بعد التحية ـ بقلم: د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

ضمن نشاطات مهرجان دبي للتسوق 98 قام وفد من ملتقى الجامعات بزيارة مؤسسة (البيان) وذلك في اطار الربط العملي والميداني بين ما يتلقاه الطلبة في مختلف الجامعات من معارف وما يشاهدونه مطبقا في واقع المؤسسات العاملة بالدولة . ولقد تركت هذه الزيارة مجموعة من الانطباعات الايجابية والدلالات المفيدة في حياة الطالب الجامعي الذي من مصلحته الاحتكاك المباشر بمواقع العمل الميداني في شتى المجالات وذلك قبل الولوج اليها كموظف. اولى هذه الدلالات, شدة اهتمام هذا الجيل الجديد بالمواقع الاعلامية على شبكة الانترنت, ومتابعة الاحداث اليومية من خلالها, بل والبحث عن مركز المعلومات على وجه التحديد والسؤال عنها في حالة حدوث خلل فني ما أثر في تعطيل نظام التشغيل بها. بالاضافة الى الجانب التحليلي والمقارنات بين الاخبار التي تنشر في صحفنا المحلية والصحف العالمية والحرص على معرفة سياسة تحرير الاخبار المحلية ومعرفة أوجه الاختلاف بين صحيفة وأخرى. والبحث الدقيق عن مدى مصداقية الاخبار التي تنشر من خلال وكالات الانباء العالمية وكيفية التأكد من صحة ما يتم نشره في صحفنا المحلية. ويمكن ان نؤكد أن هؤلاء الطلبة وفي جولتهم السريعة في معظم أقسام المؤسسة قد اطلعوا ميدانيا على الخبر ابتداء من تحريره الاولي الى حين صدوره على صفحات المطبوعة في اليوم الثاني. هذه الاخبار التي نمر عليها سراعا, لا يعرف قيمتها الفعلية الا من كابد وقع الحروف الاولى لكتابتها. فمعرفة سلسلة الخطوات الاعلامية التي يمر بها كل خبر اعلامي ولو على وجه السرعة تكسب هؤلاء الشباب خبرة عملية يستشعرون قيمتها اثناء استمتاعهم بقراءة اي خبر يهوونه. في نهاية هذه الجولة أثبت هذا الملتقى أن مجرد ايجاد سبل اللقاء بين فئات المجتمع يزيل كثيرا من الحواجز التي تعيق عملية انسيابية انتشار المعارف الميدانية من خلال الممارسة الفعلية للمعلومة العلمية التي قد تتغير مساراتها العملية بحيث يتم تحسين الاداء نتيجة تراكم الخبرة العملية الممزوجة بمعاناة العمل اليومي. لقد اتاحت مظلة المهرجان فرصة هذا اللقاء وصياغتها في توليفة ثقافية علمية أبرزت ما أكد عليه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن راشد بأن المهرجان ليس هدفه التسوق فقط, بل هو في اهدافه وغاياته أعم وأشمل, والتنوع الواضح من خلال مئآت الفعاليات شاهد على ذلك مع توالي الايام.

Email