جنودنا البواسل ضربوا أروع الأمثلة في التضحية

أمهات الشهداء: الوطنية غرس أثمر الشهادة

Ⅶ الشهيد سليمان البلوشي وأمه وابنه

ت + ت - الحجم الطبيعي

«فخورون باستشهاد ابننا في ميدان الشرف والكرامة»، كلمات لطالما مرت عانقت أسماعنا وهي تتكرر من أسر وذوي شهداء الواجب، فرغم مرارة الفقد ولوعة الرحيل..

إلا أن ذويهم يتلقون خبر الاستشهاد بكل إيمان واحتساب، بمشاعرهم مملوءة دوماً بالفخر والاعتزاز؛ حيث أكدت أمهات الشهداء في رأس الخيمة أن من يتربى على محبة الوطن يتمسك بوطنيته ويأبى أن يفرط بذرة من ترابه ولا يساوم عليه، ويكون مستعداً لتقديم أغلى ما يملك من أجل الحفاظ على وطنه وإبقاء رايته خفاقة عالية ترفرف في سمائه.

ربيناهم كما تربينا

عائشة سليمان والدة الشهيد سليمان جاسم البلوشي بدأت حديثها عن فلذة كبدها بكل عزيمة وثبات؛ وقالت: ضرب الشهيد أروع الأمثلة في التضحية والفداء في الدفاع عن الوطن، من خلال إصراره على الالتحاق برفاقه رغم عدم وجود اسمه بين لائحة أسماء الجنود الذين سيذهبون إلى اليمن..

لقد ربينا أولادنا كما تربينا على محبة الوطن والتضحية من أجله وسنبقى ندافع عنه ما أوتينا من قوة وكلنا مشاريع شهادة من أجل الوطن، مؤكدة أنه منذ كان صغيراً يعشق المهارات العسكرية وكل ما يتعلق بها كالانضباط في سلوكه وكان يردد دائماً بأنه سيلتحق بالجيش ما يخالف التوقعات إذا ما قورن بأشقائه.

ونحن نفتخر بشهادة «سليمان» وإن كان الفراق صعباً، إلا أن شهادته كما أرادها يوماً وسام عز نعلقه على صدورنا فقد أدى واجبه الوطني على أكمل وجه وأبدى شجاعة وبسالة لا مثيل لها في الدفاع عن وطنه حتى آخر رمق في حياته واستشهد.

تعلق بالعسكرية

وعبرت الوالدة سلامة ماجد سعيد عن فخرها واعتزازها بشهادة ابنها، مؤكدة أن الشهيد «محمد سعيد الخاطري» كان إنسانا خلوقاً يحب كل الناس ومحبوباً من قبل كل من عرفه، معددة صفاته الحميدة في الصدق والأمانة والإخلاص والشجاعة، وحرصه الدائم على الاجتماع بأفراد الأسرة ومجالستهم، كما أنه قد أدى الأمانة بكل شرف وإخلاص.

وستبقى شهادته مبعث فخر واعتزاز لنا، مشيرة إلى أنه بالطبع ترك فراغاً كبيراً في حياتنا إلا أن عزاءنا الوحيد أنه قضى شهيداً في سبيل عزة وطننا.‏‏ لافتة إلى أن الشهادة في حماية الوطن شرف لجميع أبناء العائلة، فكلنا فداء للدين والوطن، وسنقدم كل ما نملك لحمايتهما.

حرب الخليج

وقالت: يكفي أن اسمه جاء تيمناً باسم والدها البطل في زمن البطولات والشجاعة بين القبائل، مؤكدة أنه استقى منها رباطة الجأش والقوة، حيث إنها ربت أبناءها على الاعتداد بأنفسهم وصون كرامتهم والانشغال بحياتهم بعيداً عن إيذاء الناس؛ لافتة إلى تعلقه الشديد بالجيش منذ نعومة أظفاره، وحين كان في عمر السبع سنوات، كان يأتي إليها ويخبرها أنه يريد الانضمام إلى الجيش..

وكان قد استغل فرصة التطوع إلى التدريبات العسكرية لمدة شهرين للمشاركة في حرب الخليج عام 1990 رغم صغر سنه، وهي لم تحجبه عن الذهاب وخصوصاً وأنه كان يخبرها بأنه يريد أن يكون مثل جده في القوة والشجاعة، ولفضوله وحماسته الشديدة قرر ترك دراسته من الصف الثاني الإعدادي، وخلال عام انضم رسمياً إلى القوات المسلحة، كان ذلك عام 1991.

نشيد الوطن

أمضى الشهيد سعود محمد صالح السعيد مسيره الأخير مردداً نشيد الوطن: «سنفدي حدودك بأولادنا.. ونروي ترابك قطرات دم.. يعيش اتحاد إماراتنا.. نموت ويحيا شموخ العلم». هذا ما أشعر والدته موزة علي المزروعي بالفخر والغبطة على نيله الشهادة..

حيث عدت ابنها وفلذة كبدها بطلاً من أبطال هذا الوطن، مُستذكرةً موقفه البطولي بفخر وعزة وشرف، مُشيرةً إلى أنَّها حزنت كثيراً على فقده عندما استشهد، بيد أن ما يعزيها أنَّه استشهد في ميدان الشرف والبطولة مدافعاً عن دينه ووطنه. وهذا ما توقعته منه فدائماً يخبرها أن واجبه وحبه لهذا البلد والحرص على حماية قيادته وشعبه يحتم عليه ذلك..

فإذا لم يفعل وهو من عاهد الله ثم الوطن ورئيس الدولة كحام للوطن من سيفعل؟ منوهاً لها دائماً تعلم منها حب الوطن وتحمل المسؤولية والالتزام والإخلاص في العمل والدفاع عن الحق في أي مكان. وختمت موزة المزروعي حديثها: «كلنا فداء الوطن وكل ما فيه، وأؤكد هنا على أن استشهاد ابني في أرض المعركة عمل بطولي مشرف، كما أنَّ خدمة ولاة الأمر شرف لكل مواطن».

استشهاده وسام

أشارت والدة الشهيد عبيد سعيد راشد المزروعي، كليثم راشد سعيد صبي، إلى أنها فرحت مرتين، الأولى كانت عند التحاق ابنها بالقوات المسلحة رغم صغر سنه، جارياً وراء حلمه بأن يكون ضابطاً كبيراً في الجيش مدافعاً عن أرض الوطن وثغوره ضد كل من تسول له نفسه المساس بأمن الوطن.

وهذا ما كان يثبته يومياً في الارتقاء من نفسه عبر الالتحاق بالدورات والمهمات القيادية، أما الثانية فكانت عند وصول خبر استشهاده، مؤكدة على أن من بلغها عن ولدها وما قام به في مهمته العسكرية في اليمن زادها فخراً، وأضافت أن ذلك كان لأنه استشهد وهو يدافع عن أغلى ما يملكه الإنسان، مشيرة إلى أن استشهاد ابنها سيظل وسام فخر على صدرها وسيبقى للأبد.

 

 

Email