50 ألف طفل وفتي يزيدون من صخب المهرجان

ت + ت - الحجم الطبيعي

هؤلاء الأطفال ليسوا في طريقهم إلى المدرسة. هم، عائدون منها، وبعضهم ربما يكون بصحبة معلمه، في رحلة  الى السينما،  وعلاقة الأطفال والمراهقين بالمهرجان تستحق التوقف عندها، بالفعل، اذ انه يكاد يكون مهرجان السينما الوحيد في العالم، الذي، وعلى مدى عقود طويلة، ساهم بتنشئة جيل يهوى السينما ويفكر بها.

منذ العام 1978 اسس المهرجان تظاهرة أجيال «جنريشن» التي تختص بعرض فئتين من الافلام: افلام الأطفال والمراهقين، أي التي تتمحور حول عوالمهم وحكاياتهم وشؤونهم، وأفلام ليس بالضرورة أن تكون مصنوعة لهم خصيصا لكنها مناسبة لكي يشاهدوها.

وطيلة ثلاثة عقود تطورت هذه التظاهرة ونمت، وأصبحت راسخة وقادرة على التأثير في المشهد السينمائي العام وربما السينما. اذ أن ابن الاحد عشر عاما الذي حضر تلك العروضات لأول مرة في العام 1978، سيكون قد بلغ من العمر أكثر من اربعين عاما هذه السنة.

وربما قد أصبح مشاهدا وفيا للأفلام التي تعرض في «البرلينالي» او ربما قد تحوّل إلى مخرج أو منتج أو مشتغل في السينما، يلتقي الأطفال اليوم، كما التقى به السينمائيون وهو طفل.

الأطفال في «برلين السينمائي» ليسوا مجرد صورة، أو دعاية، يتم رصهم على السجادة الحمراء وتصويرهم من أجل اعطاء طابع شامل للمهرجان، على غرار ما يحصل في مهرجانات اخرى، منها في العالم العربي، بل هم جزء من برامج رئيسية واستراتيجيات تؤمن بضرورة تهيئة جيل مقبل محب للسينما ومهتم بقضاياها، يؤثر ويتأثر.

هل علينا أن نذكر ان 50 ألف طفل ومراهق يحضرون سنويا تظاهرة «اجيال» تلك، لكي نعرف فداحة الانحدار الذي تعاني منه ثقافتنا العربية في استقطاب الجيل الجديد إلى اهتمامات راقية بعيدا عن الالعاب الاكترونية واستهلاك العلامات التجارية؟

 ذلك الانحدار الذي يشارك في صناعة بيت كاره للسينما ومدرسة تجد فيها مضيعة للوقت والهاء للتلاميذ ومهرجان يستغل تواجد الأطفال من اجل صورة دعائية فقط.

الأمر مختلف هنا، فالأطفال لا يشاهدون الأفلام فقط ويعلقون عليها، تعاطفا أو انتقادا، بل انهم يتحملون مسؤولية التحكيم وتوزيع الجوائز التي يطلق عليها «دب الكريستال».

 في فئة افلام الأطفال هناك 11 عضوا يحكمون الأفلام يتم اختيارهم لهذه المهمة من قبل مدراء الأقسام الأخرى في مهرجان برلين، وتتراوح أعمارهم بين 11 و14 عاما. وفي فئة أفلام المراهقين الشباب يبلغ عدد المحكمين سبعة وأعمارهم من 14 إلى 17 سنة.

التعاطي مع هذه الشريحة تكتسب اهمية وجدية عالية من قبل المنظمين، اذ انهم، وعلى غرار الكبار، يلتقون بالنجوم والسينمائيين ويحضرون الندوات، بل يعقدون الندوات الخاصة بهم في أكثر من مكان في المهرجان.

Email