بعد التحية: بقلم - د. عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مسيرة التشجير ماضية ولقد مرت بالامس على المنازل والبيوت ووزعت مجموعة من الشتلات لاشراك الأسر في هذا الاسبوع واشعارها بأن لها دورا كبيرا في دعم هذه التظاهرة الخضراء والتي عمت جميع ارجاء الدولة. وللاسر دور كبير في تقوية الوعي الاخضر لدى ابنائها فهي بامكانها تربية الابناء على حب التشجير والزراعة من خلال الربط العملي بين ما يقومون بدراسته في مناهج التربية والتعليم والتطبيق في مساحات الدار من حيث المشاركة الفعلية في القيام بالتشجير الذاتي وانتظار نتائجه المستقبلية. فبهذا الاسلوب يتعلق اطفالها بالاشجار الخضراء التي ستكبر بين ايديهم كلما كبرت وزادت اعمارهم, فتنشأ في قلوبهم رابطة عاطفية بينهم وبين ما غرست ايديهم في سني طفولتهم. ويمكن ان تتحول عملية التشجير الذاتي إلى دروس تربوية وعبر مستقاة من خلال تطور عمر النباتات وملاحظة الاطوار التي تمر بها حتى تصل إلى مرحلة النمو الكامل. وقد يغفل البعض عن هذا النوع من التلقين العملي لدروس الحياة وغرسها في نفوس الابناء حتى يشبوا عليها ويتشبعوا بفوائدها التي تساعد على المساهمة في الحفاظ على كل شجرة خضراء تعترض طريق حياتهم سواء في البيت أو الطريق العام أو في الحدائق والبساتين أو في البراري وبين الجبال. فانتقال الوعي بين المجتمع والأسر وافرادها امر في غاية الاهمية فهو يختصر علينا طريق المعرفة النظرية البحتة لكل موضوع بيئي يتم التطرق اليه من خلال الاسابيع المختصة بها. فالتربية الداخلية بالدوافع الذاتية يوفر على المعلم طرق التعليم الطويلة, وعلى الأسرة في البحث عن الوسائل المجدية لتوصيل المعلومة البيئية لابنائها. حينها قامت البلديات بين فترة واخرى بالمبادرة إلى البيوت لتوزيع المشاكل عليها دون الارتباط بالمواسم أو المناسبات الاحتفالية وذلك من باب تذكير الجميع على مدار العام للاهتمام بالتشجير الدائم والاستفادة من رقعة خالية في مساحة المنازل بما هو اجدى بالزراعة من غيرها والتي تنمو ذاتيا دون تدخل منا فيتم ازالتها تدريجيا وزراعة وتشجير ما يتفق مع ظروف بيئتنا فلا يمر وقت طويل حتى نرى الانتاج في الاشجار قد زاد على كل المستويات ابتداء من المنازل وانتهاء بالحدائق العامة والمسطحات الخضراء.

Email