الفِطر أيام زمان.. عيد الأطفال والفرح البريء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تراث الإمارات له العديد من الأشكال والصور، يظهر جلياً في العادات والتقاليد التي يتوارثها الأبناء جيلاً بعد جيل، ويتناقلها الخلف عن السلف، ويمكن القول إن عادات المجتمع ترتكز في أساسها على القيم والأخلاق الإسلامية العظيمة، والأعراف البدوية والحضرية العربية الأصيلة، ومن هذه العادات والتقاليد ما يتصل بالأعياد والزواج والمناسبات الدينية والوطنية، والزيارات والضيافة..

والملبس والعلاقات الأسرية، وعادات وطقوس العيدين، عيد الفطر وعيد الأضحى، غير أن عيد الفطر المبارك يبقى هو الأكثر تأثيراً في حياة المجتمع الإماراتي، وخاصة بين الأطفال الذين يعتبرونه عيدهم وفرحتهم، ومنذ سنوات مضت والعيد يتجدد في دماء أبنائه، فمن كان بالأمس صغيراً يعيش طقوس العيد في الألعاب الشعبية ..

وفي الأحياء، أصبح اليوم للعيد طقوس جديدة للأطفال وللكبار معاً، فالأطفال يقضون معظم وقتهم في الحدائق وبين الألعاب الحديثة التي كانت معدومة في الأمس القريب، بينما الكبار في زيارة الأهل والأصدقاء، وهنا نستعرض في هذه الأيام بعض تلك العادات القديمة التي كان يمارسها المجتمع الإماراتي قديماً.

أوراق الحناء

تقول عيشة علي عن عادات النساء قديماً: قبل حلول عيد الفطر يقوم النساء بتنظيف البيت، ويجتمعن لتفصيل ملابس العيد لكافة أفراد الأسرة، وبعض النساء يحضرن ملابس الرجال ليتم صبغها بأصباغ مشتقة من أعشاب أو فواكه، مثل قشور الرمان، فالرجل المتوسط الحال في ذلك الوقت كان يفصل لباسه مرة واحدة في العام ويلبسها في صبيحة يوم العيد، والمقتدر يخيط له أكثر من ثوب، كسوة للشتاء وأخرى للصيف..

ومن عادات النساء قطف أوراق الحناء قبل شهر أو شهرين من قدوم العيد، ويتم تجفيف تلك الأوراق ثم سحقها ونخلها، وتبقى حتى ما قبل العيد بأسبوع، بعدها تعجن الحناء بمغلي الليمون المجفف، بعد ذلك تبدأ عملية النقش على كفي اليدين، ويعاد عليها على مدى يومين، حتى تصبح ذات لون أحمر قانٍ.

المرأة والتزين

وتقول أم سعيد عن المرأة وكيف كانت تتجمل قديماً: في السنوات الماضية لم نكن نعرف العطور وأدوات الزينة، لكن وحسب ما أذكر أن امرأة من (الفريج)، كانت تقوم بخلط العطور الشعبية وصنع أقراص البخور، وبعض النساء كن يلجأن بأنفسهن إلى طبخ البخور، ومن العادات الجميلة في تلك الأيام أن العيد لا يأتي وهناك متخاصمون من الأهل أو الجيران، كذلك واجب زيارة ذوي القربى والأهل والجيران..

وغالباً ما تبدأ زيارة الأقارب والأرحام بعد الظهر، إذا كانوا يقيمون في أماكن ومناطق بعيدة، وهناك طقوس معينة تبدأ فيها الاستعدادات للعيد قبل قدومه، إعداد أطباق الحلويات، وأما في صبيحة العيد فتقدم الأكلات الشعبية.

عيدية الأطفال

وتقول حصة إبراهيم عن فرحة الأطفال يوم العيد: من العادات والتقاليد التي كانت سائدة، أن الأطفال كانوا يتلقون من أهاليهم وأقربائهم في صبيحة يوم العيد، النقود ويمنحونهم الحلوى وكوباً من اللبن، وكان الأطفال من الذكور يطوفون في الحي (الفريج)، من بدايته إلى آخره، لجمع العيدية من الأقارب والجيران..

بينما البنات كن يخرجن لتحصيل العيدية من أعمامهن وأخوالهن فقط، وعندما يجمعون المال يهرولون إلى أماكن اللعب التي تنصب في يوم العيد، مثل المراجيح والمريحان أو الدرفانة، وتنظم ساحات لممارسة الرقصات الشعبية والألعاب التي يمارسها الأطفال وهم يرددون أغاني الفرح، والأهم في العادات القديمة، تأدية صلاة العيد التي كانت تقام في الأماكن المفتوحة (المصلى)، مثل ما هو حاصل اليوم لكن في أماكن متواضعة..

وتوضع أسقف لحماية المصلين من حر الشمس، وبعد الصلاة يعود الجميع إلى المنازل لتبادل التهنئة بين الأهل، واستقبال المهنئين، وزيارة الوالدين، والأرحام، والجيران، كانت هذه الزيارات من أهم الطقوس القديمة التي تلاشت اليوم، وأصبح البعض يستعمل وسائل الاتصالات الحديثة للتهنئة والمعايدة.

Email