مؤتمر الطاقة الشمسية يواصل جلساته: استعراض اوراق علمية حول استخدامات الطاقة الشمسية في تحلية المياه وانتاج الكهرباء والاتصالات

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد العلماء والباحثون المشاركون في مؤتمر الطاقة الشمسية باعتبارها الطاقة المتجددة اضافة الى الرياح والطاقة النووية ان الاستخدام الامثل لها يكون في تحلية المياه وتسخينها وفي مجالات الاتصالات ورغم تأكيدهم على اهمية الاستفادة منها الا ان الكثيرين منهم اختلفوا حول حساب التكلفة حيث يري البعض ان التكلفة رخيصة ولم يربطها بمدى معين, وآخرون قالوا ان تكاليفها تختلف على المدى القريب والبعيد, فعلى المدى القريب فالتكلفة باهظة وعالية, وتحتاج الى استمرار في التكلفة لمدة عشر سنوات حتى تكون رخيصة, الا ان جميع المشاركين اتفقوا على فوائدها البيئية وانها اكثر امانا, ولا تنضب ابدا على عكس الطاقة التقليدية وهي البترول والغاز الطبيعي. واوضح الباحثون ان هذا الموضوع يحتاج الى مزيد من الابحاث والدراسات حتى يمكن تسهيل استخدامات الطاقة الشمسية في شتي مناحي الحياة. وعلى الصعيد نفسه, واصل المؤتمر العالمي الثالث للطاقة الشمسية اعماله وجلساته امس في يومه الثاني لمناقشة العديد من اوراق العمل والقاء محاضرات في الجلسات التنفيذية. ست محاضرات والقيت منذ الافتتاح وحتى ظهر امس ست محاضرات عامة عن الطاقة الشمسية واستخداماتها في مختلف مناطق العالم وتناولت فرص وامكانات الاستثمار في هذا المجال. فقد القى الدكتور شارلز جاي رئيس شركة (ASE) الامريكية محاضرة بعنوان (مدخل جديد للتمويل الدائم للطاقة الشمسية) اشار فيها الى تزايد استخدامات الطاقة الشمسية في مجالات الاتصالات والكهرباء, وتوقع ان يصل عدد التلفونات في الهند والتي تعمل بالطاقة الشمسية الى 300 الف خط خلال ثلاث سنوات اضافة الى عدد من المشاريع التي تعمل بالطاقة المتجددة. وذكر ان المصدر الرئيسي لتمويل تلك المشاريع هو البنوك المحلية عن طريق القروض بنسبة فائدة مرتفعة نسبيا تبلغ 325% ومع ذلك فإن المردود عال نظرا لاستخدام الطاقة الشمسية. واكد ضرورة التعاون والتنسيق بين عملية التمويل والتقنيات لضمان انجاح تلك المشاريع رغم التكلفة العالية. ويقول الدكتور حسن البنا سعد الاستاذ بكلية الهندسة جامعة الاسكندرية في مجال الطاقة وتحلية المياه ان هدفنا هو الحصول على طاقة نظيفة ورخيصة وان يكون استخدامها في مجال يهم الناس كتحلية المياه سواء للشرب او للاستخدامات الزراعية. واضاف ان دول المنطقة يجب ان تستغل الكمية الهائلة من الطاقة الشمسية التي يمكن استيعابها بعد ان اثبتت فعاليتها في مجالات كثيرة على رأسها تحلية المياه, وخاصة اذا كان الاشعاع الشمسي مرتفعا وحجم الوحدة صغير نسبيا في حدود 200 متر مكعب في اليوم وهو ما يناسب الكثير من المناطق النائية على السواحل وفي الصحراء. وقال ان ورقة العمل التي يتقدم بها المؤتمر بعنوان (التحلية باستخدام الطاقة الشمسية) تتطرق الى انسب الطرق لاستخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه والمشكلات التقنية والاقتصادية المتعلقة بذلك. وتخلص الورقة الى اهمية بناء وحدة تجريبية في المنطقة العربية مثل الخليج للدراسة الاقتصادية والفنية لسبل استغلال هذه التقنية. واوضح ان المؤتمر يتطرق الى البحث عن بدائل نظيفة ورخيصة لمصادر الطاقة التقليدية المسببة لتلوث البيئة بالانبعاثات الغازية كما أن البحث عن البدائل ضروري من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية لدعم أنشطة المجتمع والأفراد في المناطق البعيدة من العمران.. ومن ثم تقليل فرص الزحف على المناطق الحضرية. كما سيتم استعراض تكنولوجيات تصنيع الخلايا الشمسية والمسخنات والمقطرات للتطبيقات المختلفة واللازمة لاحتياجات المجتمع. انخفاض لأقل من الثلث وأكد الدكتور عبدالله عبدالعزيز النجار رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر ان انخفاض استغلال الطاقة الشمسية الى اقل من الثلث عما كانت عليه في السبعينات من أهم الحوافز التي شجعت جميع الهيئات العلمية والمؤسسات المعنية لتوظيف هذه الطاقة في استخدامات اوسع. وقال ان اهمية هذا المؤتمر تأتي في اطار سعي الدولة والجهات المعنية للتعرف على تطبيقات واستخدامات الطاقة الشمسية في العالم وتوظيفها في تطبيقات مناسبة لها داخل الامارات خاصة وانها تمتاز بسهولة في التطبيق ولا تضر بالبيئة. وأوضح ان جامعة الامارات تعول كثيراً على نتائج المؤتمر فيما يخص أوراق العمل والبحوث التي أعدتها الأقسام المتخصصة في الجامعة. وأشار إلى أن انخفاض أسعار تكاليف استخدام الطاقة الشمسية جاء نتيجة تجاوز عملية الاعداد وإجراء البحوث التي كلفت الكثير في مراحلها الاولى وأصبحت نتائجها في متناول الجميع, وانتشرت في مجال الصناعة بشكل واضح. فرصة للتواصل العلمي واعتبر الدكتور ضياء الدين عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الاردنية أن المؤتمر فرصة مهمة على صعيد التواصل العلمي والمعرفة في واحدة من أخصب المجالات العلمية التنموية المستقبلية لزيادة الكفاءة الفاعلة للخلايا المصنعة. وأضاف أن الابحاث المقدمة للؤتمر تبحث في زيادة كفاءة الخلايا الشمسية المصنعة لتوليد الطاقة حيث تقدر حالياً الكفاءة العالمية للخلايا المصنعة ما بين 15-16% من اجمالي انتاج الطاقة. صناعة الكهرباء كما القى الدكتور محاضرة بعنوان (صناعة الكهرباء الشمسية عالمياً) أشار فيها الى ازدياد مبيعات الانظمة التي تعمل على انتاج الطاقة من التحولات الحرارية للطاقة الشمسية خلال السنوات العشر الاخيرة. وتوقع ارتفاع مبيعات أجهزة الخلايا الشمسية (430 ميجاوات) في عام 2002 مما يؤدي الى انخفاض تكلفة انتاجها. ثم القى الدكتور شافز رئيس مختبر التحولات الحرارية للطاقة الشمسية محاضرة حول (فرص وقضايا التحويل الحراري للطاقة الشمسية) . والقيت محاضرات حول الشكل البيئي لمنطقة غرب آسيا, والخلايا الشمسية, وتطور سوق الطاقة الكهربائية المنتجة من التحولات الحرارية للطاقة الشمسية, ثم محاضرة للبنك الدولي وتحويل هذه المشروعات مشيراً الى ان البنك الدولي قدم حوالي 793 مليون دولار لمشروعات خلال الفترة من 92-1997م, ويتوقع تمويل مشروعات اخرى بحوالي 466 مليون دولار خلال عام 98-1999م. وفيما يتعلق بالقضايا المرتبطة بتصنيع وتسويق الخلايا الشمسية تحدث الدكتور أدمون اكد ان التكلفة العالية نسبياً هي العائق, وان كان من المتوقع ان تنخفض بشكل ملموس مع اتساع دائرة استخدام الطاقة الشمسية, اضافة الى مدى توفر المواد الخام لتصنيع مستلزمات أجهزة الطاقة الشمسية. وتوالت البحوث على مختلف محاور المؤتمر حيث عرضت دراسات تتعلق بنظم للتحكم تحقق الاستفادة القصوى من الطاقة المولدة من الخلايا الضوئية, والتشغيل الامثل لأنظمة الخلايا الشمسية المنفردة, وأنظمة لضخ المياه بالاستخدام المباشر للطاقة الشمسية, وأنظمة اضاءة بالطاقة الشمسية للقطاعات الأقل حظاً في التجمعات الأقل حظاً في المستوطنات البشرية في دول العالم الثالث, وأنسب التقنيات للأنظمة المنفردة في المناطق النائية, وأداء وتكلفة مضخات الازاحة والمضخات المركزية. ويصاحب المؤتمر معرض للمنتجات الخاصة بتقنيات الكهرباء الشمسية, وهو مفتوح طول ايام المؤتمر ويقصده المهتمون بشؤون الطاقة ورجال الاعمال وطلبة الجامعات, وكليات التقنية العليا ويواصل العلماء والخبراء والمهندسون المشاركون في المؤتمر لقاءاتهم الجانبية بغرض التنسيق والتعاون. متابعة: رضا هلال

Email