في مئوية زايد الغائب الحاضر

ت + ت - الحجم الطبيعي

مَن ذا الذي إن مات قام مُجَـــدَّدا

ليعيشَ ثانية كما رجْعِ الصدى ؟

مَن ذا الذي تبكيه كلُّ طوائف

مِن بعده ما بات جفنٌ مُغمـَدا

مَن مثل زايد كان ملءَ زمـــــانه

واليوم بعد الموت أصبح أزْيدا ؟

هو زايدٌ هو قائد هو رائد

قمِنٌ هو في شعبه أن يَخـْلدا

تالله ما مات الذي زرع الفـَضا

ئل حوله ومضى لينشرَ سـُؤددا

والمرؤ بالإخلاص يبني دولـَة

وبجـُوده في القوم يَحيى سيـّدا

 

أيموتُ مَنْ حـصدَ المدائحَ والثـنا

أيموتُ مَنْ لله كان مُمَجــِّدا ؟

لا والذي خلق السماءَ من الضيا

يبقى صـَداه مدى الحياة مُردَّدا

رحل الجوادُ نعَم فمَن لي بعدَه

أخليفة أم من أراه محمـّدا ؟

بو خالدٍ وهو الشبيهُ لزايد

أكرِمْ به هو بالشموخ تفرّدا

أبناءُ زايد كلّهم ساداتنا

لكنَّ زايدَ في الندى بلغ المــَـــــدى

هو بالهُدى هو بالنَدى دفع الرّدى

لسماحةٍ هو كان حقا مَرفـَدا

 

كانت إماراتٌ تعيش بداوةً

شبَحُ المنـايا في الحياة تجسّدا

لا ماءَ لا عِمران لا دُورَ العِلا

ج وكان هذا الخِصبُ بابا مُؤصـَــدا

خيَمٌ وعُرشان هناك تناثرت

فأتى وعَمّـــَر قفرَ أرض بالنـَدى

 

هَيه المَدارس والمَشافي والمَسا

جِد حيث بات الناسُ فيها سُجـّـــدا

ساوى نساءً بالرجال ولم ُيفـَــر

رقْ بين مَن في السهل أو مَن أنجـَــدا

أضفى على وَجه الحياة نضارة

وغدا بشُكر كالهـَزار مُغرّدا

والله يُعطي الشاكرين بشُكرهِم

ما ليس يُعطي مَن يعيشُ لِيجحَدا

 

سَل إن أردتَ «السِلعَ» سل «بَينونة»

سل درب «خُورفكّان» كيف تمَهّدا ؟

والأرض قد كُسيت بغاباتٍ فــ«زا

يدُ» كان قد ضرب التمدّنَ مَوعــدا

فغدا وفجّرَ في المَوات يَنابعًا

قالوا له لا ماءَ لكنْ فنـَّدا

في أرض «ظَفرة» كان بدءُ تجارب

مِن بعدها نبعُ المياه تعدَّدا

فا خضرّت الدنيا بفِطنة زايد

في ظلّ توحيدٍ أسَرَّ وأسعَدا

 

الله أكبر إنه الإيمانُ ما

خاب الذي بالله فاخرَ واهتدى

كم أنجبَت«ياسيَّةٌ»من أنجـُم

لكنّ زايدَ كان فيهم «فرقـَدا»

سَلْ إن أردتَ مُشرّقاً ومـُغرّبا

عن فضله سَل أصدقاءَك والعدا

لترى الذي قد قلتُ عينَ حقيقةٍ

لترى الذي بـَهَرَ الخلائقَ واحدا

هـُو زايـدٌ وغداً سُيذْكرُ زايدٌ

ربَّاه فارحـَمْ يوم حَشر زايدا

 

Email