بعد التحية: بقلم- د. عبد الله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل التربية في مدارسنا وجامعاتنا مسؤولة مباشرة عن التربية العقلية لابنائنا؟ هل نحن بحاجة فعلا الى تربية عقلية جديدة تواكب الاندفاعة الى الولوج الى القرن المقبل بعد عامين من الزمان ليس أكثر بل أقل؟ هل نحمل الحشو المتراكم في أذهان طلابنا وطالباتنا منذ سنوات هذا الانهماك الذهني والمعاناة من عدم جدوى التلقي في الغالب والأعم للحصيلة النهائية لمخرجات العملية التعليمية والتربوية في أوساطنا فبعد مضي ربع قرن على العطاء المتدفق في اتجاه عقول الأبناء منذ مرحلة التأسيس يراودنا سؤال محير, هل يصلح هذا الكم من العدد الذي يقارب النصف مليون عقل لمواجهة تحديات المستقبل القريب؟ فاذا كان الجواب بالنفي, فالكلمة لابد من استداركها والا سنلوك مقولات قديمة قيلت وأشبعت بحثا منذ عشرات السنين وما زلنا نجترها فما أجدت فتيلا. هل نستطيع القول بأن عقولنا أصبحت متخلفة لانها قابعة في الاستعداد الفطري للبشر او هي نواقص ثقافية أثرت في تربيتنا وتشعبنا الذهني مما تلقيناه من أهلينا وأقربائنا ومجتمعنا؟!! فهذه الحالة القلقة في بلادنا تعتبر من أخطر التحديات المستقبلية التي نحن بحاجة شديدة الى التفكير الجدي بها. وليست من المصلحة العامة بشيء ان ننتظر مصادفات الزمن المقبل ماذا ستفعل بنا أو كيف تجبرنا على سلوك طريق لا نرغب الدخول فيه الا من باب مجبر أخاك لا بطل. حالتنا العقلية بحاجة الى غرفة انعاش تعيد اليها شيئا من الحيوية التي نفتقدها في جيلنا الحاضر. نلاحظ خمودا وخمولا ذهنيا رهيبا ترافق مع اهتمام كثير من أبناء هذا الجيل وحتى الذين تعلموا الضرب على مفاتيح الكمبيوتر أصبح شغلهم الشاغل التسمر ساعات طويلة عبر برامج ترفيهية لا تبعد عن اللعب كثيرا ان لم تكن هي الغالبة. نود أن تتضافر جهود رجالات التربية والتعليم في بوتقة واحدة, تعيد الى عقول أبنائنا الصحة والعافية الذهنية نريد أن نسمع من خلالها رأيا سديدا أو موضوعا مفيدا أو تفكيرا منطقيا لحل كثير من المشكلات التي نعاني منها صغارا وكبارا. فالتربية العقلية الجديدة والبعيدة عن المألوف والسائد سواء كان عرفا أو تقليدا لابد أن يطالها اليوم قبل الغد والا فالاشفاق على عقولنا من الاصابة بالتجمد من محال مصبها ونصيبها.

Email