جاءت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، لدول الربيع العربي خلال الأسبوع الثاني من الشهر الحالي، لكي تفجر قضايا لم يكن يتوقعها الكثيرون من المحتفين بزيارته للمنطقة.
يردد الليبيون جملة أو شعرا يقول: من ليبيا يأتي عجيب أو غريب. والبعض منهم ينسبه إلى المؤرخ الإغريقي هيرودتس، وقد يكون ذلك صحيحا، فقد كانت السلع والمنتوجات الإفريقية الغريبة على اليونان والغرب تصدّر عن طريق ليبيا.
يعود العيد هذا العام على أغلب الشعوب العربية بالكثير الجديد والمثير، ما عدا الشعب السوداني الذي لا تزال نخبته ممسكة بجلباب المتنبي وتسأل العيد، قلقة معه
تواترت الأنباء من السودان خلال فترة قصيرة، تخبر العالم عن قتال ونزوح جديدين في البلد الذي يبدو وكأنه يرفض السلام والاستقرار، بينما العالم ينتظر قرب نهاية اتفاقية السلام الشامل دون عدائيات، رغم النتيجة الصعبة التي انتهت إليها: الانفصال. فهل
هذا عنوان لكتاب قديم ولكنه هام ومؤثر، أصدره الشيخ خالد محمد خالد في مطلع خمسينيات القرن العشرين، مع نهايات الحكم الملكي في مصر. وكان الكتاب قد أحدث صدى قويا، وأظن أن شعار الثورة المصرية: «ارفع رأسك يا أخي» جاء متأثرا بمضمون الكتاب، إذ تكاد
برزت أزمة أبيي مرة أخرى إلى السطح، وهذه المرة بطريقة أشد تفجرا وخطورة. وجاءت الأحداث والبلاد على بعد أيام قليلة من استحقاق تاريخي كبير، هو قيام دولة مستقلة في جنوب السودان.
يعيش النظام السوداني سلسلة ودوامة من الأزمات، يظن المراقبون أن كل واحدة منها كفيلة بإسقاط أي نظام في الظروف العادية، ولكن النظام يتجاوز كل التوقعات والتحليلات، بل يبدو وكأن الأزمات
انتابني شعور عميق بالألم والخيبة معا، حين نزل الدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المصري السابق وأستاذ القانون الدستوري في الجامعات المصرية، من عربة الترحيلات الآتية من سجن طرّة للنيابة العامة، لمواصلة التحقيق معه في قضايا متعلقة
طرحت الانتفاضات الشعبية العربية قضايا دور الدين في السياسة والحياة العامة والحزبية والحكم والتشريع. فقد مثلت هذه الانتفاضات عودة قوية لما درج على تسميته في العقود الأخيرة بالإسلام السياسي، وعاد النقاش الذي خمد لفترة، بالذات في مصر وتونس،
يعاني العقل السياسي السوداني، بشقيه الحاكم والمعارض، من علل وأزمات متجذرة هي السبب الحقيقي للأزمة السودانية المزمنة. ومن أهم مظاهر خلل هذا العقل السياسي، فقدان الجدية مصحوبة بسوء تحديد وتقدير الأولويات. وهذه خصال تلتقي فيها القيادات العليا
من البدهي القول إن اكتمال أي ثورة يتم من خلال مرحلتين، تتمثل الأولى في هدم النظام القديم، كما أسمته لنا الثورة الفرنسية. والثانية في بناء أو تأسيس الجديد أو البديل. وغالبا ما يرى الكثيرون أن المرحلة الثانية هي الأصعب والأكثر تعقيدا، ولكن
كانت الجمعة الماضية الحادي عشر من مارس 2011، يوما أوروبيا أو غربيا بامتياز. فقد تعددت اجتماعات مجلس قمة الاتحاد الأوروبي ووزراء الخارجية والناتو، وكانت «بروكسل» مشهدا أنيقا لقادة العالم الأغنياء، فقد وصلت الأزمة هذه المرة الشاطئ الجنوبي
يغمرني الفرح، خاصة بعد نشرات الأخبار التي تحتل أنباء المظاهرات العربية فيها، كل النشرة دون أن يتخللها خبر آخر، وليس مجرد الفرح بل الفخر وأحيانا الزهو، لأن المرء ينتمي لهذا الشعب الذي لا يرضى بغير الحرية بديلا. ولكن لقد تعودنا على إثارة
أصيب السودانيون عموماً ـــ حكومة ومعارضة وشعبا ـــ بصدمة ودهشة وحيرة، بسبب الأحداث المتسارعة الأخيرة داخليا وإقليميا، إذ لم يكن السودانيون يتوقعون هذا الزلزال الكاسح. ولقد كان كل الذي حدث، سواء في الجنوب أو في المنطقة العربية، بمثابة
وجد الناس جميعهم أنفسهم في حيرة من تطورات الأحداث السياسية في العالم العربي، خاصة ما يسمون بالمفكرين والمحللين والمختصين والخبراء الاستراتيجيين. فهذه الفئة التي نعتمد عليها في فهم الواقع السياسي واستشراف المستقبلات والبدائل والممكنات،
أبدأ اليوم سعيدا فرحا، لأنه فجر جديد نحو المزيد من الحرية والعدالة. وهذا أمر مثير للسعادة والفرح، لو حدث في أي مكان في العالم، حتى ولو كان في فيجي أو في المارتنيك، فما بالك وهو في مصر وأن تكون حاضرا للحدث؟ ولكن لا أدري لماذا هذا التلازم
كنت سعيد الحظ حين حضرت إلى القاهرة قبل أيام قليلة من اندلاع انتفاضة يناير، وهذه هي مصر التي في خاطري. فانا أحشر نفسي ضمن العشاق المتيمين لهذه البلاد العظيمة، لذلك كان اهتمامي بمتابعة الأحداث عظيما. فالتحول في مصر ليس حدثا محليا بل زلزالا
أكمل الشعب التونسي العظيم المهمة الأولى لثورته المجيدة، كما يجب أن تكون الثورات الناجحة. فقد كان هروب الطاغية كرمز للحكم الفردي التسلطي، بلا مقاومة تذكر، حدثا كبيرا ومكسبا للجماهير، وإعلانا بأن فعل هدم النظام القديم قد انطلق. من المعلوم أن
استهواني في الفترة الأخيرة مفهوم الأمنوقراطية، لأنه أزال حيرتي في توصيف كثير من النظم السياسية العربية. فقد استعصى على تحليل وتصنيف أغلب النظم العربية، خاصة بعد أن تراجعت نسبياً عن الاعتماد الكامل على التعذيب ونوّعت في وسائل القمع. وكتبت
أخيراً ختمت النخبتان ـ الشمالية والجنوبية ـ في السودان، دورة فشلهما المتوقع والمستحق بالانفصال. ولكنهما افتقدتا شجاعة الاعتراف بالمسؤولية، وأقبلتا على بعضهما البعض تتلاومان. ومن المفترض أن يقوم كل طرف بنقد ذاتي، وهنا تدخل الأحزاب المعارضة
أزعم باستمرار وجود خصام، بل عداوة عميقة بين بعض العرب والمسلمين، وبين المستقبل والفرح، وهناك صلة وثيقة تربط بينهما. ولا أذهب بعيداً في هذه الفرضية، فها نحن نستهل العام الجديد بانفجار وعمل إرهابي خسيس، في مدينة الإسكندرية الوديعة. وبالتأكيد
فجّر الرئيس السوداني عمر البشير صدمة للكثيرين في مدينة القضارف الأسبوع الفائت، حين أعلن «إلغاء» تعددية السودان، بخطاب جماهيري قد يتحول إلى قرار جمهوري. وقد اندهش كثيرون، واستاء كثيرون أيضاً، رغم أن الحديث لا يثير الدهشة ولا الاستياء لدى
يعيش السودان حيرة مربكة لا يحسد عليها، إذ يطرح عليه كثير من الأسئلة، وقبل أن تكتمل الأجوبة ينتقل الناس إلى أسئلة أخرى جديدة. ففي الأيام القليلة الماضية، شغل الدنيا شريط فيديو جلد الفتاة، ثم كان الإعلان رسميا عن حتمية الانفصال، فالمقايضة