بعد التحية: بقلم - د. عبد الله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

مازالت الامارات دولة احادية المصدر في دخلها المعتمد على البترول وكانت في السابق كذلك تعتمد بالدرجة الاولى على صيد اللؤلؤ وبما ان الايام دول ولاتستمر الاحوال على ماهي عليها الا ان عقول اهل المسؤولية في الدولة لن تعجز عن التفكير دائما في البدائل التي لابد وأن تحل محل المتوفر حاليا. والحيطة للمستقبل والاجيال القادمة من أوجب الامور التي لا ينبغي الغفلة عنها مهما كانت كثرة الانشغالات بالآني ضاغطة على الأعمال التي نؤديها. لذا نرى بأن طرح السياحة كبديل قادم أمر في غاية الاهمية على المدى الطويل ويمكن تسميتها صناعة مستقلة كأي صناعة اخرى معروفة في العالم. فلم يعد الزمن يسمح لنا بالاعتماد على البديل الاحادي في ادارة شؤوننا الاقتصادية والبحث عن كل مايؤدي الى تنمية ثرواتنا على الوجه الامثل. وهذا الامر جعل انظارنا تتجه الى بديل اقتصادي آخر يثلج الصدر وذلك من واقع مجريات الامور في الدولة. وجاء هذا البديل من خلال اعلان مركز دبي التجاري العالمي عن صناعة جديدة بالدولة بدأت تعطي ثمارها الناضجة في المساهمة في تحقيق معدلات نمو ثابتة في عملية تنويع مصادر الدخل القومي. فحجم مساهمة صناعة المعارض في امارة دبي نما في العام 1997م بنسبة 33 في المئة, حيث ارتفعت عائدات هذه الصناعة الى بليوني درهم في مقابل 1.5 بليون درهم وفق تقديرات عائدات العام 1996م. ولو اضيفت الاحصاءات الخاصة بالامارات الاخرى كأبوظبي والشارقة الى هذا الرقم المعلن لوجدنا فعلا ان هذه الصناعة البديلة لا يستهان بها ابدا في حسابات الجدوى الاقتصادية منها. وفي تصورنا بان خلق اي بديل اقتصادي جديد في الايام المقبلة هو بشارة تطمئن النفوس على ان رزق رب العالمين ليس محصورا على مصدر واحد بل ان الفرح بكل بديل حيوي يضاف الى نعمة النفط المتيسر بين ايدينا لا يقل عن السرور العميق الذي غمر نفوس ابائنا واجدادنا يوم سماعهم بنبأ كرم رب العزة عليهم حين تدفق النفط على أهل المنطقة بعد شظف العيش الذي عانوه من جراء ضيق ذات اليد بعد ان تدهورت صناعة صيد اللؤلؤ.

Email