمناقشة والحوار حيث انها توسع هذه الدائرة فلا تقتصر على غرفة الدراسة أو الكلية بل تضم العالم باجمعه. تحديات استخدام الانترنت وتحدث د. هادف الظاهري عن بعض التحديات التي يفرضها انتشار استخدام شبكة المعلومات, مشيرا إلى ان بعض المسؤولين في مؤسسات التعليم العالي يشعر بشيء من القلق ازاء التوسع في استخدامها باعتبار ان غزارة المعلومات كما هو حاصل وسهولة الوصول اليها قد تضعف القدرات الابداعية للطلبة مما يقلل من قيمة البحوث العلمية نظرا لاعتمادها على معلومات الشبكة بدرجة كبيرة, وهنا يأتي دور اعضاء هيئة التدريس في توجيه الطلبة والارتقاء المستمر بالقدرات الابداعية وصياغة البحوث باسلوب متطور. ومن ضمن التحديات التي يفرضها انتشار شبكة المعلومات, القضاء أو على الاقل مكافحة الاسطورة القائلة بان الشبكة تعطي كل شيء عن كل شيء وادراك الحقيقة القائلة بانه كلما ارتقى المتعلم كلما توجه للاستعانة بمصادر اخرى وشحذ ذهنه ليصل إلى مراده. التأثير الايجابي والقى د. محمد الديك كلمة اليونسكو مرحبا بانعقاد هذه الورشة بالجامعة التي حرصت على تنظيم ورشة عمل سنوية بالتعاون مع مكتب اليونسكو بالقاهرة منذ العام 1992 لمتابعة التقدم التقني المتسارع لطرق التعليم والتعلم من خلال استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة وتطوير نظم التقويم والقياس, واكد ان التعاون مع الجامعة يأتي في اطار برنامج اليونسكو الموجه نحو تشجيع وحث اعضاء هيئة التدريس بالجامعات العربية على استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات الحديثة كمادة تعليمية نظرا لمردودها الكبير على التحصيل ودفع القدرات العلمية والمهارات الفنية للطلبة. واشار إلى المؤتمر الاقليمي العربي حول التعليم العالي الذي عقد مؤخرا في بيروت حيث جاء في مشروع الاعلان الذي اصدره وزراء التعليم العالي بالدول العربية في ختام اعمال المؤتمر ان تقنيات المعلومات والاتصالات ادت إلى تغييرات جذرية في طرائق التعليم والتعلم في التعليم العالي, مؤكدا انها قد تؤثر بشكل ايجابي على نوعية التعليم العالي والحصول عليه وتخفيض كلفته. وتقدم د. محمد الديك بالشكر والامتنان إلى رئيس الجامعة ونوابه على رعايتهم الدائمة وكذلك إلى عميد كلية العلوم واعضاء اللجنة التنظيمية لورشة العمل على المجهود الكبير الذي بذلوه لاعداد هذا اللقاء. 40 مشاركا بالورشة واكد د. عبدالرحمن الشرهان في كلمته الافتتاحية تعدد محاور ورشة العمل التي تسعى للارتقاء بطرق تدريس العلوم الاساسية والهندسية مشيرا إلى وجود نحو 40 عضوا من هيئة التدريس من كليات العلوم والهندسة والتربية والعلوم الزراعية والادارة والاقتصاد بالجامعة إلى جانب اعضاء من هيئة التدريس بالكليات التقنية العليا, يشاركون في هذه الورشة. كما اشار إلى ان فعاليات الورشة تتناول محاور عديدة, منها وصف عام للاستخدامات المتطورة لتكنولوجيا المعلومات في التدريس والبحث العلمي, وتصميم المساقات المدرجة على شبكة المعلومات الدولية في مجال العلوم الاساسية والهندسية, اضافة إلى استخدامات الشبكة الدولية للمعلومات لتدريس مساقات الدراسات العليا, ومن ضمن المحاور التي تتضمنها ورشة العمل ايضا, استخدام البرمجيات الحديثة لتحقيق المحاور السابق ذكرها, وتطبيق عملي للمشاركين في الورشة على استخدام هذه البرمجيات لاعداد المحاضرات الخاصة بالمساقات التي يمكن طرحها على الشبكة الدولية. وفي ختام كلمته توجه د. عبدالرحمن الشرهان بالشكر إلى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي الرئيس الاعلى للجامعة لرعايته لورشة العمل, وإلى مدير الجامعة لدعمه المستمر, وكذلك إلى مكتب اليونسكو الاقليمي بالقاهرة لتعاونه المتميز ومشاركته الفعالة مع كلية العلوم في اعداد وتنفيذ ورشة العمل التي تستمر حتى يوم الخميس المقبل. العين ـ ريما جميل

Email