بعد التحية: بقلم د.عبدالله العوضي

ت + ت - الحجم الطبيعي

هل لنا ان نعتبر فرحة الصائمين باكتمال الشهر للثلاثين عيد آخر يضاف الى رصيد عيد الفطر. عندما تأكد اهل الصوم من انهم سيصومون يوم آخر لم تفارق الابتسامة المشرقة وجوههم وبريق اعينهم يقول بأفصح اللغات حمدا لله على اتمام رمضان وكأنه نعمة ما بعدها نعمة. هذا الشعور الحقيقي يعطي الانطباع الخاص بمذاق الصوم لدى كل من احسن اداء هذه الفريضة وهذا التكليف الحقيقي على النفوس والقلوب المستسلمة لاوامر الله تعالى. وهذا الوضع يجعل الصائمين يرددون قولهم المشهور: آه, ياليت السنة كلها رمضان. شعور في مكانه وزمانه ولايصلح في رمضان لاننا بعد هذا الشهر نعود خلقا آخر وطبيعة اخرى لاتتوافق تماما مع متطلبات شهر الصوم وهنا نرى كيف ان للقدر دور هام في اعطاء هذا الشهر فوق وصف الواصفين. ولم يفت من يعيش هذا الحال ان يضيف الى رصيده عاما كاملا من الصيام اذا اتبع رمضانه ستة أيام من شوال وهي سنة واضحة في افعال امهاتنا وجداتنا وأبائنا واجدادنا حتى ان البعض منهم مع كبر سنه يأبى الا التتابع حتى لايقطع على نفسه لهذه الوصال مع ربه سبحانه. ولن يطلب المزيد من حياة الصيام ان يجعل من يومي الاثنين والخميس فرصة أخرى لهذا اللقاء الرمضاني ومن عجز عن ذلك في كل اسبوع لظروف قاهرة او مشاغل ضاغطة ان يعود نفسه صيام الايام البيض من كل شهر عربي في الثالث والرابع والخامس عشر. منذ التواصل مع شهر رمضان بعد وداعه يقوي الارادات والعزائم في بقية شهور السنة ويعطي لرمضان الماضي مصداقية في بقية ايام عمره. ومن طلب المعالي في هذه العبادة المحببة الى النفوس التي تحن الى الاقتراب منها بين فينة واخرى ومن يملك القدرة الكافية للاقتداء بنبينا داود عليه السلام فلا يعجز عن صيام يوم وترك يوم وهذه هي القمة لن تبلغ عزائمهم هذا المستوى . ومع هذا كله وهذه الفرص المتاحة بجمع شتات الخير في شعيرة الصيام نذكر بأن هذا الجهد كله لا يتعدى حدود التطوع والنفل حتى لانحمل النفوس ما لاتطيق, بل على خيارات متاحة لكل مسلم حسب طاقته حتى لو لم يلتزم بها جميعا فلا لوم عليه من احد ابدا.

Email