«برلين السينمائي» ينطلق في دورة تهاجم قمع الحريات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لن تغيب فضاءات المطالبة بحرية الرأي والتعبير والثورة ضد القمع والتسلّط عن فضاء مهرجان برلين السينمائي (برلينالي) الذي تنطلق دورته الحادية والستون اليوم مع ‬16 فيلما روائياً تتنافس على جائزة الدب الذهبي. و سيجد العالم المنشغل خلال الأسابيع الماضية بقضايا وأحداث الشرق الأوسط، بالمعنى الجغرافي، والحريات والحقوق، بالمعنى الانساني الاشمل.. سيجد هذا البعد أيضاً في المهرجان الذي قرر أن يتخذ من مهاجمة النظام الإيراني أحد عناوينه هذه السنة، عبر تكريم المخرج السجين جعفر بناهي.

وترك كرسيه شاغرا في لجنة التحكيم التي كان من المفترض أن يتواجد فيها الى جانب المخضرمة إيزابيلا روسيلني وآخرين. ستعرض أفلام لبناهي وتدار ندوات ومناقشات من وحي سجنه، مع مخرج آخر هو محمد رسولوف، ومنعهما من الاشتغال بالسينما ومغادرة البلاد، وربما يمتد النقاش ليطاول ما حصل في تونس، مع وجود مخرج تونسي هو ابراهيم اللطيف في لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، وبالطبع مصر التي تغيب سينماها، كما العادة، عن هذا المهرجان.

الافتتاح بفيلم أميركي هوليوودي، في معقل (البرلينالي) الذي يساهم في رسم خارطة السينما الأوروبية، بات تقليدا راسخاً . مساء اليوم، سيضمن فيلم الويسترن (ترو غريت) الذي أخرجه الأخوان إيثان وجويل كوين، سجادة حمراء مكتظة ومراسم احتفالية صاخبة، رغم البرد الجليدي الذي يحيط بساحة بوتسدام، مع حضور مات ديمون وجيف بريدجز وهايلي ستينفلد. الفيلم هو استعادة لنسخة قديمة امتطى فرسها جون واين في نهاية السبعينيات، لكن النسخة الجديدة قيل انها أكثر وفاء لرواية تشارلز بورتيس الأصلية.

 

بصمات هوليوودية

ثمة نكتة تدور دوماً في أورقة المهرجان مفادها أن ظابط المارينز الأميركي الذي دعا الى تأسيس (البرلينالي) قبل ستة عقود، حين كانت ألمانيا تلملم رماد الحرب العالمية الثانية، اشترط أن يلحق لعنة الأفلام الأميركية ببدايات كل دورة. لكن الواقع يقول انه، وفي ظل منافسة شرسة مع جماهيرية «كان»، عبّر مدير المهرجان ديتر كوسليك سابقا عن غيرته منها، يحتاج الـ«برلينالي» الى أضواء هوليوود أكثر من أي وقت مضى.

وبعيداً عن النكات والتحليلات، فإن واقعاً مشرفاً، سجلته هذه الدورة، يتجلّى في أول مشاركة سينمائية لدولة الإمارات في تاريخ المهرجان، عبر فيلم قصير هو (سبيل) للمخرج خالد المحمود، الذي سبق وحاز على جوائز عالمية وعربية. كما أن المشاركة الإماراتية مدعومة بوفد من (لجنة أبوظبي للأفلام) هدفه استطلاع الفرص وترويج أبوظبي والإمارات كوجهة لصناعة الأفلام المشتركة بين الدولة وأوروبا. ويرافق اللجنة عددا من الشباب الاماراتي المشتغل في السينما والذي يأمل بفرص انتاجية لأعمال مقبلة.

وجود المخرج العالمي مارتن سكورسيزي سيكون ملحوظاً أيضا، اذ يعرض له المهرجان نسخة مرممة عن فيلمه الشهير (سائق التاكسي) (‬1976) ضمن مشروع ترميم كلاسيكيات السينما، لكن الأنظار تتجّه في الدرجة الأولى نحو الأفلام المتنافسة على جائزة «الدب الذهبي»، إذ من المتوقع أن تكون المنافسة حادّة وقوية بين ‬16 فيلماً بينها الفيلم التركي «يأسنا العميق» للسينمائي سيفي تومان. هذا الحضور في قسم المسابقة الرسميّة يرسّخ تطور السينما التركية التي خطفت «الدب الذهبي» في الدورة الماضية مع شريط «عسل» لسميح قبلان أوغلو. ومن إيران، يشارك شريط «انفصال نادر عن سيمين» لأصغر فرهادي الحائز على الدب الفضي في عام

Email