خصص الخميس من كل أسبوع لاستقبال المراجعين في عيادته

طبيب مواطن يقدم خدمات علاجية مجانية

■ إبراهيم كلداري

ت + ت - الحجم الطبيعي

عندما نتمعن في مفهوم الخير، نجده فضفاضاً، زئبقياً، سماء عالية، تظلل تحتها أشكالاً كثيرة منه تصعب الإحاطة أو الإمساك بها، لأن أي فعل، أو قول، أو مشروع، نتقرب به إلى الله ابتغاء رضوانه وشكره، يعتبر عمل خير، بصرف النظر عن قيمته أو صورته، أو طريقة تقديمه، حيث إن لكل إنسان طريقته الخاصة للوصول إلى الخير والأجر والثواب، وجلب السعادة والراحة للآخرين، فمن الناس الأناني، الذي يرى السعادة في نفسه فقط، ولا يحب الخير إلا لنفسه، ومنهم من لا يشعر بالرضا عن النفس، أو وراحة البال والطمأنينة إلا إذا قدم لرب السماء من خلال إعانة أهل الأرض في حاجاتهم المختلفة، وهذا من شيم الأخيار ونبلاء الأخلاق مثل الدكتور إبراهيم كلداري أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية في جامعة الإمارات، الذي أعلن عن مبادرة إنسانية تكافلية لدعم «عام الخير»، يقدم بموجبها خدمات علاجية واستشارية مجانية في عيادته الخاصة يوم الخميس من كل أسبوع على مدار العام.

استجابة

وتتزامن مبادرة الدكتور كلداري، التي تجسد الأخلاق العالية، والقيمَ الأصيلة لأبناء الدولة المتمسكين بنهج «زايد الخير والعطاء»، مع قرار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعلان عام 2017 عاماً للخير والتطوع وخدمة البلاد والعباد، وهي استجابة لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام الخير بتعزيز المسؤولية المجتمعية لمؤسسات القطاع الخاص، وكذا غرس هذه القيمة في نفوس الأفراد لا سيما الشباب منهم تجاه دينهم ووطنهم وإنسانيتهم.

وأوضح الدكتور كلداري لـ«البيان» أنه ابتداء من الخميس المقبل سيعاين المرضى المراجعين في عيادته الخاصة الكائنة بالقرب من «مول الإمارات» من دون مقابل، وسيقدم لهم علاجات واستشارات جلدية وتجميلية من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة والنصف مساء، دعماً لمبادرة عام الخير، مؤكداً أن عطاء أبناء الدولة المواطنين منهم والمقيمين، صفة ملازمة لهم ليس في هذا العام فقط، وإنما منذ عهد الآباء المؤسسين، الذين كانوا خير سلف في هذا الجانب، ونماذج مضيئة في الارتقاء بالقيم الإنسانية وترسيخ مفاهيم التكافل والتلاحم والمحبة والتعاون والتعايش.

رد الجميل

وأضاف المتحدث نفسه، الذي كان من أوائل المواطنين، الذين افتتحوا عيادات خاصة في القطاع الخاص قبل نحو 30 عاما: «عندما نتحدث عن عمل الخير فإن رضا لله سبحانه وتعالى، وشكره على نعمه، التي أنعمها علينا يأتيان في مقدمة أهداف الإنسان المؤمن، إلى جانب تقديم الشكر ورد الجميل ولو بالقليل، إلى قيادتنا الرشيدة، التي قدمت لأبنائها الكثير حتى عاشوا بأمن وأمان واستقرار، وأكملوا مسيرتهم التعليمية وتخرجوا بشهادات عليا اشتغلوا بها ،وأضحت مصدر رزق لهم، ناهيك عن أن عمل الخير يسهم في تأصيل قيم المحبة والتكافل والتماسك بين أفراد المجتمع، وخلق الأمن الاجتماعي والاقتصادي، انطلاقاً من تعاليم وتوجيهات ديننا الحنيف، الذي حث وما برح يحث على عمل الخير وتقديم الصدقات والمساعدات للآخرين، فالمسلم دائماً يشعر بمصاب أخيه ويسارع في مساعدته دون سؤال، حتى يعم الخير الجميع، وتغيب كل مظاهر وأشكال الكراهية والشحناء والحسد، وديننا لم يُركز على العبادات فحسب؛ بل أفردَ للمعاملات اهتماماً بالغاً، وجعل مساعدة الآخرين من أجلِّ وأعظم الأعمال.

ولفت أستاذ واستشاري الأمراض الجلدية في جامعات الإمارات، إلى أن بإمكانه علاج نحو 50 شخصاً في يوم العلاج المجاني، وأنه من ضمن الاستشارات، التي سيقدمها الاستشارات التجميلية.

Email