العمل التطوعي.. إرث الآباء ومهنة الأبناء

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا يخفى على أحد أن فعل الخير بأوجهه المتعددة، سلوك إنساني قديم، نابع من أعماق عطاء المجتمع، إذ كان الغني الشاكر يساعد الفقير الصابر، والصغير يحترم الكبير، كما تميز المجتمع بالكثير من الخصائص الإنسانية الأخرى المعبرة عن التكافل في المجتمع.

على غرار المشهد الإنساني الجميل الممتد من الماضي، والمحصور في فعل الخير وتقديم العطاء، مضى الكثير من الشباب والشابات نحو العمل التطوعي والإنساني اليوم، لكن بطرق وأساليب مختلفة، تزهو وتتألق عبر تنظيم المجموعات أو الفرق التطوعية، بأسماء مختلفة..

وتتنوع أنشطتها وبرامجها الإنسانية في دور المسنين ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، أو في الأماكن العامة وفي تجمعات العمال والمحتاجين، ففي أيام الشهر الفضيل، ترى كثيرين من الشباب منسجمين في الجلوس مع سواهم من هذه الفئات المحتاجة، ومستمتعين معهم في تناول وجبات الإفطار، بكل سرور.

موائد الإفطار

يوسف العبيدلي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة «كوتوبيا» الإمارات للمسؤولية الاجتماعية، قال إن المجتمع يشهد حراكاً إنسانياً متزايداً عاماً تلو آخر، وهذا الحراك تؤديه فرق ومجموعات تطوعية ساعية بكل إصرار إلى تنظيم المبادرات الإنسانية والاجتماعية الهادفة، والمشهد الإنساني بكامل زواياه، يعبر عن حالة تكافل المجتمع وتضافر جهود المواطنين والمقيمين في فعل الخير..

لاسيما في شهر رمضان الذي يشهد مبادرات لا حصر لها، تتمثل في تنظيم حفلات الإفطار للمسنين أو الأيتام، أو ذوي الاحتياجات الخاصة، ومشاركتهم وجبة الإفطار إلى جانب الفقرات الأخرى التي تضفي على قلوبهم الفرح، وترسم الابتسامة على محياهم.

وأضاف انه بمشاركة مركز دبي للتطوع، فإن القافلة الرمضانية التي تضم ما يزيد على 100 متطوع هذا العام، تجوب 6 محطات، إذ انطلقت من الفجيرة مروراً برأس الخيمة وكلباء وعجمان والشارقة، ثم أنهت مشوارها الإنساني لرمضان هذا العام في دبي.

وأكد أن برنامج القافلة يتمثل في تنظيم حفل إفطار جماعي، يحتضن المسنين والأيتام، ويتخلله غالباً حفل تراثي وديني، يتم خلاله توزيع الهدايا على المسنين، وكسوة العيد على الأيتام، بمشاركة مجموعة من المتطوعين والوجوه الإعلامية والجهات الراعية للحفل.

أبناء الفريج

وأشار إلى أن مفهوم العمل الإنساني، يظل من العلامات الإنسانية المتجذرة في المجتمعات، والذي زاد انتشاره مؤخراً، وتم تنسيقه بصورة منظمة ومنضبطة تبدو أفضل، لافتاً إلى أهمية وجود مثل هذه الممارسات والمبادرات في المجتمع عموماً ولدى أبناء الفريج الواحد، وحتى داخل الأسرة الضيقة، لما لفعل الخير من مردود إنساني واجتماعي ووطني كبير.

وقال: لطالما أظهر أبناء الفريج أو الحي أو المنطقة، حرصهم المشترك والأصيل في مساعدة المحتاجين والمعسرين مادياً داخلياً وخارجياً، منطلقين في ذلك من حثّ الدين الإسلامي على مبادئ نفخر بها، منها فعل الخير والإحسان للآخرين، واحترام الكبير والعطف على الصغير، مؤكداً أننا نشهد اليوم مبادرات إنسانية مبتكرة، قوامها الخير والعطاء المتجذر في أبناء الإمارات، ويمكن لنا رصدها بكل وضوح، عبر وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة الكثيرة بين أيدي أبنائنا.

Email