الفرنسي مايكل اوكلو يروي الحكايات كل ليلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

حين قدم المخرج الفرنسي مايكل اوكلو فيلم الرسوم المتحركة ثلاثي الأبعاد «آزور وأسمر» في العام ‬2006، كان من أوائل المخرجين الأوروبيين الذين تحمسوا آنذاك لهذه الموجة التي لن تلبث تسيطر على عالم السينما. حقق الفيلم نجاحاً جماهيرياً، كما هي حالة افلام أوكلو، منذ فيلمه الروائي الأول في العام ‬1996 «كيروبو أند ذا سورسيرس»، ثم «أمراء وأميرات» في العالم ‬2000. كان ذلك كله قبل «آفاتار»، فيلم الرسوم ثلاثي الأبعاد، غير الموجه للأطفال، الذي يحمل أبعاداً سياسية واجتماعية، والذي حقق فتحاً في عالم الرسوم ثلاثية الأبعاد، حتى ليكاد كثر يظنون أنه أسس لتلك المرحلة عبر بدايات جديدة.

لكن، ليست كل الأفلام الموجهة للكبار، من تلك التي تنطق رسوماتها وتتحرك بأبعاد ثلاثة، هي «افاتار»، أو تمشي على حذوه، خاصة إذا كان مخرجها هو أوكلو، الذي فاجأ جمهور مهرجان برلين السينمائي الدولي بفيلمه «حكايات الليل»، وهو فيلم صور متحركة، اضطر مشاهدوه في الصالة الواسعة في قصر المهرجان صبيحة الأحد الماضي أن يرتدوا نظارات لكي يشاهدوه.

وإذا كان المبرمجون قد أثبتوا من خلال هذا الاختيار على قبول واعتراف واسعين بالأفلام ثلاثية الأبعاد التي تحضر للمرة الأولى في «برلين السينمائي»، وبكثافة، عبر عدة أفلام، أحدها فيلم أوكلو، فإن لهذا المخرج الستيني حكاية أخرى مع هذا الفيلم، تبدأ من ولعه بعالم الأطفال ولا تنتهي عند شغفه برواية الحكايات الأسطورية.

عن ذلك يقول: «الحكايات هي لغتي الطبيعية. أشعر براحة كبيرة وأنا ألعب دور الراوي الذي يخبر القصص الغريبة، تماماً كالارتياح الذي تشعر به سمكة في الماء. أنا حر بشكل كامل، في هذه الحالة، وأحب ان أجعل الأشخاص سعداء، وعبر القصص الخرافية استطيع أن أقول أي شيء أريده ولكن بطريقة مقبولة».

وبالفعل، يمتلئ الفيلم المجزئ إلى خمس قصص، مليئة بالحلم والحب، بمعاني الحرية والشغف وقدرة المحبة والحب على تغيير مصير الناس وأقدارها. ويتكرر مشهد الطفلين والرجل العجوز القابعين في مسرح صغير في مدينة، يؤلفون القصص ويمثلونها، ويسرحون بخيالاتهم من جزيرة فيها مملكة أموات، إلى مدينة ذهبية يأكل وحشها أجمل البنات لكي يحميها، وصولاً إلى غابات إفريقيا وبلاطات أوروبا القرون الوسطى. وفي كل مرة، يتغلب الفارس الذكي على المصاعب من أجل أن ينال حظوة من يحب.

«خيالي أنميه من الحياة. ما أراه حولي من أحداث. من إطلاعي على التاريخ، وبشكل خاص على القصص الأسطورية التقليدية. لكنني لا أقوم أبداً بتحوير هذه الحكايات القديمة، إنني أشحذ بها مخيّلتي فقط، وأقوم بإنتاج الحكايات الجديدة»!

Email