تقرير اخباري: لماذا اصبح (اسبوع البلديات) مناسبة رسمية فقط؟

ت + ت - الحجم الطبيعي

.. لم تضع الامانة العامة لبلديات الدولة شعار الاحتفال باسبوع البلديات والبيئة الحالي وهو.. اعادة تدوير النفايات.. حماية للبيئة.. عن طريق الصدفة المحضة, ولكنها شعرت انه موضوع في غاية الاهمية وبحاجة الى ترسيخ وتطبيق من جميع الجهات الرسمية وافراد المجتمع دون استثناء . ولن نتعرف على حجم المشكلة عن قرب الا بعد ان نستعرض حجم النفايات السنوية التي تنتجها الامارات وبما انه لا توجد احصائية تشمل جميع الامارات فإننا سنأخذ امارة دبي على سبيل المثال فهي تنتج حوالي 650 الف طنا سنويا من النفايات العامة, وهو امر طبيعي مع ازدياد النمو والتطور الذي تشهده الامارة. ولكن من غير الطبيعي ان تبلغ كمية نفايات الشخص الواحد في الامارة 725 كيلو جراماً بينما تبلغ في الولايات المتحدة الامريكية 750 كيلوجراماً واليابان 380 كيلوجراما واليونان 230 كيلو جراما والمانيا 420 كيلوجراماً واستراليا 700 كيلو جرام وكندا 650 كيلو جراماً. وهذا الرقم المفاجىء دفع المسؤولين في بلدية دبي اتخاذ كافة الاجراءات واساليب التوعية المختلفة لمحاولة خفض الرقم الى 555 كيلو جراماً واتباع خطة الهدف 555 الذي بدأت البلدية في تنفيذها مؤخرا. ومن المعروف ان البلدية تقوم في الوقت الحاضر بالتخلص من النفايات الصلبه عن طريق الدفن (الطمر) وهذا يعني انه من العسير مستقبلا توافر مواقع قريبه من المدينة وبالتالي فإن ذلك يعني نقلها الى مواقع ابعد وبتكلفة اعلى. ومن هنا بدأت البلديات بشكل عام نشر مفاهيم اعادة التدوير والمقصود به هو استخدام منتج لأكثر من مرة واحدة, واسترجاع المواد غير المرغوبةوالمهملة على شكل نفايات والاستفادة منها مباشرة او استخدامها كمواد خام في انتاج مواد جديدة ذات فائدة اقتصادية وبيئية. وافتتحت البلدية خمسة مراكز لتجميع النفايات المفرزة بالتعاون مع بعض شركات القطاع الخاص من اجل اعادة تدويرها في اماكن متفرقة حيث تم توفير صناديق لحاويات الزجاج وعلب الالمنيوم والجرائد والكراتين والبطاريات في مواقع محددة فقط. وتؤكد مصادر بلدية دبي انه اذا تمكن افراد المجتمع من فرز النفايات وارسالها لاعادة التدوير فانه يمكن توفير حوالي 50% من النفايات المتجهة الى موقع دفن النفايات.. ولكن ماهي الاجراءات التي اتخذت لتنفيذ هذا الهدف, وكيف يسعى الافراد الى الاهتمام بالنفايات مع عدم وجود خطوات فعلية تمسهم بشكل مباشر طوال ايام النسة بشكل عام وخلال الاحتفالات باسبوع البلديات والبيئة على وجه الخصوص الذي اصبح مجرد (مناسبة رسمية) لا يسمع عنها الافراد العاديون الا في اول يوم وآخر يوم! وبمعنى آخر هل تكفي النشرات والمواد الاعلامية المركزة التي تنشر في اسبوع واحد لمعالجة ظاهرة متأصلة في المجتمع منذ زمن طويل وهي رمي النفايات في صندوق واحد, وهذا ما عودتهم عليه البلديات نفسها فنحن الى الان لانشاهد الا صناديق موحدة الشكل في جميع الاحياء السكنية.. اذن اين الفرز وأين يمكن تصنيف النفايات؟ لم لا تقتحم البلديات بيوت السكان باعتبارهم المصدر الاول لنجاح عملية الفرز من خلال اكياس مختلفة تجمع فيها النفايات بشكل مصنف, فيضع الورق في كيس خاص والزجاج في كيس آخر وهكذا.. أليس ذلك أفضل؟!

Email