منتخب السهرانين!

ت + ت - الحجم الطبيعي

انتهت كأس آسيا، بإشادة مستحقة من رئيس «الفيفا»، وبالمناسبة، هو لم يجامل، لأن الإمارات رائدة في التنظيم، قبل أن يعرف أحد اسم إنفانتينو، وعلى الجانب الآخر، انتهت البطولة، بخروج مؤسف لمنتخبنا من نصف النهائي، مضيعاً فرصة تاريخية لن تلوح بسهولة.

وحقيقة الأمر، أن هذا الخروج أثار فينا الشجون، وتسبب في فتح كل الملفات كالعادة، وعلى الرغم من أننا في كل مرة نتشنج ثم يأتينا الدوري فننسى، إلا أن الزمن هذه المرة، لن يسمح لنا، ولا الناس، فالتطور الكروي حولنا أصبح هائلاً، بينما حالنا لا يزال لا يسر!

وعلى الرغم أن الكثير أدلى بدلوه، وذكر عشرات الأسباب للإخفاق، فهناك من حملها لاتحاد الكرة وطالب برحيله، ومن حملها للمدرب وفترة الإعداد المضحكة، وهناك من أرجعها للأندية، ومن حملها لغياب الاستراتيجيات والخطط طويلة المدى، كما اليابان مثلاً، وهناك من حملها للاحتراف الورقي، وهناك من أرجعها للإدارة فهي الأساس، ومن أعادها لقوم لا يرون إلا أنفسهم على حساب البلد، وهناك من يرى أن السبب يكمن في غياب أو تغييب الكفاءات الحقيقية، التي أجلسوها في البيت!، والبعض يراها في ابتعاد الدماء الجديدة والأفكار الشابة، بعد أن يئست ممن يمسكون بالخيوط!!

ربما يكون كل ذلك أو بعضه، لكني سأختار ما أراه أولوية، وسأتناوله تباعاً، ولعلي أبدأ اليوم، ولو على سبيل المداخلة، باللاعبين، وأعلم أن البعض يراها أولوية متأخرة، لكنها بالنسبة لي متقدمة!

في لقاء تلفزيوني مع المذيع الشهير عدنان حمد، كشف عبد الله صالح المشرف العام السابق، الذي أبعدوه عن المنتخب، عن أشياء خطيرة، لكني أتوقف مبدئياً عند كلمة السهر، سهر اللاعبين، وهي كلمة تبدو بسيطة أو عارضة، لكني أعتقد أن فيها جانباً يجسد الكثير من مشكلتنا وتراجعنا، وهي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بما مضى، وربما بما سيأتي!!

وقبل أن أغوص في المعنى، وأصل إلى ما أريد، أقول إنني كتبت يوماً في مشهد مماثل، مقالة بعنوان «منتخب السهرانين»، أدين فيها بعض اللاعبين بالاسم، وقامت الدنيا ولم تقعد من أحد الأندية، دفاعاً عن لاعبيه، فقدم بلاغاً، ولولا سماحة أحد المسؤولين، الذي وجّه بسحب القضية، وتعاطف غير عادي من المستشار محمد الكمالي، لكنت خلف القضبان!

كلمات أخيرة

قد يتبادر إلى الذهن اليوم، بعد شهادة عبد الله صالح، أنني أرمي بالأزمة كلها في سلة اللاعبين، الذين أخرجونا من آسيا الآن، وأخرجونا من كأس العالم من قبل، إلا أنني قد أعذرهم، فالمتهم الحقيقي لا يزال بيننا، ولنا عودة!!

Email