كاتب وروائي إماراتي

علي أبوالريش: أجمل رواياتي نبتت في رمضان

ت + ت - الحجم الطبيعي

رمضان عند الادباء له معنى مختلف عن الآخرين انه شهر تصفو فيه الروح وترتفع فيه القيم لتغسل كل شوائب السنة وتنقيها من غبار الايام السابقة انه شهر له نكهة مميزة تمتزج فيه مشاعر الكاتب والاديب والروائي بصفاء الذهن وعمق المشاعر الدينية لينسج بكلماته أجمل ما يمكن ان يخط من روايات وكتابات ادبية ونثرية.

علي أبو الريش الكاتب والروائي الاماراتي المعروف استضافنا في أمسية رمضانية في منزله وبين أسرته ليطلعنا على بعض عاداته في رمضان وكيف تختلف أيام رمضان عن باقي الايام عشنا معه بعضا من تلك الايام والامسيات لنعكس لقرائنا ماذا يعني رمضان بالنسبة لهذه الشخصية المميزة.

وعلي ابو الريش لديه 9 أبناء و9 أحفاد لا يشعر بالسعادة الحقيقية في شهر رمضان الا في حضن العائلة مع والدته حيث يحرص منذ عشر سنوات على ان يأخذ اجازته في شهر رمضان ليتفرغ لهذا الشهر ويقضيه بعيدا عن مشاغل العمل في بيت العائلة برأس الخيمة حيث الوالدة والاخوة والابناء والاحفاد.

يقول أبو الريش رمضان بالنسبة لي محطة استراحة روحية فيها تناخ الركاب بعد سفر طويل حيث يلجأ الانسان الى لحظات الاستراحة لتنقية الكثير من الغبار السنوي شهر رمضان يعيدني دائما الى أيام الزمن الجميل أيام كان شهر الانسجام والتصالح مع النفس والعلاقات الانسانية الجميلة خاصة في ساعات ما قبل الافطار حيث تجد الصغار يملؤون الشوارع والازقة يحملون أطباق الطعام من جار الى جار.

وأكثر ما يشد الاديب علي أبو الريش هو مساءات رمضان حيث يصفها بأنها مساءات روحية مفعمة بالمشاعر الانسانية الجميلة حيث يجتمع الرجال بالمجالس والنساء في البيوت ويكون شبه مهرجان ديني يبعد الناس عن معمعة الايام السابقة وتكون فيه الروح مشحونة بمشاعر دينية عميقة.

إجازة

ويضيف ابو الريش: دأبت منذ عشر سنوات على انتهاز الفرصة في هذا الشهر لأخذ اجازة من العمل لأنني أجد نفسي في رمضان تنطلق في ذهني العديد من الافكار لكتابة الرواية او الاعمال النثرية الاخرى اضافة الى ممارسة هوايتي في القراءة بشكل اكبر حيث تكون القراءة أجمل في مساءات رمضان.

ويجيبنا ابو الريش عن مدى تأثير شهر رمضان على مضمون كتاباته خلال هذا الشهر فيقول: الكثير من الروايات المهمة التي اصدرتها نبتت في شهر رمضان ومنها «الليل الابيض» و«قميص سارة» حيث انه خلال رمضان يسكنني هاجس التفكر بشكل أكبر وأوسع واتعمق في مشاعري واغوص لأجد بسهولة الكلمات التي اعبر بها عن مكنوناتي وما سأنسجه في رواياتي.

لكن ماذا يفعل الروائي ابو الريش غير الكتابة في رمضان؟

يقول: القراءة ثم القراءة ثم القراءة انها أجمل خاصة في مساءات رمضان ولا يرتبط مضمونها بمواضيع دينية فقط وانما تكون منوعة ما بين أدبية وتاريخية وفلسفية حيث ان الشهر الكريم يعطيني متسعا من الوقت للقراءة بتوسع خاصة مع عدم وجود انشغالات العمل ومسؤوليات الابناء مع اجازة المدارس.

الأحفاد

أما نهار رمضان لدى الروائي أبو الريش والذي عايشنا جزءا منه فهو ممزوج ما بين العبادات ومشاهدة البرامج التلفزيونية الهادفة اضافة الى قضاء حوائج البيت والجلوس مع الوالدة والابناء والاحفاد حيث يعتبر ابو الريش «الجد» صديقا لأحفاده الصغار حيث يقول: انا اتعلم من احفادي ولا امارس دور المرشد دائما وانما احاول ان اكون صديقا لهم اتعلم منهم واترك لهم الفرصة ليأخذوا من خبرتي لكنني احرص خلال هذا الشهر وخاصة خلال الدقائق القليلة قبل موعد الافطار أن اذكرهم بالخير الذي ينعم به الله علينا في هذا البلد وان هنالك الكثيرين حول العالم محرومون من هذه النعمة.

ويشير الى انه قد يذهب للسير بمحاذاة البحر في بعض المساءات وقبل الفجر ليتفكر ويتلمس جمال الطبيعة.

أطباق رمضانية

وحول سفرة رمضان في بيت العائلة وما الذي يفضله ابو الريش من الاطباق الرمضانية يقول انني احرص على ان تكون على المائدة اطباقنا الشعبية المعروفة كالهريس والخبيص والثريد لكن ايضا احب ان تكون المائدة منوعة ما بين الاكلات الشعبية والحديثة لان الابناء والاحفاد ايضا لديهم رغبات مختلفة حول الطعام. وما يميز سفرة عائلة ابو الريش انها صنعت بأيادي نساء العائلة حيث يؤكد أنه لا شيء أفضل من الاكل من يدي الام والزوجة او الاخت لان هذه المرأة تعد اطباقنا بحرص شديد وبحب شديد لا نجده عند الخدم حتى وان كان دور هؤلاء احيانا هاما لكن للمساعدة فقط وليس لإعداد الطعام.

ويشاركنا أبو الريش احد المواقف المؤثرة في حياته خلال احد أشهر رمضان فيقول: عندما كنت أدرس في مصر اضطررت في احد شهور رمضان ان أقضيه بعيدا عن الوطن وكانت هذه المرة الاولى التي اقضي فيها رمضان بعيدا عن أهلي وبالرغم من جمال وسحر رمضان في مصر الا انني كنت اشعر بالحزن واللوعة والرغبة بالعودة الى مكاني الاول.

إنتاج أدبي

وعلي أبو الريش كاتب وروائي، ألف عشر روايات ومسرحيتين ومجموعة نثرية ومن ضمن رواياته (الاعتراف) وفازت ضمن أهم مئة رواية عربية خلال القرن.

من رواياته، السيف والزهرة، ورماد الدم، ونافذة الجنون، وتل الصنم، وسلايم، وثنائية مجبل بن شهوان، وثنائية الروح والحبر والتمثال، وزينة الملكة.

وصدرت له المجموعات القصصية (ذات المخالب) ومسرحية: (الرسالة وجزر السلام).

حائز على ليسانس علم نفس جامعة عين شمس جمهورية مصر العربية.

حضن الوالدة

يؤكد ابو الريش ان لا شي اجمل من حضن الوالدة فمهما تقدم بنا العمر ومهما ابتعدنا عن هذا الحضن بسبب الانشغالات الا اننا نحتاج وبشكل خاص في رمضان الى العودة والالتصاق به لان الوالدة شيء جميل ووجه جميل من اوجه رمضان يعيدنا الى مراحل الطفولة المبكرة ففي ذلك محاولة لاستدعاء مشاعر طفولية واحيائها على مائدة الافطار.

Email