الأمانة الكبرى

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشهد الذي عاشته دولة الإمارات أمس في يوم العلم، كان تاريخياً بامتياز، فمعاني المناسبة كثيرة، لكن المعنى الأبرز هو تجسيد القيادة والشعب الرمز الأشمل للعلم؛ وهو الاتحاد، في يوم منح المناسبة قيمة إضافية بتزامنه مع ذكرى تولي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئاسة الاتحاد.

وحين يقول صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم إن العلم أمانة عند صاحب السمو الشيخ خليفة، وعند سموه، وعند الأجيال، تسلمناها من المؤسسين، فهو يخاطب وجدان وعقل هذا الشعب بأن الاتحاد هو الأمانة الكبرى التي ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها، وصونها، وتقديم الغالي والنفيس من أجل أن يظل الاتحاد صلباً بعلم خفّاق.

ومع كل الرمزيات التي يحملها علم الدولة بألوانه الأربعة المستلهمة من بيت الشاعر العربي صفي الدين الحلي الدالة على التضحية والفداء والنقاء والقوة والعطاء، والمستندة إلى الإرث الحضاري والاجتماعي والإنساني للدولة، فهو أيضاً رمز للولاء والانتماء، ورمز للإنجازات، والرقي والتطور الذي تحققه دولة الإمارات كل يوم، ورمز الخير والسعادة والترفيه، والرضا الذي يعيشه الشعب، ورمز الرقم واحد الذي تنافس عليه الإمارات في كل الميادين. لكن قبل وبعد كل شيء، هو الرمز الأشمل والأكبر المعبّر عن إرادة وخيار قيادة وشعب هذا البلد بالاتحاد.

مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في رفع العلم كمناسبة وطنية سنوية، درس وطني للأجيال بامتياز، على بذل الروح من أجل الوطن وعلمه وتعزيز مكتسباته، وهي مناسبة أيضاً لتجديد العهد والقسم بالانتماء والفداء والإخلاص من كل مواطن، كل في موقعه لهذا الوطن.

لقد كانت المناسبة تجسيداً للمواطنة المنتمية، وتعبيراً عن حب شعبي ووطني يقيم في القلوب والعقول، للعيش في ظل هذا العلم، شارك فيها كل أبناء الوطن في كل مناطقهم، وفي وقت واحد، قائلين بصوت واحد: «إننا لسنا إمارات، نحن دولة الإمارات»؛ ترسيخاً للاتحاد، وتأكيداً على هيبة الدولة داخلياً وخارجياً، من أجل أن يكون رمزنا الخالد وعنواننا الدائم، الأغلى من النفوس، مرفوعاً شامخاً يعانق الذرى.

Email