ختام الجلسات العلمية للمؤتمر الخليجي الأول لنقل وزراعة الاعضاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

طالب المؤتمر الخليجي الاول لنقل وزراعة الاعضاء من حكومات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية بالاسراع في مساعيها نحو انشاء مركز اقليمي موحد يقوم بمهام التنسيق بين دول الخليج في مجال زراعة الاعضاء واعداد الدراسات والابحاث العلمية المتخصصة في هذا الشأن . جاء ذلك ضمن ميثاق اصدره المؤتمر خلال جلسة الختامية ظهر امس تحت عنوان اعلان ابوظبي لزراعة الاعضاء. وقال الدكتور محمود فكري وكيل الوزارة المساعد لشؤون الطب الوقائي, نائب رئيس المؤتمر بينما كان يتلو الاعلان ان المؤتمر يطالب الجهات المختصة بالاسراع لاصدار القوانين والانظمة التي تقن عمل مراكز زراعة الاعضاء وتضع الاطر التشريعية للتبرع . كما تضمن الاعلان الاشادة بالاهتمام الواضح الذي ابدته المؤسسات الحكومية الخليجية ودعمها المالي لبرامج زراعة الاعضاء. واوصى الاعلان بتكوين لجان متخصصة في مختلف مجالات زراعة الاعضاء. واوصى الاعلان بتكوين لجان متخصصة في مختلف مجالات زراعة الاعضاء على ان تتولى تقديم المشورة للجهات المعنية بهذا الشأن وتابع الدكتور فكري قراءة للاعلان قائلا: ان المشاركين في المؤتمر الخليجي الاول لنقل وزراعة الاعضاء والذي اقيم على مدار ثلاثة ايام تحت رعاية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان نائب القائد الاعلى للقوات المسلحة ولي عهد أبوظبي , يؤكدون ويتفهمو ن حاجة المرضى المصابين بالفشل العضوي الى الشفاء والعيش بصورة افضل وذلك لن يتحقق لهم الا من خلال اجراء جراحات زراعة الاعضاء. ويقدر العلماء والخبراء المشاركين في المؤتمر اعداد المحتاجين لهذه الجراحات, بما يوازي 200 حالة زراعة قلب ورئتين سنويا و 500 حالة لزراعة نخاع العظام, و 150 حالة لزراعة الكلى , 2000 حالة زراعة قرنية, و 200 حالة لزراعة الكبد. كما يؤكد الخبراء ان ارسال المرضى لتلقي العلاج بالخارج لوجود مشكلة نقص المتبرعين في كل دولة, يعتبر اجراء غير عملي, حيث تسعى كل دولة الى اعطاء الافضليحة لابنائها, في حال تضاربت حاجاتهم بحاجات وافدين. برامج وطنية واوضح الدكتور فكري انه وفقا لماسبق ينبغي ان يكون لكل دولة من دولة مجلس التعاون الخليجية . برنامجها الوطني لزرع الاعضاء على ان يتم تدعيم ذلك في سياق التعاون بين هذه الدول بعضها البعض. فضلا عن اهمية قيام تعاون تام فيما بين الجمهور والرأي العام وعلماء الدين والمؤسسات الحكومية ووسائل الاعلام والعاملين في الحقل الطبي لانجاح وتفعيل هذه البرامج. وركز الاعلان على اهمية توعية الجمهور بأهمية زراعة الاعضاء وعمق المشكلة حيث يعتبر التثقيف السبيل الاول نحو الاقناع والمشاركة الفعالة في حل المشكلة, داعيا في ذات الوقت الى اشتراك الجمهور في بناء مؤسسات طوعية خيرية تدعم المشاريع والابحاث الخاصة بزراعة الاعضاء. واهاب الاعلام باصحاب الفضيلة والفقهاء والعلماء, بما لهم من مكانة في نفوس الجمهور, ان يقوموا بتوعية الجمهور وحثهم على المشاركة الفعالة في الاسهام في انجاح برامج نقل وزراعة الاعضاء, خاصة التبرع بالاعضاء من المتوفين. واشاد اعلان ابوظبي بالدور الكبير الذي يؤديه رجال الاعلام ومؤسساته وتأثير وسائله المتزايد على تشكيل الآراء والاتجاهات, مطالبا كافة القائمين على وسائل الاعلام, للقيام بدورهم الفعال والمستمر لابراز اهمية برامج زراعة الاعضاء. اهمية الاعلام كما اوصى باسناد مهمة التنسيق بين برامج زراعة الاعضاء وبين المؤسسات الاعلامية في كافة دول المجلس الى احد رجال الاعلام ممن يتمتعون بالخبرة الواسعة والكفاءة المتميزة. وكانت الجلسة الختامية للمؤتمر قد بدأت نشاطها بكلمة ألقاعا الدكتور عبدالرحيم جعفر وكيل الوزارة المساعد لشؤون الطب العلاجي رئيس المؤتمر. واكد خلال كلمته ان زراعة الاعضاء تعتبر تطورا علميا محوريا خلال النصف الثاني من القرن الجاري, خاصة بعد النجاح الكبير الذي شهدته خلال العقدين الماضيين, مشيرا الى ان المؤتمر يمثل محاولة جادة باتجاه مناقشة هذه القضية من مختلف زواياها. وقال ان اهم محاور المؤتمر تركزت على كيفية الوقاية من الفشل العضوي, فضلا عن احدث الجراحات والتقنيات المستخدمة في مجال زراعة الاعضاء, وذلك تحت اشراف كوكبة من اشهر الخبراء العالميين. واضاف انه فضلا عما سبق حقق المؤتمر خطوة غير مسبوقة وتتمثل في الندوة الجماهيرية المقامة على هامشة والتي طرقت بابا هاما حول رؤية الدين لشرعية واهمية التبرع بالاعضاء, والاسانيد الفقهية التي تبيح التبرع ونقل الاعضاء من المتوفين دماغيا. وفي كلمة ألقاها عقب ذلك اشاد البروفيسور السير مجدي يعقوب بالخطوات التقدمية التي قطعتها الدولة على صعيد تحديث خدماتها العلاجية. وقال ان اقامة هذا المؤتمر على ارض الامارات يأتي كبرهان قوي على وعي القائمين على القرار الصحي, بأهم التطورات والاولويات المستقبلية للتخطيط الصحي. وكان المؤتمر قد استعرض خلال جلساته العلمية في يوم الاخير امس, عددا كبيرا من الدراسات العلمية حول زراعة القلب والرئتين والموت الدماغي واساليب نشخيصية. وتضمن البرنامج العلمي حلقة نقاش, وجلستين عامتين, وورشة عمل, وجلستين للابحاث الحرة, وتم خلالها تقديم اربع اوراق عمل محلية هامة. واكد الدكتور ام راو من متسشفى توام بالعين على اهمية التوسع في نقل الاعضاء من الموتى الى الاحياء في دول المجلس خاصة بالنسبة للمرضى المحتاجين لنقل قلب او رئتين. وقال في ورقة عمل بعنوان اهمية زراعة القلب والرئتين في دول الخليج ان المؤشرات الرقمية تؤكد ازدياد الحاجة بشكل سنوي الى هذه الجراحات. وتحدث الدكتور اشال كومار في ورقة محلية اخرى حول التبرع بعدة اعضاء ودور اخصائي التخدير والامكانات الفنية المتميزة المتوافرة بالدولة للقيام بجراحات نقل الاعضاء, فضلا عن اهتمام الوزارة بجلب افضل واحدث التقنيات العالمية. وتطرق الدكتور أحمد شهوان من مستشفى الجزيرة الى الوسائل التي يمكن من خلالها الاستدلال على حدوث الموت الدماغي, مؤكدا انها وسائل حاسمة وتضمن الدقة في نتائجها. كما القى الدكتور فوزي بن عمران محاضرة محلية متميزة حول تشخيص الوفاة بالاعتماد على توقف عمل الدماغ.

Email