أحلام الأطفال أصبحت حقائق في مهرجان دبي للتسوق 98

ت + ت - الحجم الطبيعي

في حوار مباشر بين الناصر صلاح الدين الأيوبي وريتشارد قلب الأسد قال صلاح الدين مخاطباً ريتشارد أن ( الحياة تتسع للجميع وقانون الحرب لايصلح للحياة ) العبارة دقيقة وذات معنى شامل , وتحمل أبعاداً أخلاقية وانسانية شديدة الإحساس يتذكر المرء تلك المقولة المحضورة في تاريخ الانسانية , وهو يتضمن المعاني والمفاهيم التي توجه بها شعار مهرجان دبي للتسوق 98 , والذي إتخذ من الطفولة محوراً لفعالياته وإن كان بعضها قد نحى نحو معاني أخرى . والطفولة بمعناها الشامل تعنى البراءة .. الحب .. السلام .. المستقبل .. الحياة .. الأمل .. الخلود .. التواصل .. الفطرة .. اللاخبث.. اللانميمة .. اللاكره .. اللاضغينة .... وإذا أخذنا بسرد معاني الطفولة لن تكفينا أوراق العالم لرصدها .. فهي ببساطة النعم الإلهية .. من هنا كان الاختيار ذكياً لهذا الشعار .. ولكن الأهم هو تحسين هذا الشعار في فعاليات وأنشطة تصب في تحقيق السعادة لأفراد العائلة بل قل المجتمع .. أقصد المجتمعات .. لحظة الافتتاح من لحظة الافتتاح كان التجسيد واضحاً لشعار المهرجان دون إفتعال .. بل سبق هذا الافتتاح احتفاء ضخم بإستقبال أطفال العالم من زوار عرس دبي السنوي .. وبالحب والورود كان الكل يرفع رايات الترحيب بالقادمين لزيارة دبي , حاملين معهم أنفاس الحب والمودة ونظرات مليئة بالحنين والموده .. ولم يكن هذا وحده مقدار التجسيد المبدئي فقد كانت هناك سمو الشيخة لطيفة كريمة الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بإعتبارها طفلة ضمن المهنئين والمرحبين والمستقبلين لمن هم في أعمارها من أطفال العالم .. ويمتد التجسيد لأبعد من ذلك فالمعنى الذي حملته عبارة الناصر صلاح الدين سيجده المرء عندما وقف أطفال العالم في حفل الاعلان عن فعاليات المهرجان يقدمون هم محتويات الأنشطة تأكيداً لمقولة أن دبي تتسع للجميع أطفالاً وشباباً وكباراً .. وفي اليوم المشهود كان الأطفال هم قلب حفل الإفتتاح , وببراءة شديدة مليئة بالحب تتعالى أصواتهم .. تتشبت أناملهم بأيدي الكبار .. وترد عليهم ضحكات وأفراح الكبار , وزغاريد النساء .. تعلو الفرحة والبسمة وجوه وشفاه الجميع .. فسعادة الطفل تأكيد أن المستقبل مشرق وجميل .. فحفل الافتتاح من أوله حتى آخره فيما عدا فرق الموسيقى العسكرية كان البطل فيها الطفل .. خمسة آلاف طفل .. رقم ليس بالقليل شارك في هذا الكرنفال .. لم ترهقهم ساعات الانتظار والتجوال .. وحلت الإبتسامة والقبلة محل الآهات .. يمتد التجسيد ويمتد التجسيد أكثر فأكثر في حفل الافتتاح للمعنى الذي حمله شعار مهرجان دبي للتسوق 98 .. فكانت تلك الملحمة الجميلة الرائعة . . التي رسمتها أشعة الليزر والألعاب النارية .. وسط أنغام موسيقى (فانيساماي) لترسم صورة الخلود للإنسانية إلى يوم الدين .. فنأتى تلك اللحظة الهامة في تاريخ كل إنسان .. لحظات المخاض ونور الحياه .. ووسط حالة من المقدمات الجميلة .. يعلو صوت المولود الخارج من أحشاء أمه .. وتدب فيه الحياه وتبدأ مسيرته من الحبو حتى الرجولة مرواً بدق أولى خطواته نحو المستقبل الامحدود .. الطريق واحد لكل طفل .. لا اختلاف .. كلنا هكذا ولدنا وهكذا حبونا .. وهكذا بحثنا عن نقطة مضيئة نتوجه إليها .. كما جسدتها تلك الملحمة الجميلة في حفل الافتتاح بجزئه الثاني . وانطلقت فعاليات مهرجان دبي لتتحول أحلام أطفال العالم الى حقائق وواقع وتصبح كافة الأشياء بين يدي كل طفل... العالم كله بشحمه ولحمه .. ببهجته وأهازيجه .. بتاريخه وحضارته .. بعاداته وتقاليده .. كل موقع له سماته في مخاطبة الطفل .. فهذا الموقع في قلب الشندغة معقل تراث الأجداد في دولة الامارات... الخطاب له أساليبه الخاصة .. التركيز على عادات وتراث الأجداد كان نقطة البداية والنهاية معا ... يقف الأباء مع الصغار يرون ويحكون لهم ماذا فعل الأجداد في حياتهم .. كيف كانت الحياة تسير .. وسط الرمال وحرارة الشمس ورطوبة المناخ خلق مواطن الإمارات أجدادكم القدامى وسائل للتكيف مع الحياة .. هياكل معمارية تتعامل مع الجو صيفاً وشتاء .. وهذا هو المقهى الشعبي الذي كان ملتقى الجميع بعد رحلة عناء بحثاً عن لقمة العيش .. وتلك هي مأكولاتنا وكيف كانت تطهى ؟! وهذا حفل العرس .. تعريف ثقافي بكل شيء لربط الأطفال بتاريخ أجدادهم , حفاظاً على تراث كاد يندثر .. ووسط ساحة الألعاب الشعبية تجمع 60 طفلاً يومياً لممارسة ألعاب قديمة .. مارسها الأطفال قبل الزمان بزمان.. لمن يكن هناك عصر الكمبيوتر والأتاري والسيجا .. بل كانت هناك ألعاب بسيطة ببساطة الحياة وعفويتها .. ومن خلال مدرسة ذات إمكانيات تقليدية تتوجه أهدافها و أعمالها نحو الأطفال .. لتعليمهم رياضة قديمة .. حمل الصقور وتدريبها .. وتعلم فنون الصيد بالصقور .. وعلى مدار الساعات الطويلة تتجول الجمال والخيول والحمير وعلى ظهورها الأطفال .. وسط جو تراثي وعهود مضت وأصبحت في تعداد الماضي وسط هدير المدنية والطائرات والمرسيدس والروز رايس .. الطفل هو قلب الحدث . بابراز تراث البلاد له بكل دقائقه وتفاصيله , حتى فرقه الشعبية وأشعار (ألونه) ومسرح على شكل البراجيل . وعلى الجانب الأخر كان الطفل هو مرآة الفعاليات لم يختف للحظة واحدة , وكان دائماً في قلب الحدث ليرى العالم بفكره وشعوره وحسه وعيونه , بمختلف حواسه يتلمسه عن قرب .. أينما ذهبت سيكون الطفل موجوداً تجسيداً لشعار المهرجان .. تحولت حديقة الخور لعالم أطفال .. وأصبح الشعار ( الطفولة أمانة ورسالة للحياة ) وتحول كل مافي الحديقة الى رسالة تخاطب الطفل تثقيفاً وتعليماً ولهواً ومرحاً وإنسانياً .. ووسط نشاطات ترفيهية تجمع بين المتعة واللهو توافد الاطفال على ألعاب تسلق الجبال وسط جبل ثم تصحيحه ليصبح عنصراً من عناصر الطبيعة .. ويتحول خيال الطفل إلى واقع , ويتحول مشاهداته التلفزيونية الى حقيقة , وأحلامه الى حياة نابضة وأمام فنان مبدع يجلس طفل صغير ليتحول وجهه الى صورة ( نمر أو أسد ) أو الى كرنفال تشكيلي مبدع ليدخل في سباق مع أقرانه . وبين السماء والأرض يرى الطفل جمال دبي ويتخللها الخور هبة الحياة في الإمارة رمز النمو والجمال .. ومن فوق منطاد بالوني أو طائرة مروحية يعيش الأطفال لحظات من المتعة اللانهائية التي أصبحت أكثر رسوخاً في الذاكرة الطفولية . ووسط تلك الهالة من المرح واللعب يتجسد شعار المهرجان ( دبي ملتقى أطفال العالم الى واقع مختلف ملئ بالانسائية في تلك الحملة التي تستحق تحية لانقاذ مرضى السرطان و التي مارست أعمالها تحت عنوان ( حملة كيموكاسبر ) يتواصل التجسيد ويتواصل التجسيد لشعار المهرجان أكثر فأكثر في تنمية الابداع لدى الطفل .. فهناك كان المرسم الحر ) بل المراسم الحرة التي غطت كافة مواقع المهرجان وكل نقطة في دبي على ضفاف الخور وبقرية التراث جاء المرسم الذي انطلق لفتح العنان أمام الأطفال لرسم ماضيهم برؤاهم . وليروا بلادهم بعيونهم .. وسط أجواء من التراث والتقاليد وبناءات تعلوها أبراج الهواء البراجيل . وداخل واحة السجاد هناك المرسم الحر لأطفال المدارس .. في مباراة ذات طابع خاص .. ارسم ماتراه .. ماتريده إبدع .. حول أفكارك ورؤاك عبر ريشة وأصباغ لأشكال تشكيلية طفولية . وكانت النتيجة الخروج بكرنفال من الرسومات تصنع فيما بينها حالة من الجمال .. وتمتد المراسم الحرة للأطفال في واحة الرسم بحديقة الخور لتتسع دائرة المشاركة .. وفي شكل جمالي إنحت رؤوس صغيرة .. وتحركت أياد أصغر على أوراق بيضاء .. لتتحول إلى باقة من الزهور .. وإذا ما أحصينا الفعاليات التي خاطبت الطفل فلن تنتهي... فعلى مدى أسبوع كامل جاء الخطاب الثقافي للطفل والطفل وحده .. ليخرج بالعديد من الدروس عبر دورات تدريبية مبسطة وكانت النتيجة بل النتائج وجه آخر للطفل نحو المستقبل .. حيث تقبل كيف يتعلم الاستفادة من وقته .. ويصبح رجلاً مبدعاً وناجحاً .. ويزداد الدرس رسوخاً بتعلم فنون الإتيكيت؛بن والتعامل مع الكبار .. ويصبح هذا المحور جانباً مهماً يحمل بعد نظر , فليس الأمر مجرد لهو ولعب وترفيه .. فعاليات لا تنتهي ويتسابق الأطفال مع الفعاليات التي لاتنتهي بأنشطة لهم ولهم فقط .. فتتحول المراكز التجارية إلى مدن مصغرة للألعاب .. ولاتخطو خطوة داخل دبي إلا وستجد الأطفال هم محور الإهتمام .. وحولت المراكز التجارية ساحاتها وأروقتها .. لعالم من الترفيه والتسليه للأطفال .. استقطبت من أجل ذلك المهرجين ولاعبي السيرك والإكروبات .. وتتلاحق نظرات الأطفال يميناً ويساراً للحاق بتلك اللعبة .. وهذه الأعلام التي تخرج من بين أصابع ساحر .. ولم تكن المراكز التجارية وحدها موقع جذب الأطفال .. بلى تحولت أركان في شارعي الرقة والضيافة إلى واحات طفولية بين سباقات للدراجات .. وألعاب مهارات ... ومسابقات في التنكر . حتى واحة الكمبيوتر لم تغب عن الحدث فأطفال المدارس كانوا ضيوفها يومياً .. وهنا اللعبة مستقبلية عصرية .. والدرس مع الإنترنت والكمبيوترات .. والدرس بالتأكيد مختلف وخطوة من المهرجان تعبر الحدود نحو أفاق أكبر. عالم مختلف وينتقل الطفل الى عالم مختلف تماماً .. هذه المرة يذهب به المهرجان لأقصى موقع بالكرة الأرضية ليعيش سويعات بين أجواء مناخية في غاية البرودة .. إنها القرية القطبية .. فداخل موقع القرية رغم صغره طار المهرجان بالأطفال إلى عالم جديد تماماً . يكشف من خلاله تفاصيل كانت بالنسبة له أفلام فيديو ومشاهد تلفزيونية , وحواديت بين دفتي كتاب .. أوقصة خيالية .. وعلى النقيض تماماً كانت الجبال الصناعية التي جسدت للأطفال مشاهد من تسلق الجبال بدلاً من التزحلق على الجليد . قبلة ووردة ووسط أجواء اللهو والمرح جاءت قبلة ووردة من المهرجان للطفل المعاق .. الذي لم يغب للحظة وسط تلك ( الهوجة ) من الغعاليات .. وعلى مدى أسبوع كامل .. جاءت لفتة متميزة من المهرجان لتقول للطفل المعاق .. أنك في القلب .. ولك كل الحقوق .. وأمامك كل الأمل .. وأثبت أسبوع ( الطفل المعاق ) أن الاعاقة ليست حاجزاً أمام الطموح .. بل دافعاً نحو السباحة ضد موجات الكثبان الرملية .. وفتح المهرجان باباً جديداً أمام الأطفال المعاقين .. وجاء يوم الآخاء بين الطفل الاماراتي والسعودي .. ليعلنا بداية أيام للأطفال المعاقين في كل بلاد الدنيا .. وبالقبلة والوردة والإبتسامة على الشفاه والضحكة من القلب والفرحة من كل الجوانح .. هتف الجميع ( بالحب نحيا وبالأمل نعيش ) كتب - محمود الحضري

Email