الناس تنتصر لدينها وتدافع عنه، إنه أحد أبرز المتاريس الروحيّة التي تحتمي بها، هكذا فعل الغاضبون الذين ساءهم تقديم السيد المسيح، عليه السلام، في الفيلم البرازيلي «الإغواء الأول للمسيح» بصورة مبتذلة،
يأتي عيد الأضحى المبارك، وفي النفس حاجات وأمنيات بأن يحتفل الناس في العيد المقبل وقد أضحى فيروس كورونا من ذكريات الماضي. لا كمامات، ولا توجس، وكثير من الودّ الدافئ الذي بدّدته الجائحة، أو كادت.
الهلع يقتل أكثرَ من المرض، وفي المقابل تحقق قوة الوهم ما تعجز عنه المشافي والمختبرات. لكننا لا نرضى العيش تحت سطوة الهلع، ولا نقبل للوهم أن يحرّك مركبة الحياة.
قديماً ترددت في الدراما التلفزيونية عبارة هزلية تقول: «إذا أردت أن تعرف ماذا يجري في إيطاليا، فعليك أن تعرف ماذا يجري في البرازيل». وسيقت تلك العبارة دلالةً على ترابط الأشياء، وجدلية السبب والمسبّب، على أنّ ذلك تأويل كاتب هذه السطور، وليس
تستبطن الشيخوخة في أحشائها احتمالين أساسيين: الحكمة أو اليأس. وعبر اختيار أحدهما تكتب الدولة مصيرَها: الفناء والتلاشي، أو الاستمرار وتجديد شباب الزمن. هل هناك خيار ثالث؟ وما ينطبق على الدولة ينطبق على الإنسان، رغم أن حتمية شبنجلر تقول إن
عشية العيد، تبقى روح الفتى، الذي أوغل في الخمسين، متوزّعة بين زمنين ومكانين، أولهما طاعن في الخيال، وثانيهما يصنع ذاكرةً، في دبي، تحاول أن تخفّف من هجير الاغتراب، وتطفئ نار الحنين بالصور التي تتقاقز كمصابيح يداعبها النسيم.ولن نكون مثل
النزاعات تفترس الإقليم من حولنا، والحروب تأكل الأخضر واليابس، بعيداً عن الاستعارة، وبكل ما في الكلمة من معنى. لا أمل للعربي المطحون بين فكّي الفقر وانعدام الآفاق إلا أن يلوذ بالحلم الخلّاق. وليس المقصود بالحلم هنا «اليوتوبيا»، ولا التحليق
ليس لركن في الإسلام فضلٌ عن الآخر، فهي منظومة متكاملة، حيث تتوخى الشريعةُ أن تنقل الإنسان من مرتبة الكينونة إلى ذرى السمو. وفي غمرة ذلك، تتجلى الآثار المترتبة على أية شعيرة. وكلما كانت الآثار تتعدى النطاق الفردي الخاص، أضحت أكثر امتداداً
ما انفكّ يُنظر إلى الصيام بوصفه سلوكاً تطهّرياً، وارتقاءً فوق نزعات الجسد، وتطلّعاً إلى السمو النفسيّ الذي يمنحه للإنسان الامتناع عن الطعام والشراب. وتلكم سمة تتمتع بها الأديان السماوية، وسواها من الأديان التي ترى في الصيام كبحاً لنزوات
يَعرف كثيرون أنّ كلمة «الإسلام» مشتقة من السلام في جذرها اللغوي وفي مرجعيتها النفسية والاجتماعية. على السلام وبالسلام تأسست الدعوة ونهضت الرسالة، فكانت الدولة، أو قل الإمبراطورية التي لم تكن تغيب عنها الشمس ولا القمر. بالكلمة الطيبة،
عندما مات زوج شقيقتي، بقيتْ في البيت أكثر من ثلاثة شهور، لا تبارحه حتى لزيارة ملحّة لطبيب. كان الطبيب يحضر بنفسه، أما هي فقد ظلت جالسة على أريكتها قبالة الكرسي الفارغ، تبلّل وجهها بالدموع، حتى ظننا أن المرأة هالكة لا محالة. ولطالما رجوناها
هاتفتُ أحد الأصدقاء في عمّان، لأطمئن على حال أسرته، بعد أن علمت بإصابة ابنته بـ «كوفيد 19»، فأخبرني أنّ كلّ شيء على ما يرام، لكنه منزعج، ونادم من شيء آخر لا صلة له بالفيروس المستجد، بل بفيروس الانفعال والغضب، وعدم السيطرة على ردود أفعاله.
كشفت جائحة «كورونا» عن أجمل وأقبح ما في البشر، ولأنها حدث رهيب جالب للويلات، نرجو ألا يتكرر، فقد أضحت حقلاً للأسئلة الفلسفية والأخلاقية عن الكينونة والوجود، وعرّت ما انطمر في أعماقنا من هواجس عنصرية ومخاوف، فردية أو جماعية، عن اللجوء إلى
الذين قالوا إنّ مواجهة الإرهاب والغلوّ والتطرّف يحتاج إلى استراتيجية بعيدة المدى، لم يجانبوا الصواب؛ فالمشوار نحو اجتثاث مظاهر التزمّت في الحياة العربية يلزمه نفس طويل معطوف على خطط واضحة مضمونة الأثر. ومع أنّ محاربة الإرهاب ظلت، حتى هذه
لم يَعد شيء خارجَ هيمنة الصناعة، حتى الجمال نفسه. صارت الصورة تُصنّع، وأصبحت معايير الجمال تُنحت، ويتم ترويجها باعتبارها معايير قاطعة وقوالب لا تقبل النقصان ولا الزيادة. تغيّر مفهوم الجمال ذاته. فالمرأة العارضة، التي تختال بملابس صنعتها
لم تعِش البشرية، وأرجو ألا تعيش لحظات الذعر التي بدأت بها هذه السنة، التي توشك على الأفول، غير مأسوف عليها. فقد فتك «كوفيد 19»، وما انفكّ، بالبشر الآمنين، فأتاهم من حيث لم يحتسبوا، ففقد الناس أغلى أحبتهم، وخسروا الطمأنينة التي جهد الإنسان
الأكثرُ شهرةً ليس دائماً هو الأفضل، والأكثرُ لمعاناً ليس دائماً هو الفيّاض بالنور، والجمالُ ليس مكياجاً وأزياءً ومساحيق. الحقيقيُّ لا يعلنُ عن نفسه، وليس مفتوناً بالزّيف، ولا يكترثُ بالأضواء والبريق الخدّاع. الحقيقيُّ كونٌ ممتلئ بذاته،
يفتّش عن المذاق ويتتبّع الرائحة. وتلك أضحت معضلته، مع مرور الوقت وتلاحق الأعوام، بعيداً عن بلاده. كلُّ ما يستهلكه الآن من طعام وشراب يُعيده إلى مغناة «كان غير شكل الزيتون». وليت الأمر يتوقف عند الزيتون والصابون، يا سيّدتي ومولاتي. ودّ
حَلُم ابن البادية، وهو يتأمل السماء المطرّزة بالنجوم في ليل الخليج، أن يترامى قدّام عينيه العمرانُ ويشهُق، وأن يخضرّ قلبُ الصحراء. أصرّ ابن البادية على حلمه. أصغى إلى حكمته، وتسلح بالصبر والخيال، فكان له ما أراد، ولم يكن يعلم بما قاله
غالباً ما تميل التعبيرات والأوصاف إلى المبالغة، لكنها في حالة مارادونا صادقة ودقيقة من حيث كونه «أسطورة» في كرة القدم والحياة، والأساطير تحكي، عادة، عن بطل خارق تنتجه فئة عرقية، أو شعب ما، في منطقة ما، في زمن ما، لكنّ اللاعب الأرجنتيني
لماذا يُلام غالبية الشباب العربي على خفّتهم وسطحية تفكيرهم واهتمامهم بالقضايا غير المنتجة. ولماذا يُراد لهم أن يكونوا عميقي النظر في ما يجري من حولهم، وهم لا يملكون أدوات العمق تلك، ولا عرفوها ولا تعلّموها ولا اختبروها. إننا في لومنا
عندما كنّا أمميّين حالمين، رُحنا نفكّر في تغيير العالم، وكنّا على يقين من قدرتنا على ذلك. كانت الأفكارُ أصغرَ من الأحلام. كبرنا قليلاً وتهدّمت جدرانٌ كثيرة في الوعي والواقع، فصار مدارُ الحلم أن نغيّر دولنا ومجتمعاتنا. ولكنّ الفتقَ كان قد
لم يجانب الحقيقةَ من قال إنّ الإنسان يتعرّف في البيت إلى العالم، وفي السفر إلى نفسه. فالبيت ومترادفاته: المنزل والسكن والدار والمقام والمقر، وسواها، تومئ إلى السكينة والاستقرار والملاذ وهناءة البال،
الذين ذاقوا حلاوة الشهرة، احترقوا ببريق النجومية. والذين اختاروا التحليق في الفضاء العمومي، أهدروا لذة الحرية الشخصية.. لذة أن يغدو الكائن واحداً من الناس،
ما زالت الأديبة السورية غادة السمّان تحنّ إلى صورتها الأولى، يومَ كانت ميّادة الجمال والفتنة، وكاتبة شابة متحرّرة، تُشعل الحرائق في القلوب، وتختار الفرائس بدهاء أنثى جمعت المجد من طرفيه: الجمال والموهبة. وأعترف أنني واحد من الذين فتنوا وما
في الأزمنة الثقيلة، حيث الوقت ذو وطأة قاهرة، لا يكون أمام المرء سوى بضعة خيارات يمكنها إصابة هدف أو أكثر في مرمى الملل ومشتقاته التي يتفرّع منها الروتين.
كنا طلبة في السنة الأولى في كلية الآداب بالجامعة الأردنية، عندما أطلّ علينا أستاذنا الدكتور خالد الكركي ليهتف بنا بصوته المليء بالسحر والدهشة: «لا تكونوا ظلالاً للآخرين».
ما السعادة، وكيف الوصول إليها وما هي تمثّلاتها؟. أسئلة رافقت الوعي الإنساني منذ انبثاق فجره. ولم يزاحم تلك الأسئلة إلا سؤالُ الخلود الذي جعل جلجامش ينهمك في البحث عن عشبته المقدّسة.
يصحو من نومه بعد رقاد هانئ، ويتعوّذ من الشيطان الرجيم. يغتسل ويتهيأ لنهار سعيد، كما يُمنّي نفسه دائماً، فيعدّ إفطاراً متقشفاً يليق بكائن وحيد، ويشرع بعدها في تفقد أحوال العمل، وما التصق في مفكرته من أشغال مؤجلة. وما إن يفيء إلى هاتفه
عندما تُستحضر بيروت تنهمر الأغاني، ويرقّ قلب الشعر لمدينة مَن زارها ولم يقع في هواها فهو ليس عاشقاً، ولا مسّه جنُّ الشغف. بيروت الآن تئنّ، كما لم تئن من قبل، فالحرائق تندلع في دمها، وما من منزل في أحيائها إلا وذرف الدمع الساخن، وبلّل
الصمت الذي عقد لساني حينما أبلغني الصديق ياسر قبيلات بأنّ مغازي البدراوي قد «مات»، كان أمراً غير متوقع. فأنا لا أعرف الرجل شخصياً، ولم أقابله. كل رصيدي في التواصل معه مكالمة هاتفية، وبضع رسائل مقتضبة على «الواتس أب» وبالإيميل.وكان من بين
أشيحُ بوجهي عنكَ، وأنتَ أخي وابن ذاكرتي. أنكركَ وتنكرُني، وننسى ما بيننا من ضحكات ودموع. أمرّ بكَ بلا أيّة لهفة، وتصافحني بلا أيدٍ، ولا نلتقي حتى كغرباء. ربما أموتُ غداً، وربما تموتُ قبلي. ربما تذرفُ كلاماً منمّقاً فيه قليلٌ من الندم على
لو أن الكلمات الملتاعة التي نذرفها في رحيل الأصدقاء والأحبة، ادخرناها وتلوناها على مسامعهم، لزاد ذلك في أعمارهم، أو على الأقل لمضوا إلى نهاياتهم المحتومة هانئين. ولو أن التكريم الذي يلقاه المبدعون والفنانون والكتاب والمؤثرون، في أعقاب
في العادة، حينما يزورني أحد العمّال في البيت لإصلاح شيء، أقوم بملاطفته وإعداد كوب من الشاي له، وقد أقدّم له الحلوى أو الفاكهة إن كانت متوافرة، لأنني أحبّ البروليتاريا،
بينما كان (كوفيد 19) يحصد في الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من 128 ألف شخص، ويصيب أكثر من 2.6 مليون شخص، وفق إحصاءات الجمعة/ السبت، صُدم العالم باللافتات التي علّقتها متاجر أمريكية على مداخلها تفيد بمنع مَن يرتدون أقنعة طبية من الدخول
بمقدور المرء، وهو يتابع الأخبار المتسارعة عن «كوفيد 19»، أن يصل إلى تصوّر أولي، ولو ذهنياً، بأنّ مفتاح هزيمة هذا الفيروس هو التعايش. نعم التعايش حتى يتم إنتاج اللقاح المجرّب الفعّال الذي يحقن أجساد البشر بالمناعة.