الرؤية حسنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ النشأة الأولى كانت الرؤية واضحة، لا ضباب يحجبها، ولا غبار يفسد على أصحابها تلمس طريق النمو وتحقيق الطموحات.

رؤية مبنية على ثقافة استلهمها الآباء المؤسسون من تراث غزير بحكايات الصبر والجلد وحدّة النظر وقوة البصيرة، فأورثوها، كنمط تفكير وحياة، لقادة جعلوا من صناعة المستقبل جزءاً من حرصهم على موروث الماضي ومنجزات رجاله.


وبناء على هذه الثقافة فإن الفرح بما تحقق من إنجازات دون العمل على تثبيت أسبابه، والمبادرة بتوسيع آفاقه هو نوع من القناعة التي تجلب التراخي وتسبب الركود، وما بعد الركود إلا التراجع، ثم الوقوع في هاوية التخلف. والشواهد حولنا كثيرة، في القريب والبعيد. وهنا، في الإمارات، ثقافة وقناعات لم تعد تكتفي بخطوات نحو الأمام، بل صارت المراكز الأولى هي طموحها ومكمن طمعها لاستئناف الزخم الحضاري العربي والإسلامي.


في دولة الإمارات حكومة اتحادية وسبع إدارات محلية، جميعها يدرك حجم الجهد الذي بذله المؤسسون لتصبح الإمارات رقماً كبيراً على الخارطة في الإقليم والعالم، وكلها تحرص على رفد الكيان الاتحادي بالمزيد من الإنجازات والأفكار ليضاف إلى البناء المزيد من الرفعة والشموخ.

والاجتماع السنوي لكل قيادات الدولة والحكومات والمؤسسات الاتحادية والمحلية، في شكل معسكر عمل وورش إنتاج، يؤكد صفاء الرؤية ووضوح الهدف. والهدف ليس إسعاد الأجيال القادمة وحسب، بل الحفاظ على صفاء الرؤية لتكون جيناً حياً تتوارثه الأجيال فيحمل كل جيل همّ القادم بالمزيد من العطاء والإبداع والتجديد.


بفضل هذه الرؤية، أصبحت الإمارات منبتاً للمبادرات، ومصنعاً للأفكار، وملهما مبدعاً للآخرين. ولم يكن ليتحقق كل هذا لولا روح الإيثار الذي تتمتع به قيادة الدولة منذ التأسيس وحتى مرحلة التمكين. إيثار يؤكده صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في قوله: «نريد للأجيال رخاء أكثر وتعليماً أفضل واقتصاداً أقوى». وهمّ يبوح به صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة: «أجيالنا القادمة لن تغفر لنا إذا لم نترك لهم الإمارات في طليعة دول العالم».


بفضل هذه الرؤية نعيش زمن الازدهار، ولكي تستمر مسيرة الازدهار لا بد من التناغم مع هذا الجهد الحكومي الكبير بالمشاركة في تحمل المسؤولية ومواصلة العمل الدؤوب ووضع مستقبل الأجيال القادمة أمانة نستشعرها دون نسيان أو تراخٍ.


 

Email