أسرار الربع الخالي.. ثروة مائية كبيرة وآثار استيطان تاريخي

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف تقرير سعودي أن باطن الربع الخالي يحوي ثروة مائية كبيرة وبحيرات عذبة يعود تكوينها إلى العصر "البلايستوسين الأعلى" والعصر"الهولوسين الأدنى"، إلى جانب بعض المواقع الاستيطانية القديمة على أطرافه ومحيطه.

ووفقا لصحيفة "الرياض" السعودية، أصدرت هيئة المساحة الجيولوجية كتابا من 400 صفحة بعنوان (الربع الخالي.. بحر الرمال العظيم) تمحو فيه الاعتقاد السائد بأن صحراء الربع الخالي التي تعد أكبر صحراء رملية متصلة بالعالم بمساحة 550 ألف كيلومتر وتغطي نسبة 22 بالمائة من مساحة المملكة، هي مجرد كثبان رملية موحشة ومقفرة.

وكشف مؤلفا الكتاب محمد أحمدالراشد مدير مكتب هيئة المساحة الجيولوجية بالرياض وعبدالله صالح العنيزان من الهيئة العديد من المعلومات التفصيلية عن خفايا هذه الصحراء وأكدا أن الربع الخالي يمثل حوضاً رسوبياً تحيط به المرتفعات من معظم الاتجاهات مما انعكس على انحدار كثير من مجاري المياه باتجاهه مؤدية ثروة مائية كبيرة تحت رماله بدليل الانتشار الكثيف للآبار اليدوية بأنواعها إلى جانب مصائد المياه المنتشرة هناك.

وأعاد الباحثان للأذهان حقيقة المياه الموجودة في باطن الصحراء المقفرة في ظاهرها والتي كانت مثار جدل ونقاش وبحث كثير من المهتمين حيث أكد الراشد والعنيزان أن باطن الربع الخالي يحوي ثروة مائية كبيرة تنتشر في أنحائه آبار ارتوازية عميقة التي تعرف ب(القلمات) والتي قامت شركة أرامكو بحفرها خلال عملية المسح والتنقيب عن البترول إضافة لما حفرته وزارة المياه والكهرباء كموارد للبادية في المواقع المنتشرة في الربع الخالي ومحيطه.

وأضافا أن هناك نوعين من مصائد المياه منها البحيرات العذبة الجافة حيث تم اكتشاف بحيرات عذبة جافة يعود تكوينها إلى العصر "البلايستوسين الأعلى" والعصر"الهولوسين الأدنى" كما أشارا إلى وجود أكثرمن (100) قلمة آبار ارتوازية هناك عدد منها تتسرب منها المياه بصورة مستمرة منذ أكثرمن 4 عقود، في حين تنتشر في النصف الشرقي من الربع الخالي موارد مائية قديمة بشكل كثيف نظراً لقرب المياه إلى سطح الأرض.

وتناول الكتاب التوثيقي في أحد فصوله قضية الاستيطان في الربع الخالي مشيراً إلى وجود أدوات حجرية وأدوات صيد عثر عليها قرب مواقع بحيرات جافة هناك تدل على أن الإنسان قد عاش في هذه المنطقة قديماً حول تلك البحيرات حيث كان يعتمد على صيد الحيوانات التي تعيش قرب هذه البحيرات وقد تم اكتشاف بعض المواقع الاستيطانية القديمة على أطراف الربع الخالي وفي محيطه كالأخدود في نجران وحمى والفاو ويبرين ومأرب والأحقاف في اليمن وشصر في عمان.

ولفت مؤلفا الكتاب الذي شارك في إعداده نحو 14 مختصاً، إلى اهتمام الرحالة والباحثين والمستشرقين بصحراء الربع الخالي منذ قديم الزمان مؤكدين أنه ومنذ القرن الثامن عشر الميلادي شهدت هذه الصحراء اهتمام المستشرقين والرحالة الغربيين الذين جذبهم سحر الصحراء وتكويناتها الرملية وقيم مجتمعاتها وقد كتب عن هذه الصحراء الرحالة الإنجليزي موندريد عام 1843م والرحالة ر.ي. تشيزمان الذي زار واحة يبرين وكذلك الرحالة برترام توماس عام 1930و1931م وويلفرد(مبارك بن لندن)عام 1946و1947م كما قام بعض المهتمين والباحثين في السنوات الأخيرة برحلات علمية وبحثية هناك منهم الشيخ عبدالله بن خميس عام 1416ه إضافة إلى الرحلة العلمية الاستكشافية التي نظمتها هيئة المساحة.

وقال مؤلفا الكتاب أنه لا يوجد حالياً جزء في الربع الخالي يخلو من تجمع سكاني أو معسكر لشركة تعمل في مجالات اقتصادية مختلفة مما يؤكد أنه (ربع غالي) بمقوماته البشرية والاقتصادية يستحق الاهتمام.

 

 

Email