هناك علاقة وثيقة ومتبادلة بين الخيارات والوسائل، التي تستخدم لتحقيقها، هذا ما يعرفه كل متابع للشأن العام وتطور الأحداث، الصراعية منها والسلمية، وهذه العلاقة المهمة والحاسمة.
سواء كان حزب الله بلا دبابات أم صار بدبابات، وسواء كان بصواريخ أم ببنادق صيد، هذا لا يغير شيئاً من حقيقة أنه جهة معتدية، تشن حرباً ضد شعب لم يعتد على لبنانية أو لبناني، ولم يهدد أمن وسلامة شعب لبنان، بل كان طيلة التاريخ المعاصر منافحاً عن
هناك إجماع على أن أحداث سوريا هي أغرب ما عرفه العالم من كوارث وحروب، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لا يستثنى من ذلك الحروب المحلية والدولية التي شهدتها كوريا وفيتنام وأفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية، والحرب الأهلية الصينية التي استمرت
ليس دونالد ترامب رجل أعمال عادياً. إنه ثري عرف كيف يدير مشاريع متنوعة ويطورها من يوم لآخر، وحين قرر أن يعمل في السياسة، عرف كيف يصير رئيس أقوى دولة في العالم.
هناك علاقة وثيقة ومتبادلة بين الخيارات والوسائل التي تستخدم لتحقيقها. هذا ما يعرفه كل متابع للشأن العام وتطور الأحداث، الصراعية منها والسلمية. هذه العلاقة المهمة والحاسمة، لا تكون صحيحة دوماً وبالضرورة، إذ كثيراً ما تفشل الوسائل في ترجمة
ليس من السهل الإجابة عن هذا السؤال المحير، المتعلق بالمآل الذي ينتظر سوريا، ليس فقط لأن الأيدي التي تتلاعب بمصيرها أقوى بكثير من الأيدي التي تحاول حمايتها.
في الحديث الشهير الذي أدلى الرئيس باراك أوباما به قبل قرابة شهرين إلى الصحافي الأميركي جولدبرغ، وعبّر من خلاله عن الرؤية الفكرية التي حددت خياراته وأملت عليه قراراته ومواقفه، وردت جملة تقول بصيغة تساؤلية: ما هي أهمية سوريا بالنسبة لأميركا،
في وعي وتصريحات الرئيس الروسي بوتين الكثير من الشوق إلى الاتحاد السوفييتي، ومن الرغبة في استرجاع مكانته الدولية كند لأميركا وقوة عظمى لها انتشار ايديولوجي / عسكري عالمي، يغطي حضورها المباشر ونفوذها الكرة الأرضية، ومعسكراً من الدول التابعة.
في أحاديث الإعلاميين الموالين لحزب الله، يبدو وكأن وضعه كحزب عندهم لم يتغير بعد شنه عام ٢٠١٢ الحرب على الشعب السوري، وتحوله من مقاوم لإسرائيل إلى مقاتل للعرب.
في فهم كثير من السوريين العاملين في الشأن العام، هناك خلط يمحو الخط الفاصل بين الحل السياسي والحل الدبلوماسي، ويوهم أصحاب هذا الفهم المغلوط أن الحل الدبلوماسي
بدخول روسيا المباشر إلى سوريا تبدلت معطيات الصراع بتبدل احجام وقدرات المتصارعين، سواء على الطرف الرسمي والمقاوم، أو فيما يتعلق بنتائج انخراط الجيش الروسي في حرب ضد الثورة شرع يخوضها براً وبحراً وجواً، بعد أن فقد الثقة بقدرة جيش الأسد على
منذ العام الأول للثورة السورية، طورت بعض الاتجاهات المذهبية، نظرة رأت فيها صراعاً وجودياً بين أغلبية مظلومة، وأقلية ظالمة، يستحيل حسمه بغير السلاح، ولا محل فيه للسياسة، لكونها تقوم على التسويات والحلول الوسط، والتدرج المرحلي، ومن شأنها أن
يتخلق في أيامنا، ومنذ بعض الوقت، تطوران خطران يتمثل أحدهما في تحول عميق يصيب الموقف الدولي من الأسد ونظامه، انتقل معه من القول بحتمية رحيله عن السلطة إلى القبول ببقائه فيها خلال المرحلة الانتقالية. ويتمثل ثانيهما في التغير الخطر الذي أحدثه
يتزايد قبول التنظيمات العسكرية إسلامية المعتقد بالانتخابات كمحدد لمستقبل النظام والحكم في سوريا ما بعد الأسد. وتوافق هذه التنظيمات على ما طالبت به وثيقة "جنيف1" حول إقامة فضاء سياسي محايد يضمن إجراء انتخابات عامة ونزيهة، يتولى الحكم بعدها
الأصل في الدولة الحديثة، أن تدير شؤون مواطنيها بطرق رشيدة، تتسم بحسن التدبير وتنأى عن العنف. والأصل في المواطنة ألا يستخدم مواطن العنف في المجال العام لتحقيق مآربه أو مصالحه، لأن القانون وحده معني بتنظيمه باسم الإرادة العامة التي يعبر عنها
بعد تعهد الدول الغربية عامة وأميركا بصورة خاصة، ألا تتكرر مجازر رواندا، بدأت الدولة الأقوى عالمياً، برعاية مجموعة «رواندات» عربية / شرق أوسطية، تجمعت تدريجياً إلى أن تمركزت في سوريا، وحولتها إلى حقل اختبار جربت فيه سياسات متنوعة، تكاملت
للقمة التي عقدها قادة الخليج العربي مع رئيس أميركا في منتجع كامب ديفيد مكانة فائقة الأهمية في سياسات المنطقة المحلية والإقليمية والدولية، ومثلت لحظة انعطافية في تاريخها الحديث، بسبب طبيعة اللحظة التي ستتم فيها، ونوعية الصراعات التي
في تسعينات القرن الماضي صاغ مفكر أميركي نظرية علمية حول صعود وانهيار الإمبراطوريات، قال فيها: إنها تخضع لآلية قاتلة تعجز عن تجاوزها، تبدأ بتراكم قدر من القوة والثروة يسمح لها بطور من التوسع والارتقاء، يفضي بمرور الوقت إلى اتساع رقعة
اشترطت دمشق الرسمية لقبول الحوار مع أميركا أن تحترم واشنطن سيادة سوريا. ليس هذا الخبر نكتة أو مزحة رواها رجل غرق في دماء شعبه، بلغ حداً من السذاجة آمن معه بوجود نفر من بلهاء محتملين خارج نظامه، يجهلون أنه لا يحق لمن يدمر بلاده ودولتها
لا أعرف سورياً واحداً لا يبحث عن بديل لوضعه الخاص والوضع العام. ولا أعرف سورياً واحداً يشعر بالرضا عن ما فعله أو يفعله. وليس بين من التقيهم من لا يعرف بكل تفصيل ما يحب فعله للخروج من حال العسر، التي يعيشها الجميع على الصعيدين الشخصي
تسود فكرة مسبقة وواسعة الانتشار عن الثورة السورية ترى فيها «طوائف تتقاتل». هذه الصورة تنقلها وسائل الإعلام عن صورة كاذبة روج لها النظام منذ بدء التمرد السياسي والعسكري الكبير ضده، جعلت من ثورة الحرية ضد الطغيان مشروع اقتتال طائفي. هل يتفق
بالرهان على الخارج، ارتبط مصير الائتلاف وأسلوبه في خدمة القضية الوطنية بخيارات وسياسات ومصالح من راهن عليها من دول، تجاهل أنها تعلي مصالحها على أي شيء سواها، فلا عجب إن تناقصت قدرته على التأثير في سياساتها، وتعاظم عجزه عن إقناعها باحترام
لم يثر استغرابي في السنوات الأخيرة أي شيء قدر ما أثار استغرابي مصطلح «الصحوة»، الذي تم تداوله في ساحة اللغو السياسي العربي. ومع أنني أحاول تلمس مظاهر هذه الصحوة ومرتسماتها الواقعية على الأرض وفي وعي البشر، فإنني لم أنجح إلى اليوم في العثور
في الثورة السورية، أو ما بقي منها، غالباً ما يستخدم مصطلحا الداخل والخارج بمعنى جغرافي شديد السطحية، تترتب عليه نتائج سياسية سطحية بدورها، فالداخل في الفهم الشائع هو كل ما يوجد في سوريا، والخارج هو العكس. ولأن هذا النمط من الفهم يفصل
بدأت الثورة السورية بحراك سلمي ومعتدل، ولم تطلب شيئاً غير إصلاح يقوده أهل السلطة عموماً وبشار الأسد شخصياً، لاعتقاد السوريين أنه إصلاحي كبحه الفاسدون من أهل السلطة، وأن ثورتهم ضد هؤلاء ستحرره وتجلبه إلى صفهم. وقد كان واضحا منذ بداية الثورة
لم أومن لحظة واحدة بالفكرة الشائعة، التي ترى أن أميركا أخطأت في مواقفها من المشكلة السورية. وقد كررت دوما أن ما فعلته واشنطن لم يكن خطأ، بل كان السياسة التي تخدم مصالحها الاستراتيجية ومصالح إسرائيل التاريخية، ما بعد الاستراتيجية. ومن يقارن
بعد أن توصل متفاوضون من وحي الوعر إلى هدنة مع النظام تلزمه بوقف قصفه لأخر موقع يتجمع فيه سكان مدينة حمص المنكوبة، الذين قارب عددهم في الحي ثلاثمائة الف مواطن، انهالت القنابل والصواريخ بصورة مفاجئة على المحاصرين، بعد أن كانوا قد استبشروا