تقرير اخباري: تدخين الصغار .. مسؤولية من؟!! كتب - رضا هلال

ت + ت - الحجم الطبيعي

تدخين الصغار مشكلة كبيرة وخطيرة تتطلب تكثيف الدراسات حولها ووضع حلول جذرية لها حتى لاتتفاقم ويستفحل خطرها وتهدم كيان الفرد والاسرة .. وبالتالي: كيان المجتمع. ولحماية المجتمع لابد ان يتكاتف الجميع لوضع اسيجة واطر قانونية وتنظيمية واجتماعية للمحافظة على كينونته ولن يتأتى ذلك الا اذا قضينا على اسباب المشاكل ووضعنا طرق وقاية منها لضمان عدم تكرارها. ونحن بصدد استعراض مشكلة قد تبدو للوهلة الاولى بسيطة, لكنها اذا اهملت صارت عظيمة وكبيرة فالتدخين مضاره وآثاره السلبية كثيرة ومدمرة.. وعلى وجه الخصوص تدخين الصغار وتعتبر المدرسة هي البيئة الاولى التي يتعلم منها الابناء, فعندما يولد الطفل يعتقد ان افضل البشر هما والداه ثم اخوته ويبدأ في تقليدهم ويتطور الامر اذا كان الاب مدخنا, فهنا تكون الطامة اذ يرغب الطفل في التدخين مثل الاب وتكون المصيبة اعظم اذا كانت الام مدخنة ايضا ويبدآن في تكريس مثالية التدخين لدى الابن بارساله لشراء سجائر وهنا يتم التسهيل على الابن للحصول على السجائر. وتقول فاطمة وهي (أم) ان هذه الصورة اسوأ صورة يمكن ترسيخها في ذهن الطفل وتحقيق شيء كان بعيد المنال بالنسبة له كما تؤكد ان المصيبة تكون اعظم عندما تكون الام مدخنة لانها لاتدري عواقب هذا السلوك, ولكنها تستدرك قائلة انه اذا كانت الام مدخنة فلا يمكن قول شيء غير انه بيته غير سوي وضائع. ويتناول الدكتور محمد الشخري مسؤول مركز الرعاية الصحية الاولية بالذيد هذه القضية من منظور اجتماعي في المقام الاول حيث تبدأ باهمال الاب لابنائه ويتركهم بدون رعاية ولا يعطيهم الوقت الكافي ولا يعرف شيئا عن رفاق ابنه وخاصة في سن المراهقة الذي يحاول فيه المراهقون تقليد الكبار معتقدين انها تمثل الرجولة, وهو وهم كبير اضافة الى ارتكاب سلوكيات اخرى شائنة مثل مغازلة الفتيات والقيام بحركات مثيرة بالسيارة ويتطرق الى ان الخطورة لاتقف عند هذا الحد بل فيما بعد يتطور الامر لشم الغراء والسمسوم وهي مشاكل ترد الى العيادة ليصل الامر الى ذروته بتناول الحبوب والمخدرات بأنواعها المختلفة. وعن تأثير التدخين صحيا على الطفل قال ان التبغ بها اكثر من 400 مركب كيماوي, وكل واحد منها له خطورة كبيرة تؤثر في كبار السن اصحاب الاعضاء القوية نسبيا.. والطفل او المراهق في مرحلة النمو وعندما ينمو على احد هذه الكيماويات الضارة والسامة تظهر آثارها الفورية على الرئة, ويفقد الطفل الشهية للطعام ويكون عصبي المزاج يثور لاتفه الاسباب لان تأثير الكيماويات على اعصابه شديد, ويرى ان الحل يتمثل في التوعية الاسرية ومراقبة الابناء. اما فاطمة حسن مسؤولة التثقيف الصحي بوزارة الصحة في دبي فتلقى بالمسؤولية على جميع قطاعات المجتمع من الاسرة ومرورا بالمدرسة ووسائل الاعلام ووصولا الى الدولة بجميع مؤسساتها. واشارت الى ان الاسرة فقدت مسؤوليتها ونسيت مهمتها, فلم يعد يجلس الاب مع ابنائه ولايتابعهم في المدا رس, بل انشغل بالعمل والمصلحة. اما الام فقد فقدت دورها الفاعل والمؤثر وكذا المدرسة ووسائل الاعلام. ورغم اهمية دور الدولة الا انها تركته تماما, وفتحت الباب امام الجميع ليفعل مايشاء. وحول دور وزارة الصحة, قالت انها تنظم ندوات ومحاضرات وتساعد الراغبين في الاقلاع عن التدخين وتستضيف لاجل ذلك خبراء عالميين يقومون بتنظيم ورش عمل. اما بالنسبة للاطفال, فلم يحظ بنصيب كاف من اهتمام الوزارة. اشارت احدى احصاءات منظمة الصحة العالمية ان حوالي 25% من دون سن الثامنة عشرة جربوا التدخين وان 15% منهم استمروا فيه هذه النسبة في منطقة حوض شرق البحر الابيض المتوسط, وهي نسبة خطيرة جدا, جعلت بعض الدول تستشعر خطورة الموضوع وقامت بتنظيم حملات توعية في محلات السوبر ماركت الصغيرة والكبيرة لمنع بيع السجائر للاطفال وعلى رأسها سلطنة عمان الشقيقة التي حققت حملتها نجاحا ملحوظا في الحد من تدخين الصغار وهنا يطرح السؤال نفسه من المسؤول عن تدخين الصغار؟ الاسرة, ام المدرسة, ام الدولة, ام كل هؤلاء؟! ومن هنا, فإنه ومن منطلق احساسنا بالمسؤولية وبخطورة المشكلة, فإننا نقترح تنظيم حملة واسعة وشاملة لمكافحة بيع السجائر للابناء دون سن 18 سنة اضافة الى ضرورة اصدار قانون يمنع بيع السجائر للاطفال وتجريم كل من يقوم ببيع السجائر لهم. وفي المدارس على الاخصائي الاجتماعي القيام بدوره ومراقبة الطلاب وضبط اي مدخن ومعاقبته عن طريق احضار ولي امره, والتعهد بعدم تكرار التجربة. وعلى الجمعيات التي تقوم برعاية الاطفال وتتواجد وسط الاطفال في المدارس والتجمعات وتوعيتهم بصورة عملية وتعريفهم بخطورة التدخين وعلى وسائل الاعلام ان تتعامل مع التدخين بحذر شديد والا تظهره على انه هو الحل الامثل للهروب من المشاكل ويكمن حل المشكلة في ان يعي الجميع مسؤوليته تجاه الابناء شباب الغد ومستقبل الامة.

Email