المجد المستدام

ت + ت - الحجم الطبيعي

دروس وعبر في «مجلس محمد بن راشد الإعلامي»، جعلت من لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مع القيادات الإعلامية المحلية، مؤسسة فكرية ثرية برؤية واضحة، تحمل آليات الفعل المنتج.

أربع رسائل سامية، وجهها سموه في اللقاء:

أولاها، تحمل تفاؤلًا عميماً منبعه الطاقة الإيجابية التي حرص سموه على بثها في الأرجاء، على أساس أن المثابرة سمة القادة الساعين بجد لقهر التحديات، وحجز مكان في التاريخ، بإنجازاتهم المتفردة، وأيضاً، على أساس الأمل الذي هو باعث التغيير والرقي وقوتهما المحركة. ففي الداخل، رسخ سموه في الوعي الجمعي أن من أهم أسس التفاؤل صلابة بنيان الاتحاد والثقة الكبيرة بقدرات شعبنا، وتلاحمه، والتفافه حول قيادته الرشيدة، وفي الخارج، الثقة بتجاوز منطقتنا العربية عثراتها وعقباتها نحو السلام والازدهار.

ثاني الرسائل ترسم بدقة متناهية دور الإعلامي، وصنوه المسؤول في مسيرة بناء الوطن ومجده، حتى إذا ما استقامت العلاقة بينهما، كما يريدها سموه، أثمرت «إعلاماً مسؤولًا» يبرز الإنجازات بصورتها الحقيقية المؤهلة لأخرى أكبر منها، ويرصد الهفوات، إن وجدت، على طريق تخليص المسيرة من أي شوائب.

ثالث الرسائل تلقي الضوء على نهج «إسعاد الناس» لدى قيادتنا الحكيمة، وتطويع التكنولوجيا وتسخيرها لهذا الهدف، عبر «الحكومة الذكية»، وقبلها «المدينة الذكية»، وهي المعضلة التي شغلت العالم طويلًا، لتضعها كلمات سموه في إطارها الصحيح: استثمار العلم لمصلحة الإنسان، لا لمضرته.

رابع الرسائل مزجت الحكمة بالاجتهاد والواقعية، فكانت تتعلق بجهود الدولة لاستضافة معرض «إكسبو 2020» في دبي. هنا بث سموه التفاؤل المبني على الإعداد الجيد، والتأكيد على أهمية الحدث العالمي، لكن سموه حرص على وضع هذا الحدث العالمي في مكانه المناسب: الفوز حليف الإمارات بـ«إكسبو» أو من دونه، لأنها وعت منذ البدء أن الاستراتيجية المحكمة، وخططها التنموية والسواعد المؤمنة، ترتقي بالدولة إلى الرقم واحد عالمياً، وهذا المعرض، أو غيره، لا يعدو أكثر من ثمرة من ثمار الإنجاز المستدام، ما دام «الاتحاد أساس عزتنا، وضمان رفعتنا وتقدمنا».

Email