عادل الشحي.. لبى نداء الوطن وفاز بالشهادة

ت + ت - الحجم الطبيعي

محب للحياة وصديق للكبير والصغير، هكذا يتذكر أهل وأصدقاء الشهيد عادل صالح الشحي، الذي خلف روحه المرحة، وذكراه الطيبة في نفوس كل من عرفه، فابتسامة عادل ورغبته في نشر السعادة والفرح في كل مكان يتواجد فيه، نجحت في أن تترك جيشاً من المحبين الذين ترتسم ابتسامتهم، رغم ألم الفراق، ما إن يذكر اسم «عدول» كما كانوا ينادونه.

ولد الشهيد عادل صالح عبد الله يحيى شلنق الشحي في ـ13/12/1981م في منطقة الجولان برأس الخيمة، الذكر الخامس، لعائلة مكونة من عشرة أشقاء وشقيقات «هدى ومنيرة وعدنان وعمر ويحيى وزلفى وعبد الله وعادل ومريم وعائشة»، ربطته علاقة قوية بهم، ولكن ليس أكثر من العلاقة التي ربطته بوالدته فاطمة إبراهيم خميس محمد الشحي، التي أحبها حباً لم يفرقه سوى وفاتها بمرض عضال في بداية السنوات العشرين من عمر عادل، الذي خلد عشقه لها بعشق آخر هو عشق الأبوة في ابنته فاطمة، التي كتب لها أن تتربى على ذكرى والد لن تتذكر ملامحه يوماً سوى من ذكرى الآخرين عنه.

وفاء

عاش عادل حياة مليئة بالسعادة في منطقة المعيريض، حيث المنزل الذي ولد فيه، وولدت ابنته أيضاً، ارتاد روضة المعمورة، ومن ثم مدرسة المعيريض ومدرسة آل ياسر، ليتركها ويتجه إلى العمل في الحرس الأميري برأس الخيمة، وعرف طوال هذه السنوات بروحه الجميلة وحبه للضحك والفرح مع كل من أحاط به خاصة الأصدقاء، ومن أبرزهم فيصل النقبي وفيصل الزعابي وأحمد سالمين وأحمد محمد رباع وسيف المزروعي.

ربطت عادل علاقة حميمة مع كل من أحاط به من أشقاء وشقيقات وأبنائهم وعائلته وزوجته خديجة عبيد راشد الحسوني العيان، وبالتأكيد ابنته الصغيرة فاطمة، التي جاءت بعد انتظار أربع سنوات من لهفة اللقاء، فأعادت تحويل وتشكيل حياته، التي أصبحت أكثر مسؤولية وأكثر حسباناً كي تتربى فاطمة، وفق مبادئ تؤهلها لأن تكون مفخرة والدها، ومن قبله مفخرة الوطن، بكثير من الحب والدلال المحسوب، ففاطمة الغالية مدللة الجميع فهي ابنة الشقيق الصغير الأحب إلى قلوب شقيقاته اللواتي تولين رعايته مع والدتهن، وبعد وفاتها أيضاً.

بطولة

ويستذكر شقيقه يحيى الشحي العلاقة الوطيدة، التي ربطت الشهيد عادل بهم بشكل عام وبشكل خاص الأطفال في العائلة، الذين كانوا ينتظرون حضوره بكل شوق وفرح وذلك لقربه الكبير منهم، فعادل فعلياً كان طفلاً في جسد رجل، حتى إن ابنه الكبير عبد الله كان عمه عادل مثاله الكبير، والأول في الحياة، بسبب اهتمام الشهيد عادل به ،وحرصه على متابعة أموره في كل تفاصيله أكثر مني أنا والده، لذلك فقد تعهدت أن أرعى ابنته الوحيدة فاطمة، كما رعى ابني طوال سنوات من دون كلل أو ملل أو استياء.

تقول منيرة الشحي شقيقة الشهيد عادل، إنه كان مستعداً تماماً للشهادة ومستشعراً قربها حتى قبل توجهه إلى اليمن، حيث لقي ربه أثناء أداء واجبه العسكري مع قوات التحالف الخليجي في مأرب، فخلال الرحلة الأخيرة التي جمعتهما معاً مع زوجته وابنته الصغيرة فاطمة عبر لها عن رغبته بالشهادة في سبيل الله، ليحظى بهذا الشرف الكبير، فما كان منها إلا أن قالت له، إذا أردتها فعلاً فسوف تنال شرف الحصول عليها، وكان فعلاً أن توج بها وتوجنا معه بخير شفاعته لنا، وشرف أن يقال لنا أشقاء الشهيد.

Email