فرقة الاوركسترا السلطانية العمانية: خطوة رائدة وتطلعات مستقبلية… العازفة عائدة المسلمية: الفرقة فرصة للفتاة لتحقيق حضورها الفني

ت + ت - الحجم الطبيعي

رغم التطورات الاقتصادية العالمية واتجاه معظم الدول نحو الصناعة والتجارة ورأس المال, تظل الثقافة بتفرعاتها تفرض حضورها واهميتها لأنها اولا وآخرا تمثل الوعاء الحضاري الذي يختصر مجمل هذه التطورات ويجسدها سلوكا بشريا واعيا يتوافق ويتوازى مع النمو الاقتصادي ويرتقي به عالميا . وبنظرة سريعة على مهرجان دبي للتسوق نرى الحضور الواضح للنشاط الثقافي الذي تركز على ابرازه الجهات المنظمة بندوات فكرية وثقافية, بملتقيات, معارض تشكيلية متميزة, معارض للكتب, وامسيات موسيقية راقية وبالرغم من ان التفاعل الجماهيري مع هذه الخطوات الثقافية لا يتوازى مع أنشطة التسلية التسويقية الاخرى الا انها تمثل بداية مبشرة لحضور الثقافة وتفعيل دورها. ومن الانشطة المهمة على هذا الصعيد مشاركة الاوركسترا السيمفونية السلطانية العمانية ضمن فعاليات مهرجان دبي للتسوق بحفلتين موسيقيتين هما الاولىان من نوعهما لهذه الفرقة خارج حدود عمان, وهذه الفرقة بأعضائها, والموسيقى العالمية الراقية التي تتبنى تقديمها في حفلاتها تمثل جهدا ثقافيا بارزا لسلطنة عمان, وجهدا عربيا جديدا في مسار الارتقاء بالفن الموسيقي ومحاولة الخروج عن النزعة الاستهلالكية التي طغت على كل شيء لدرجة خرج فيها العديد من الباحثين والنقاد بمقولات التلوث السمعي والتلوث الحسي وغيرها من التسميات التي تبرز حاجتنا الماسة لمثل هذه الجهود والخطوات الجادة وخاصة انها تقوم على كوادر وطنية ومحلية. ضمن جدول اعمال هذه الفرقة في حفلاتها الحالية قدمت مجموعة من المقاطع الموسيقية العالمية البارزة والتي شكلت فترة ظهورها نقاط تحول في مسار الموسيقى العالمية. الوقفة الأولى فالوقفة الاولى كانت مع السيمفونية غير المكتلمة او السيمفونية الثامنة لفرانز شو بيرت وهذا العمل الموسيقي من الاعمال التي يتعامل معها الموسيقيون بالكثير من الشفقة نظرا لاقترانها بعبارة (غير المكتملة) ورغم انه من المعروف ان صاحبها كان قد وضع الحركات النهائية لها قبل وفاته 1828 الا ان هذه النهاية لم تظهر ولم يعرف عنها شيء وتم استكمال النقص بالرجوع الى اعمال شوبيرت الاخرى وقدمت هذه السيمفونية للمرة الاولى عام 1865 بقيادة الموسيقي (جوهان هربك) . المقطوعة الثانية التي قدمتها الفرقة حملت عنوان (نزوة ايطالية) وهي من المقطوعات الهامة لتشايكوفسكي والتي امتازت بالكثير من الحيوية والخصوصية نظرا للظروف القاسية التي كان يعيشها آنذاك من متاعب زوجية, وخسارته التعليمية في الكونسرفتوار الروسي, وبعد جولة فاشلة في دول اوروبا استقر في ايطالبا وألف هذه المقطوعة خلال اشهر قليلة اعتبرت من أهم الاعمال والمقطوعات الموسيقية. كما عزفت الفرقة بعض المقاطع الاخرى بأسلوب متميز يدل على اكتمال نضوج اعضاء هذه الفرقة التي انشأت منذ عام 1985 وخضعت عبر السنوات الماضية لفترات تدريب وصقل مطولة خلقت هذا التناغم الذي يقارب الاحترافية بالكثير من جوانبه. القائد قائد الأوركسترا الحالي هو الموسيقي (كريستوفر إيدي) وهو فنان معروف وله باع طويلة في مجال قيادة اهم الفرق الاوركسترالية في بريطانيا اشار لــ (البيان) في حديث عاجل: انه متفائل جدا بالفرقة السيمفونية العمانية, حيث انها تتضمن العديد من المواهب والامكانات التي تؤهلها مع الوقت لتأخذ مكانة بارزة بين الفرق الاوركسترالية في العديد من الدول, فلتحقيق فرقة متكاملة وناجحة لابد من سنوات طويلة من الجهد والعمل المتواصل, لأن مثل هذه الفرق هي نتيجة تراكمات زمنية وعلمية متخصصة, وانا شخصيا انظر الى هذه الفرقة على انها الاولى من نوعها على مستوى الخليج العربي بأنها خطوة مهمة ومتميزة وستحقق نجاحات متعددة. العازف العازف سيف بن سلمان بن مرهون المياحي من العازفين البارزين في هذه الفرقة وهو قائد العازفين, اشار الى انه يشعر بالفخر لوصوله الى درجة العازف الاول للفرقة السيمفونية التي تعتبر من الانجازات الثقافية الرائدة على مستوى الخليج. وهو حاليا يتابع دراسته واختباراته في المملكة المتحدة ويطمح لأن يصل قريبا الى درجة المايسترو ليتمكن من قيادة الفرقة التي لا يزال امامها الوقت لتحقق مكانتها وسمعتها ليس على المستوى الخليجي والعربي فحسب بل على المستوى العالمي فلا شيء ينقصنا مادامت الرغبة والموهبة موجودة ومادام الحس الوطني يدفعنا جميعا للارتقاء بسمعة الوطن. العازفة العازفة عائدة بنت علي المسلمية وهي اصغر عازفة في الفرقة تعتبر مشاركتها للفرقة في اول حفلة رسمية لها خارج عمان من اهم الانجازات التي حققتها, وهي تسعى دائما للارتقاء بمستواها من خلال تدريبات مستمرة ويومية, وتنظر الى هذه الفرقة بأنها فرصة مهمة للفتاة العمانية حيث تمارس هواية من ارقى الهوايات وان ترتقي بهذه الهواية الى درجة الاحتراف والتخصص. ويذكر ان الفرقة الاوركسترالية العمانية تضم بين اعضائها عددا من العازفين الصغار الذين لا تتجاوز اعمارهم الثامنة وهؤلاء الاطفال يدرسون الموسيقى بأسس علمية متخصصة سعيا لرفد هذه الفرقة بالكوادر الوطنية الجادة والموهوبة. وعموما لابد من الاشادة بهذه الفرقة التي تميز حضورها وبرزت الامكانيات الجيدة في التعامل مع الاعمال الموسيقية الصعبة والشاقة والتناغم المحلوظ بين افرادها والحب الذي يعملون من خلاله, وتستعد الفرقة حاليا لتلبية العديد من الدعوات التي وجهت لها من قبل مجموعة من الدولة العربية والاوروبية. العازفة عائدة المسلمية

Email