ضاحي خلفان: أعمال الخير تشمل جميع أيام السنة

الشفافية والصراحة هما اللغتان التي طالما يتحدث بهما، بالرغم من أن رجل الأمن عادة يتحفظ في الحديث إلى وسائل الإعلام، خصوصاً في قضايا ربما يعتبرها البعض ليست من صميم عمله أو حتى عن حياته الشخصية، إلا أن الوضع مع معالي الفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، مختلف تماماً، وإجراء اللقاءات الصحفية مع هذه الشخصية الأمنية يجعل للحوار مذاقا آخر.

لم يرفض سؤالاً طرح عليه، ولم يتلعثم في إجابة قالها، حتى بات اسمه يتردد ليس على المستوى الخليجي أو العربي، بل على المستوى الدولي، وأضحى معالي الفريق ضاحي خلفان الشخصية الأمنية الأولى التي استقطبت اهتماما عالميا.

احترام وتقدير

مخلص في عمله إلى أبعد الحدود، محافظ على الأمانة التي يحملها بكل ما أوتي من قوة، متواضع في تعامله مع الجميع إلى حدٍّ يجعلك تقف له احتراماً وتقديراً على هذا الخلق الكريم، فالحديث مع شخصية مثل هذا الرجل تشعرك بالأريحية خلال الحوار.

بدأ معالي الفريق حواره مع «البيان» بتهنئة الأمتين العربية والإسلامية بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، كما قدم التهنئة إلى صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ورعاه، وإلى أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وإخوانهما حكام الإمارات، داعيًا المولى عز وجل أن يعيده على الأمة العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.

ويبدأ معالي الفريق تميم يومه في رمضان مثل باقي أيام السنة بصلاة الفجر، ثم يعقبها بغفوة بسيطة، يستعيد فيها نشاطه ويستجمع قوته، ثم يذهب إلى عمله الذي يقدسه كثيرا مؤكدا أنه لا يوجد شيء مقلق أو مزعج أمنيا في الإمارات ولله الحمد.

عبادة

رمضان بالنسبة للفريق ضاحي شهر عبادة بامتياز، حيث يعود بعد انتهاء عمله إلى منزله ليؤدي صلاة الظهر ثم يبدأ تلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، حتى يحين وقت صلاة العصر فيؤديها، ليتأهب إلى هوايته التي يعشقها كثيرا، ألا وهي التسوق وشراء احتياجات المنزل بنفسه من السوق و«الهايبر ماركت» بعد أن يسأل أهله عن احتياجاتهم، يقضي حياته ببساطة شديدة كأب وزوج بعيدا عن منصبه، كما أنه يحرص في شهر الكرم تحديدا أن يوفر كل مظاهر الترحيب لضيوفه وزائري مجلسه يوميا، من «الفوالة»، وأصول الضيافة.

رصيد حقيقي

ولأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قدوته في العطاء اللامحدود، فهو يحرص على أن يوفر زجاجات المياه الباردة لضيوف الرحمن، هذا ما باح به تحت إلحاح سؤالنا له عن أعمال الخير التي يقوم بها في رمضان، حيث أكد أنه لا يحب الحديث عن هذه الأمور ويفضل عدم استغلال مثل هذه الأفعال في التلميح والشهرة، بل الأولى إخفاؤها وجعلها لوجه المولى عز وجل لتقبل منه ويدخرها رصيدا حقيقيا يجده حين لا ينفع مال ولا بنون، كما أنه يؤكد أن أعمال الخير لا تقتصر على شهر رمضان بل يجب أن تشمل جميع أيام السنة.

وحول المائدة الرمضانية يقول معالي الفريق تميم إنه يميل إلى الأطعمة الشعبية الساخنة، فالطبق الأساسي والأهم لديه على مائدة الافطار هو «الثريد» اضافة للهريس، فهما طبقان أساسيان وحاضران بقوة في مائدة الإفطار الإماراتية الرمضانية، أما الحلويات فتتربع اللقيمات على عرش أطباقها، إلى جانب المحلى والخمير، غير أنه ليس له «سكة» إلى المطبخ، أو إعداد بعض أنواع السلطات والمشروبات الرمضانية، بل يكتفي بدور «الضابط» المشرف على هذه العملية.

نشاط مستمر

نشاط الفريق ضاحي، لا ينتهي مع انتهاء الصوم والإفطار، بل ثمة «وجبات» إيمانية واجتماعية أخرى، متمثلة بصلاة التراويح التي تعقبها «فقرة» استقبال الأهل والأصدقاء والجيران في مجلسه الذي لا يغلق أبوابه حتى الواحدة بعد منتصف الليل، حتى إذا اضطر لتلبية دعوة حضور مجالس أخرى فإنه يعيّن ابنه نائباً له في المجلس. وينظم ضاحي جلسات مسائية في مجلسه يناقش فيها قضايا مختلفة، كما يستضيف المجالس التي تنظمها بعض الجهات الحكومية مثل مجلس رعاية الأحداث الذين يطلبون منه إدارتها بنفسه للاستفادة من آرائه.

فخور بأبنائي

لدى معالي الفريق من الأبناء ولدان وثلاث بنات علمهم الالتزام بتأدية الصلوات والتحلي بالأخلاق الحميدة، قائلا: أنا فخور لأنهم لم يستغلوا منصبي ولم يظهروا للمجتمع مستغلين اسمي، وهم يعملون في القطاع الخاص ولم يشغلوا مناصب حكومية.

مراعاة شعور المرأة

يحترم ضاحي زوجته وأم أولاده الاحترام الذي يليق بها وتستحقه، فهو رجل منضبط وملتزم أسريا، ويقول هكذا يجب أن يكون الرجل حين يتزوج ويصبح مسؤولا عن أسرة، وأنا لست مع التعدد رغم أنه شرع الله، إلا في الضرورة القصوى، وأميل إلى البيوت المنسجمة الهادئة التي تخلو من الصراعات، لتشعر ربته بالاستقرار النفسي الكافي ليمكنها من تربية جيل سليم، وأهيب بضرورة توفير الاستقرار والأمن النفسي لكل امرأة ومراعاة شعورها.