ابراهيم اللطيف يشارك في تحكيم المسابقة الدولية للأفلام القصيرة

ت + ت - الحجم الطبيعي

«الوقت لم يعد يسمح لاحد بوضع ممنوعات في ظل العالم..القرية التي أصبحت فيه المعلومة متاحة على الانترنت وعلى الفضائيات أيضا.. نحن نريد ان نتكلم عن كل شيء في بلادنا بحرية هنا وليس خارجها».

 هذه تصريحات للمخرج التونسي ابراهيم عبد اللطيف. لم يصرح بها اليوم، من المهرجان الذي يترأس فيه المسابقة الدولية للأفلام القصيرة. كانت تلك تصريحات صحافية أدلى بها قبل سنتين، أثناء عرض فيلمه الروائي الأول «مدينة السينما»، والذي يحمل عنوانا اخر لا يقل تعبيرا أو اسقاطا على الوضع الحالي وهو «ثمانية شارع الحبيب بورقيبة».

هل كان يتنبأ بما سيحصل؟ هل كان، هو القريب من جيل الشباب، وأحد أبرز وجوه السينما التونسية الشبابية، يعرف أن الانترنت والفضائيات التي تحدث عنها سوف تحدث زلزالا في بلده تونس، تمتد تردداته إلى مصر والمنطقة والعالم، تبعا لنظرية «القرية» التي تحدث عنها. ربما لم يعرف اللطيف، وغيره المئات من المثقفين التونسيين بالسيناريو الدقيق الذي جرى، لكنه بالتأكيد.

 وعبر معارك مستمرة وشرسة مع سطوة الرقابة، وأجهزة السينما التابعة لنظام الرئيس زين العابدين بن علي آنذاك، قد ساهم، بطريقة أو بأخرى بتأجيج روح الغضب.

 وتوثيق الممارسات التي تنتهك حرية التعبير وفضحها على المستوى المحلي وأيضا العالمي. فالمخرج التونسي في رصيده عشرة أفلام قصيرة، قبل فيلمه الروائي «مدينة السينما»، الذي حاز على عدد من الجوائز، وهو الآن بصدد العمل على فيلم آخر.

اختياره في برلين السينمائي هذا العام ضمن لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، قد يأخذنا بالتفكير إلى أنها خطوة متعمدة من المنظمين هدفها تضامني مع ثورة الشعب التونسي.

 وهو ما قد تؤكده لنا تصريحات مسؤولي المهرجان الداعمة دوما لكل حركات التحرر وحرية التعبير، وما تعنيه تظاهرة الاحتفاء هذا العام بالمخرج الايراني السجين جعفر بناهي الذي ترك كرسيه في لجنة تحكيم الافلام الروائية العالمية شاغرا.. لكن، في المقابل، قد نشكك بهذا الاعتقاد، اذا جزمنا أن آلية اختيار المحكمين تتم قبل وقت طويل، وربما يكون سابقا على الثورة التونسية.

لكن السؤال الذي قد يكون موجبا عن آليات أو توجهات اختيار المحكمين في «برلين السينمائي» ربما يكون عن سبب اختيار اللطيف جنبا إلى جنب مع شخصية إسرائيلية هي المخرج موشي شور لكي يتشاركا مع المصورة الفوتوغرافية الأميركية نان غولدان في تلك اللجنة. والاجابة عن هذا السؤال ستحسمها، ربما، النتائج التي ستخرج من هذا «المطبخ»، اذا ما استسلمنا لتوجس ربط جوائز المهرجان بتطلعات سياسية. علينا أن ننتظر.

Email