الشهيد راشد علي الشحي.. بطولة وشجاعة منذ الصغر

ت + ت - الحجم الطبيعي

من أعالي جبال دبا الشامخة، ومن تلك القمم التي تعانق السحاب جاء شهيدنا راشد علي سعيد اليديدي الشحي الذي ولد في الأول من يناير للعام 1971 بمنطقة الوعب، هو الابن الثالث لعلي سعيد الشحي وآمنة عليوه الشحي من بين ثلاثة أشقاء وشقيقة واحدة، فضلاً عن 4 شقيقات من والديه كلاهما. كان الشهيد رجلاً لا كالرجال وهمة لا كالهمم، له نفسٌ تحل به الروابي. يعرف بين أسرته وأقاربه وأصدقائه بالروح الدافئة التي تمنح الأمن والأمان لكل من يعرفها والوفاء، فهو يلقب بنصير الفقراء واليتامى وارثاً ذلك من والده الذي كان معروفا ومن أعيان قبيلة بن جديد ويعد واحداً من أوائل المؤسسين لفرقة الشحوح الحربية، كان بارا بوالديه الذي كان يواصلهما في حياتهما ويرعاهما في مرضهما حتى انتقلا إلى الرفيق الأعلى.

حزم وشدة

وعن حياة الشهيد، يقول سعيد الشقيق الأكبر للشهيد «نحتسب راشد عند الله شهيداً للواجب والوطن، فقد تربينا في وسط أسرة ممتدة تجمع الأجداد والأعمام والعمات والأخوال والخالات وأبناءهم، وكان من صغره بطلاً شجاعاً لا يعتدي على أحد، وكان يضرب به المثل في كل شيء حميد. ولطالما كنا مقربين من بعضنا البعض، كما أن شقيقي راشد معروفا عنه أنه شقيق وابن الجميع وليس أسرته فقط، فهو يهتم بكل من يطلبه أو يحتاجه، ولا يرد طالبا وإن أساء إليه، كان يتصف بالحزم والشدة وفي الوقت ذاته باللين والعطف. فهو إنسان حرفي بمعنى الكلمة ويعشق الأرض وكل ما يرتبط بالطبيعة التي تربينا بين أحضانها»، وبين أن لشقيقه الكثير من المآثر والأقوال التي لا يزال يسمعها في أذنيه، فدائما ما يقول في حب الوطن والأرض التي يعيش فيها «من لا يضحي لا يعيش سعيداً».

ولاء

وأضاف «شقيقي كان يتمتع بحسه العالي وحبه الشديد لوطنه وقيادته ويتميز بالشجاعة والصبر والحكمة، وخير دليل على ذلك مشاركته الفعالة في أفغانستان وفي حفظ السلام في مهمات عسكرية سابقة في عدة دول. مبينا أن مواقف قيادتنا تجاوزت حدود تقديم الخدمات، لتشعرنا مواقفها الإنسانية النبيلة في كل مناسبة بتقدير وتثمين لتلك التضحية».

شرف عظيم

أكد حمد ابن الشهيد راشد قائلاً بأنه شرف عظيم أن نال والده الشهادة وهو في خدمة الواجب الوطني كما كان يتمنى دائما ويقول بأنه أفضل من الموت على قارعة الطريق في حادث مأساوي، حيث إنه كان لا يقطع فرضا، وأن لأخلاقه الحميدة والنبيلة صيتا منتشرا بين كل من يعرفه ومن لا يعرفه، ويعرف بكرمه وحسن خلقه وطيبته.

Email