كياروستامي: الحلم ليس مستحيلا

ت + ت - الحجم الطبيعي

منذ سنوات، وعباس كياروستامي، أحد أهم المخرجين في تاريخ السينما الإيرانية، ومن أكثر المحتفى بهم في المحافل السينمائية الدولية.. ملتزم حالة تشبه «الصمت القهري» تجاه الممارسات القمعية للنظام الإيراني ضد حرية التعبير.

 لكن غضبه الشديد، بعد صدور الحكم ضد بناهي، زميله وتلميذه الذي عمل مساعدا له في أكثر من فيلم سابقا، جعله يخرج عن حالة الصمت تلك وينشر رسالة مفتوحة قبل أسابيع، اهتمت الصحف الألمانية بترجمتها وإعادة تسليط الضوء عليها.

جاء فيها: «لا أعرف لمن أتوجه بهذه الرسالة، لكنني أعرف لمَ أكتبها.. كوني مخرجاً من التيار ذاته (تيار بناهي وراسولوف) فقدت الأمل برؤية أفلامي معروضة في بلدي، منذ سنوات عدة لا أحقق إلا أفلاماً بموازنة ضئيلة .

ولم أعد أنتظر شيئاً من وزارة الإرشاد الإسلامي المسؤولة عن إدارة وتنظيم السينما في إيران.. من سنوات كففت عن الاحتجاج على تصرفات وزارة الإرشاد ومسؤولي السينما الإيرانية الذين هم الذراع اليمنى للحكومة.

 إنهم يعمدون إلى التفريق بين السينمائيين الذين معهم وهؤلاء الذين ضدهم. أنا على قناعة بأنهم يأملون باختفاء هذه السينما المستقلة.. ليس بمقدور المخرجين كسب عيشهم بطريقة أخرى.

بالنسبة لنا هذا ليس خياراً، إنه مبرر حياتنا.. أعمل دون انتظار أي مساعدة من الحكومة، أكتفي بإنجاز أفلام صغيرة وأجلب الفخر لبلدي ومواطنيّ الذين أحبهم كثيراً.

وتحقيق أفلام في الخارج لم يكن سوى ضرورة.. لكن جعفر بناهي والآخرين مجبورون منذ سنوات على البحث عن وسائل للعمل مع الحكومة.. الوزارة هي المسؤولة عن كل ما يحصل لجعفر بناهي، إذا كان قد ارتكب خطأ، فهذا بسبب القرارات والسياسة السيئة لمسؤوليها الذين قطعوا كل الطرق ولم يتركوا له أي خيار آخر سوى الذهاب نحو الخطر.

 وفقط لتحقيق فيلم له.. السينما بالنسبة لبناهي ضرورة حيوية، هو بحاجة للتعبير، وينتظر من المسؤولين أن يزيلوا العوائق وليس أن يتحولوا هم أنفسهم إلى عائق.. ليس بمقدور مسؤولي الإرشاد المساعدة لحل مشكلة جعفر بناهي، لكن هذا لا يمنع أنهم المسؤولون المباشرون عنها.. ربما لا أوافق على تصريحات بناهي المبالغة..

 جعفر بناهي ومحمد رسلوف مخرجان من السينما الإيرانية المستقلة، ساهما خلال خمس وعشرين سنة مضت في إعلاء ثقافة بلدهم. إنهما ينتميان إلى الثقافة العالمية وهما جزء من الثقافة السينمائية العالمية.. آمل الإفراج عنهما لمعرفتي بأن الحلم المستحيل ليس مستحيلاً دائماً».

Email