زعتري: اللبناني الذي يعتقد أن «كل شيء سيكون على ما يرام»

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يعتبر أكرم زعتري غريبا عن الجمهور الألماني. فالرجل، المشتغل في السينما والفوتوغرافيا تعرفه أوساط هذين القطاعين في برلين وميونيخ ومدن أخرى يتردد عليها باستمرار.

 كما أن الصحافة الألمانية، وتحديدا تلك التي تعنى بشؤون الثقافة ترصد تجربته الممتدة على أكثر من عقد، وتنشر عنها المقالات والدراسات التحليلية.

كما انه يرتبط بعلاقات معرفة وصداقة بعدد من المثقفين والإعلاميين الألمان، لذلك فإن مشاركته في المسابقة الرسمية لأفلام القصيرة عبر شريطه:« غداً كل شيء سيكون على ما يرام» مع 25 شريطاً آخر من 20 بلداً منها إيران، ممثلا لبنان والمملكة المتحدة، رغم كونها المشاركة العربية الرسمية الوحيدة في المهرجان..

 فهي لم تكن مفاجئة. وزعتري، المولود في مدينة صيدا في جنوب لبنان، في العام 1966، ينشغل في توثيق ذاكرة تائهة، عبر صور فوتوغرافية منسية في مكان ما، أو رسائل «مدفونة» تحت التراب (هذا البيت 2005) أو «مهربة» من أسير محرر إلى أسير محرر، كما لو أنهما لا يزالان يعيشان زمن الاعتقال(الى سمير 2008)..

 هو، لم يتخل يوما عن الطفل في داخله، الذي، قبل عقود، كان بيته في المدينة  تحت قصف الطائرات الإسرائيلية يدون الأخبار ويسجلها في دفاتره الصغيرة، قبل أن يبدأ رحلته السينمائية في منتصف التسعينيات مع الأفلام الوثائقية (الشريط بخير 1997). يصنع زعتري إذا حكاياته من بقايا الحكايات .

ويغوص في الذاكرة والأرشيف لكي يعيد تركيب الحكاية، من جديد، بأسلوبه الذي لا يعتمد على كثرة الكلام بل يقتصد قدر الإمكان تاركا الرسالة تصل بأساليب أخرى. تقول سوزان كوتر، منظمة معارض في غاليري اكسفورد للفن الحديث.

في تقرير عن أعماله متحدثة عن أسلوبه: «.. لا يحبذ أكرم زعتري استعمال مصطلح «الأرشيف» في وصف أعماله. في المقابل، يبدو أنه ينحو نحو إتمام بيان الوجوه المتعددة في عمله التي تحدد تجربته بوصفها «حقل عمل».

 وعن سابق تصور وبتخطيط مسبق يتحرك زعتري في مجالات التصوير الفوتوغرافي والأفلام، من الصور الشمسية في الاستوديوهات الخاصة إلى الأفلام الوثائقية. محاولاً أن يعيد نبش هذا التراث على نحو يسمح لنا بتخيل تاريخ تطور التصوير الفوتوغرافي بمعزل عن الحرب وشروطها.

Email