بعد التحية ـ بقلم د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

عودة اخرى الى البحر نستمد من قيعانه كنوز الثروات المنثورة على امتداد بصر الغواص. في الماضي القريب كان اللؤلؤ المصدر الاوحد للدخل وفي الحاضر صار البترول هو المصدر الرئيسي . ولكن للمستقبل صوت آخر لا يبتعد عن الماضي الا في اختلاف نوع الثروة, الممكن تنميتها للصالح العام. فالتفكير والعمل في انشاء شركة للاستثمار في الصيد والثروة البحرية من ابوظبي ويبلغ رأسمال الشركة الجديدة المدفوع حوالي 155 مليون دولار. وسوف تقوم الشركة بالاستفادة من منتجات الصيد البحري للتعليب والبيع في انحاء اوروبا والشرق الاقصى. وتعمل الشركة عن طريق فروع في دول اخرى في الشرق الاوسط. بادرة في وقتها وزمانها وحرص على تنوع مصادر الدخل وعودة الى الجذور التي كنا نعتمد عليها في ارزاقنا لسنوات ضاربة في عمق التاريخ. هذا الانتباه الى ثروة, ميسرة بين أيدينا له دور كبير في البحث عن المزيد من مثل هذه المشاريع التي لا تأخذ وقتا طويلا لجني ثمارها. فما اسهل التعامل الان مع البحر, ولقد تعاملنا معه يوم أكلت القروش اجزاء من اجساد آبائنا واجدادنا ومع ذلك لم تخر غزائهم يوما واحدا للاستمرار في مصارعة امواجه وتقلباته. فالشركات الحديثة التي تعمل في هذا المجال لاتأبه ابداً بما حدث لنا في الماضي فهي في مأمن تلك الصعاب بسبب الادوات العلمية الحديثة المستخدمة في استثمار ثرواتنا البحرية على احسن وجه. والايام المقبلة ستكشف الغطاء عن ثروات اخرى قد لا تخطر على بالنا الان الا ان بشارة صاحب السمو رئيس الدولة في كلمته بمناسبة العيد الوطني السادس والعشرين عن الاعلان قريبا عن مصادر جديدة للدخل في الدولة تجعلنا نعقد الامال على وقت الافراج عن البوح بها حتى تطمئن النفوس على مستقبل ابناء الدولة وتبعد عنهم شبح الخوف من نفاذ ثروة النفط. ها نحن بانتظار تلك المفاجأة السارة للجميع وهي الاضافة القادمة الى مصادر الدخل الوطني للدولة وابنائها وجميع المقيمين فيها.

Email