4 آلاف صحافي لا يربكون المنظمين وينالون الاحترام

ت + ت - الحجم الطبيعي


الرجل يفرش الورود في المركز الصحفي. يجر عربته المكدسة عليها صناديق تفوح منها رائحة العطر. يقوم بعمله بدقة من دون أن يكترث إلى فلاشات كاميرات الصحافيين الذين وجدوا في موقعه صورة جميلة تصلح لأن ترفق مع مقالاتهم التي يطلقها هدير لوحات المفاتيح إلى مختلف بقاع الأرض. من بغداد إلى طوكيو، ومن استوكهولم إلى مومباي.

 وعبر القارة الأوروبية وصولاً إلى الولايات المتحدة ودول أميركا اللاتينية، بوسعك أن تتفحص في جنسيات الإعلاميين الذين يواكبون فعاليات المهرجان فلا تتمكن من إحصائها بشكل دقيق.

لكن هذا العدد الهائل من الإعلاميين، الذي يصل إلى ما يقارب 4 آلاف شخص، ما يجعل المهرجان من أكثر المناسبات العالمية استقطابا للصحافة في حدث واحد وفي مكان واحد، لا يبدو أنه يسبب «ضغطا» على المنظمين، على غرار ما نشهده في الكثير من المهرجانات السينمائية العربية.

 بل على النقيض، تكاد تشعر للوهلة الأولى أن المهرجان يتعاطى مع كل صحافي، بغض النظر عن جنسيته وجنسه وانتمائه ورأيه في المهرجان، بدرجة عالية من الاحترام والمهنية، التي تضمن تسيير عمله بالطريقة المثلى.

 هنا لا صحافيين محسوبين على إدارة المهرجان، وآخرين منبوذين. لا صحافيين محظيين بفرص لا ينالها آخرون. لا صداقة شخصية بين موظفي العلاقات العامة وبين صحافيين، تضمن لهم المكاسب، بدءا من المقابلات الحصرية وصولا إلى الأمسيات التي تحتاج إلى دعوات خاصة. هناك لوائح وأنظمة.

 واستمارات يجب تعبئتها، ضمن الوقت المحدد، وإيداعها في المكان المحدد، وتزويدها بمعلومات دقيقة ومحددة. «المحدد» هي كلمة السر في برلين ومهرجانها، ولا مكان للتلاعب والألعاب الصبيانية.

«الكل بشطارته» على ما يقول المثل الشعبي، و«برلين السينمائي» بحر بوسعك إن تصطاد منه بحسب مهارتك، من دون الحاجة إلى أن تتذلل لمدير أو تجامل رئيس. هكذا هي السينما فن للناس، حرّ ونزيه وله رسالة، وليس مجرد ترفيه وتسويق وحكايات «نفعني ونفعك».

«هل لي بوردة؟»، تسأل الصحافية الموظف، فيرد بلطف وبانجليزية مكسرة: «هير، بليز»!

Email