بعد التحية: بقلم - د. عبد الله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

التشجير في حد ذاته دليل على العمران المستقبلي وبناء تراكمي للاجيال القادمة فهو عمل متعدى للغير الذي يعتمد على فضل السابق لمواصلة اللاحق . وهو ادخار ليوم قادم لا محال وهو توفير لوقت الحاجة الملحة ومنطلق من الدنيا الى الآخرة, فلا يغرس مسلم غرسا, ولا يزرع زرعا, فيأكل منه انسان ولا دابة ولاشيء الا كانت له صدقة. ولحكمة قدرها رب العالمين عندما تتحول التسبيحة والتحميدة والتكبيرة يوم اللقاء الاعظم الى اشجار وحدائق غناء تسر الناظرين اليها من اصحابها. فالتشجير مطلوب شرعا وعقلا وحضارة وانسانية حتى لا يجوع بيت فيه تمر ولا ننسى بان الاسودان, التمر والماء كانا اسس الغذاء والحياة لدى افراد مجتمع الجزيرة. ويحبذ في مثل هذا الاسبوع التركيز على أهم الاشجار النافعة وحث الناس على المضي في زراعتها في الاماكن المناسبة لها. فالاشجار المنتشرة في كافة امارات الدولة تسرق الاعين للنظر اليها ولو كنت في غفلة من امرها, الا انه من المهم بمكان العناية الدقيقة بشؤونها لانها في بعض المناطق المزروعة تجد احيانا بان اليد الحانية اصبحت بعيدة عن ترتيبها وتشذيها وتجميلها بحيث تعطي انطباعا بان الشيخوخة المبكرة قد هدَّت من قوامها الرشيق وغبار السنين قد غطى اوراقها فاذهب عنها نضارة اللون الاخضر وابعدها عن ملاحمها. مع ان الدولة تنفق الملايين على هذا التشجير الراقي ووجود التعليمات الصارمة من الجهات المعنية في عدم مسها بسوء الا ان الامر قد فهم بعكس المطلوب. فكان ان امتدت يد الاهمال اليها بدعوى وجود تلك التعليمات بحيث ترى الاغصان الطويلة والممتدة على الشوارع العامة والطرقات السريعة التي تحجب الرؤية الواضحة عن السائق فبدل ان يسعد بها يتمنى قطعها وازالتها كلية. مع أن الامر أبسط من ذلك بكثير, بقليل من المبادرة لدى الجهات المسؤولة عن العناية بهذه الاشجار يمكن حل ما يعتبره البعض اذى لابد من معالجته. وكلنا رجاء في هذا الاسبوع ان يتم الالتفات الى كل جوانب التشجير في الدولة بنشر الوعي الاخضر لدى جميع المقيمين في الدولة حتى لا تضيع جهود السنوات الماضية سدى ونساعد في ايصال الشجر الى مرحلة الثمر.

Email