محمد بن راشد في جولة بعيون فاحصة لعناصر مهمة بالقرية العالمية

ت + ت - الحجم الطبيعي

في جولة لم تتوقف للحظة, قام الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي وزير الدفاع مساء امس الاول بزيارة مهمة للقرية العالمية, تفقد سموه خلالها معظم أركان القرية بأجنحتها المختلفة, ان لم يكن كل ارجائها , وحرص سموه على تفقد كل شيء بدقة والتعرف عن قرب على دقائق الأمور, ولم يرد سمو الشيخ محمد بن راشد أي يد امتدت لمصافحته, وكانت عينه دائما على كل ما هو أصيل وحضاري. ووسط حشود قدرت بالآلاف تعالت الايدي بكاميرات الفيديو أو التصوير الفوتوغرافي لالتقاط صورة لهذا الحدث الكبير وتلك اللحظة المتألقة التي اكدت مدى الاهتمام بترسيخ مفهوم ان المهرجان تجاوز قضية التسوق, كما سبق وأعلن ذلك سمو الشيخ محمد بن راشد, واصبح التسوق عنصرا ضمن عناصر عديدة, تصب كلها في احياء البهجة والفرحة والانصهار للعادات والتقاليد لمختلف ارجاء العالم على ارض دبي, ومن الواضح ان هذا قد اتضح جليا في القرية العالمية, التي تضم العديد من الفعاليات تحت اشراف سلطة موانىء دبي, بالتعاون مع ادارة المهرجان. وتأتي زيارة سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الرسمية للقرية العالمية ــ وان لم تكن الزيارة الاولى بالطبع ــ بعد ما تأكد النجاح الكبير الذي تحقق للقرية بفعالياتها, واكد انها الحدث الرئيسي بالمهرجان والمتناغم مع باقي الفعاليات المنطلقة, بأرجاء دبي, لترسيخ المفهوم العام لعرس دبي ان (الاطفال هم قلب الحدث) , وتجلى ذلك في الحنين والحب والعطف الذي ابداه سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في لقاءاته مع الصغار بابتسامة مليئة بالحب. تراث وحضارة والقارىء لزيارة سمو الشيخ محمد بن راشد سيقف عند محورين هامين لها لوحظ ان لهما الاهتمام الاكبر من سموه, الال انصب على كل ما هو تراثي وحضاري يعكس حضارات وتقاليد وعادات الشعوب والامم بمختلف جنسياتهم. وجذب هذا الجانب انتباه سمو الشيخ محمد بن راشد في كل موقع زاره داخل القرية, ولاحقت عيناه تلك الزاوية بحثا عن الاصالة التي لا يمكن ان تطمسها هزات التاريخ, وعوامل التعرية. وبدا هذا الاهتمام من اول خطوة لزيارة سموه, ففي الجناح العماني توقف عند سجلات تاريخ الجزيرة العربية التي حفرتها أياد ماهرة على نحاسيات وجلود وسيوف وخناجر وبراقع, وامتد هذا الاهتمام ايضا في الجناح المغربي والليبي, حيث هناك سجل تاريخ جزء هام من العالم العربي والاسلامي ومرحلة عمرية اصيلة في تاريخ البشرية والتطور الحضاري. وفي الجناح الاردني واصل سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم اظهار وترسيخ هذا الاهتمام بتاريخ الشعوب, وبدقة الفاهم والمتابع والمتفحص تساءل سموه طويلا عن اسرار الصناعات اليدوية والموروث الثقافي الحضاري الذي يتواصل بين الاجيال, ولم يغب هذا المحور في اهتماماته ولمسات سموه لمقتنيات ومطرزات الجناح الفلسطيني, وتلك الوقفة المتأملة امام هذا المجسم الكبير لقبة المسجد الاقصى, رمز التصدي للغدر الصهيوني, وامام منتجات خان الخليلي والارابيسك في الجناح المصري تفحص سمو الشيخ محمد بن راشد دقائق تلك المنتجات ذات السجل لتاريخ سبعة آلاف سنة, حافظت عليها ايادي صناع مهرة, تأكيدا لان التاريخ خط متواصل. وبحنين إلى الماضي الذي لم يغب ولم يختف وقف سموه امام تاريخ الشام ومنتجاته وحواريه ودياره وصناعاته اليدوية, وحتى مقاهي الشام, وسهراتها وحلقات السمر, وحكايات ابوزيد الهلالي, كانت جزءا من التكوين الكلي الذي شد انتباه سموه ومرافقيه, حتى جاءت الابتسامة من (الاراجوز) ومشاهد خيال الظل. الجناح اللبناني واجنحة اخرى وفي الجناح اللبناني واصل سمو الشيخ محمد بن راشد ترسيخ هذا المحور التراثي الحضاري ووسط البخور ورائحة طمي النيل ومنتجات الخوص وجريد النخيل ابدى سموه اهتماما بهذا التواصل الحضاري لأمم نجحت دبي في تجميعها تحت سقف واحد وهدف واحد وعنوان واحد, بأن الماضي هو صانع الحاضر وراسم آفاق المستقبل. وأخذ الجناح العراقي (القرية البغدادية) اهتماما خاصا من سمو الشيخ محمد بن راشد خلال جولته وتوقف امام هذا التواصل الحضاري الذي ظهر في تطريزات لأزياء ومفروشات تؤكد العمق العربي الاسلامي حتى النخاع. وشد انتباه سموه تلك الساحة التي تجسد قلب البيت العراقي لاستقبال الزائر بمفروشاته التقليدية التي تتشابه كثيرا مع طبيعة الجزيرة العربية. وهذا ما اتضح في الجناح السعودي الذي تفقده سموه وتوقف عند تلك الصناعات التي لم تندثر رغم عصر النفط والمتغيرات الحياتية اليومية لاجيال اليوم عن امس. جناح الهند ويمتد ترسيخ هذا المحور في جولة سمو الشيخ محمد بن راشد في جناح الهند حيث سجل لعادات وتقاليد خاصة جدا وافراح واعراس ومنتجات لمأكولات وبهارات ــ حتما لو رأيتها ــ يشعر الفرد انه في احدى مدن الهند. وابدى سموه اهتماما بعناصر المعمار التراثي لشوارع المدن الهولندية وسط الموسيقى التقليدية, وفي ايران وبلاد فارس تجول سموه بين اسواقه التقليدية التي انتقلت بشحمها ولحمها وأزياء بائعيها إلى دبي لتكتمل السيموفونية التي نسجها مهرجان دبي للتسوق. وأمام تاريخ وعادات حضارة لها خصوصيتها توقف سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم امام معروضات عديدة في الجناح الصيني, وامام هذه الاشكال والرسومات المميزة المعبرة عن اساطير, وحكماء في آن واحد. ووسط هذا الحضور التراثي الثقافي لشعوب وقبائل وأجيال كان المحور الاخر المقروء في زيارة سمو الشيخ محمد بن راشد وهو الطفل قلب مهرجان دبي النابض والذي استحوذ على جانب كبير من الحدث, وفي زيارة سمو الشيخ محمد بن راشد تعانقت ايادي الاطفال الصغيرة مع راعي ايام فرحهم, تعبيرا عن لفتة كريمة انسانية بعيدة النظر هي الاهتمام بطفل اليوم رجل المستقبل, وصانع حضارات وأمجاد حتما ستأتي يوما. لمسات أبوية وحرس سموه بروح الاب على وضع لمسات حنان على الاطفال الذين توافدوا على كل موقع وخطوة داخل القرية العالمية, وهذا طفل استوقف سموه لالقاء قصيدة وتلك طفلة تقدم باقة ورد, عنوان للحب والتلاقي, واخرى تطبع قبلة طفولية, وغيرها تمد اناملها الصغيرة لمصافحته تعبيرا عن حنان مقابل حنان. وبالطبع لم يختف اهتمام سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وسط محوري التراث والاطفال في جولته باقي الانشطة, حيث اقترب من انشطة ساحة الالعاب والملاهي التي جاءت اضافة اعطت للقرية العالمية بهجة وفرحة, واتاحت اوقات للترفيه للكبير والصغير معا. وفي نهاية جولة مليئة بالحب كانت هناك لفتة كريمة من سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بتوجيه تحية شكر لشباب لم يبخل بجهده وعرقه لنجاح المهرجان بكل جوانبه. قراءة في الجولة: محمود الحضري

Email