بعد ابتعاد بقعة الزيت عن عجمان: استئناف العمل بمحطة تحلية المياه في الزوراء

ت + ت - الحجم الطبيعي

استأنفت محطة تحلية المياه بمنطقة الزوراء البحرية التابعة لامارة عجمان عملها بعد ثلاثة ايام من التعطيل الوقائى بسبب البقعة النفطية التى ضربت شواطىء مناطق الشارقة وعجمان وام القيوين اثر غرق سفينة تحمل كميات من السولار قبالة شاطىء الشارقة ـ ام القيوين يوم الاربعاء الماضى. وذكر احمد على المطوع مدير المياه فى مكتب وزارة المياه والكهرباء فى عجمان ان بقعة الزيت التى اثارت المخاوف قد ابتعدت عن المياه البحرية لامارة عجمان وان المياه التى تتزود بها المحطة نظيفة وخالية من الملوثات النفطية وان اجراءات الرقابة الاحترازية لا تزال مستمرة حتى يزول الخطر نهائيا. وقال المطوع اننا نتابع الموقف لحظة بلحظة وتجرى تحاليل متصلة للمياه تحسبا لاي طارىء. واضاف انه رغم توقف محطة تحلية الزوراء عن العمل الا ان امدادات المياه في عجمان لم تتأثر كثيرا اذ ان هناك محطات اخرى كانت تعمل وتزود المدينة بالمياه دون انقطاع, وعادت المحطة للعمل الان, ليصبح الامداد طبيعيا في كل مناطق عجمان. ومن ناحية اخرى ذكر محمد راشد النعيمى مدير الميناء والجمارك فى عجمان انه قد تم وضع الحواجز فى مدخل ميناء عجمان لمنع الملوثات من دخول احواض الميناء كما وضعت الحواجز كذلك حول الواجهة البحرية لمحطة الزوراء للتحلية لنفس الغرض. وقال ان شركة متخصصة قد تم الاتفاق معها بدأت عملها وفقا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمى عضو المجلس الاعلى حاكم عجمان لتنظيف مياه المنطقة فى حال وصول الملوثات النفطية لها. واضاف ان حركة الرياح قد لعبت دورها فى ابعاد هذه البقعة من الوصول الى شواطىء عجمان واكد ان المراقبة مستمرة وجميع الجهات ذات العلاقة تتخذ الاستعدادات لمواجهتها. الى ذلك بدأ خفر السواحل بام القيوين صباح اليوم اعمال المسح بداخل منطقة خور ام القيوين. صرح بذلك الرائد عبيد ابراهيم حميد مدير مركز خفر السواحل بام القيوين. واشار الى ان التلوث غطى خور ام القيوين كاملا وجزيرة السينيه التي تعتبر مدى المحميات البحرية بالامارة وطولها 90 كم والتى تبعد عن منطقة الراعفه ثلاثة كيلومترات. واشار الرائد عبيد ابراهيم حميد الى ان سواحل ام القيوين خاصة بمنطقة الظهر قد تأثرت كثيرا بالبقعة الزيتية وانها تحتاج لامكانيات عالية وشركات متخصصة بمكافحة التلوث البحرى وقال بان هذه تعتبر كارثة خطيرة. واكد المهندس محمد عبدالرحيم الزرعونى مدير مركز ابحاث الاحياء البحرية بأم القيوين التابع لوزارة الزراعة والثروة السمكية ان الحوادث والكوارث التى أدت الى تسرب كميات ضخمة من النفط أدت الى توعية الرأى العام العالمى بأخطار التلوث النفطى واضراره. وقال فى تصريحات لوكالة انباء الامارات بمناسبة التلوث النفطى الذى تعرضت له سواحل امارتى ام القيوين وعجمان بسبب غرق دوبة محملة بالنفط فى الخليج ان هذا التلوث يتميز عادة بانه واضح ومرئى وله بعض الاثار المباشرة على حياة الانسان والكائنات البحرية. وأشار فى هذا المجال الى المؤتمر الذى عقد فى سلطنة عمان فى الحادى عشر من شهر ابريل الماضى الخاص بمنع الناقلات من تفريغ النفايات وحماية البيئة البحرية ونظمته وزارة البلديات الاقليمية فى سلطنة عمان بهدف التوصل الى اطار تشريعى تنفيذى لحماية شواطىء دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من التلوث وقال ان هذا المؤتمر عقد فى اطار الاهتمام الذى توليه دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية فى نطاق اهتمامها بالمحافظة على البيئة. وحول بقعة التلوث النفطى امام سواحل ام القيوين قال المهندس الزرعونى انه لوحظ خلال اليومين الماضيين عند منطقة الرأس فى الخور ان الرياح قامت بتفتيت البقع البترولية مما سينتج عنه طبقة رقيقة من المواد الهيدروكربونية(الفحم الحجري) مما يؤثر على صحة الانسان وستكون منتشرة فى الماء. وحذر مدير مركز الابحاث البحرية من ان المواد المشتته الثقيلة الناجمة عن هذا التلوث قد تصل الى الاعماق وتتسرب الى الرمال مشيرا الى ان هذه المنطقة تعتبر بيئة صالحة للكثير من الكائنات البحرية بما فيها النباتات والحيوانات البحرية. وقال ان كثيرا من الاسماك تتعرض مباشرة للتلوث النفطى او بطريقة غير مباشرة عن طريق التغذية بالعوالق البحرية مثل الكائنات الدقيقة التى تقوم بتخزين المواد البترولية بالاضافة الى تأثير البترول على سلوك السمك وطريقة التغذية. كما حذر من انه اذا وصلت بقعة الزيت الى مناطق اشجار القرم فانها تصيبها باضرار بالغة هى والنباتات والاعشاب والطحالب البحرية وكذلك الهائمات النباتية والحيوانية وبدرجات متفاوتة حسب كمية زيت البترول المنسكبه فى مناطق تواجدها. وأشار فى هذا المجال الى ان الدراسات الفسيولوجية فى النبات اثبتت ان الزيت البترولى يخترق النبات وينتقل الى الفراغات الخلوية به ثم ينتقل الى الجهاز الوعائى به كما ان الاغشية الخلوية تتضرر بسبب دخول جزئيات الزيت الهيدروكربونية فى الخلايا محدثة نقصا فى محتويات الخلايا النباتية ويقل الناتج بسبب انسداد الثغور والفراغات محدثا نقصا فى عملية البناء الضوئى. كما اشار الى ان اشجار القرم تموت عندما يصل اليها البترول الذى يغطى جذورها واوراقها. كما حذر المهندس محمد عبدالرحيم الزرعونى من خطورة التلوث النفطى على منطقة الرأس فى خور ام القيوين حيث تتواجد بها فى هذا الموسم مايعرف بـ (اصبيعيات) وهى عبارة عن اسماك البياح المتناهية الصغر والتى لايتجاوز وزنها الجرام الواحد والتى تتغذى على النباتات والكائنات المتواجدة. ووجه مدير مركز ابحاث الاحياء البحرية نداء الى جامعة الامارات العربية المتحدة ووحدة المختبر المركزى بمدينة العين بسرعة اخذ عينات من الاسماك والتربة والمياه لتحديد نسبة تلوثها بمادة الهيدروكربون احدى مكونات البترول فى هذه العوامل لتحديد الضرر الذى اصابها. وأكد ضرورة توفير معدات واجهزة تقوم بشفط البترول المتواجد وتنظيف الساحل من البترول الخام دون استخدام اى مواد كيماوية لتشتيت البترول بالاضافة الى استخدام العوامات لمنع وصول البترول الى داخل الخور والمواقع ذات الحساسية. ودعا الجهات المسؤولة الى الاستعانة بسلطات ميناء الفجيرة حيث توجد لديها الخبرة فى مكافحة التلوث النفطى بالاضافة الى الاستعانة ببعض الشركات وخاصة شركة فيدرال اليونانية الموجودة بالفجيرة وتتمتع بخبرة كبيرة فى مجال شفط البترول. وأكد مدير مركز ابحاث الاحياء البحرية ان البترول مازال يتسرب من خزان الدوبة مما يؤثر على ازدياد بقعة التلوث النفطى بسواحل ام القيوين. ومن جهة اخرى دعا المهندس احمد الجناحى رئيس قسم الارشاد السمكى بالمركز الامانة العامة لبلديات الدولة والجهات المختصة الى اعادة النظر فى منح التراخيص للشركات الا بعد تحقيقها شروط الامانة والسلامة. كما دعا الى وجود قانون صارم يمنع مزاولة مهنة بيع البترول وتحقيق الارباح على حساب مستقبل الشعوب مشيرا فى هذا الصدد الى ان البترول يجب نقله بخزانات واسعة تتوفر على متنها معدات الامن والسلامة وقال ان حادثة التسرب الحالية هى الثانية من نوعها بعد التسرب المماثل الذى شهدته سواحل امارة الشارقة. وطالب ايضا بضرورة اتباع شروط شركة اللويدز للملاحة فى سبيل توفير الامن والسلامة لعمليات نقل البترول داعيا الى سن قانون لايسمح باستعمال الدوبة فى نقل البترول مشيرا الى ان مثل هذه الدوبات تعمل فى نقل البترول والمتاجرة فى السوق السوداء وفى هذه الحالة يؤثر البترول المهرب على الاسواق المحلية بالنسبة لتفاوت الاسعار. كما دعا المهندس الجناحى الى اعادة النظر فى الشركات البحرية المغامرة لانها تؤثر على ثروات الدولة وطالب الجهات المختصة بالاسراع فى استصدار قانون حماية البيئة البحرية بدولة الامارات ينص على مخالفة ومعاقبة المسؤولين عن تلوث البيئة. متابعة: صلاح عمر الشيخ

Email