تمضى الأيام بحلوها ومرها.. تغير دون أن تتغير .. تحول المستقبل المنتظر إلى حاضر نعيشه، ومن بعد إلى ماضٍ يبتلعه التاريخ في جوفه ولا يعود أبداً .. وكما انتظرنا المونديال عبر أربع سنوات مضت .. واستمتعنا به طيلة (30) يوماً مرت ..
لا يوجد فريق معصوم من الانكسار أو دائم الانتصار.. فالفوز والخسارة وجهان لكرة القدم.. وهناك يوم حلو وآخر مر.. وما حدث لبلجيكا أمام فرنسا في نصف نهائي المونديال،
خلال توقف المونديال أمس واليوم.. وفي ظل حصول الأربعة الكبار المؤهلين لنصف النهائي على فترة راحة قصيرة تسبق العاصفة.. توقفت مع نفسي عند المدربين.. وتذكرت مقولة الخبير الراحل عبده صالح الوحش «المدربون أنواع».. منهم من يقود فريقه.. ومنهم من ينقاد لفريقه..
شتان الفارق بين الدور الأول بجميع مبارياته وما يجري في الدور ثمن النهائي، ولو لم أتابع المونديال منذ بدايته لظننت أن ما مضى كان بطولة منفصلة عما يدور الآن، وإن المنتخبات الستة عشر التي بلغت هذا الدور كأنها غيرت جلدها فجأة،
كنتُ أودّ الحديث عن خروج المنتخبات العربية من الدور الأول لكأس العالم، وبالتحديد المنتخب المصري، لكني تراجعت وآثرت على نفسي ألّا أقلّب المواجع، وإن كنت أرى أن فوز الأخضر حفظ ماء وجه الكرة السعودية،
الفوز بهدفين لهدف واحد على السويد في الوقت القاتل وبعشرة لاعبين يرضي بكل تأكيد عشاق المنتخب الألماني الذين كانوا ينتظرون عرضاً كبيراً ونتيجة أكبر من حامل اللقب؛ كي يعوّض به سقوطه المخيف أمام المكسيك في بداية مشواره بالمجموعة السادسة..
صحيح أن المنتخب المصري فريق لا يشق له غبار على المستوى الأفريقي.. لكن الفرق بينه وبين السنغال غير المتوج أفريقيا كان شاسعاً وكبيراً أول من أمس في الورقة التكتيكية لكل فريق، والاختلاف الواضح بين خبرة وذكاء المدربين سواء كان «أليو سيسيه» المدير الفني للسنغاليين،