"العيدية".. فرحة الصغار والكبار

(

ت + ت - الحجم الطبيعي

 

الكثير من مظاهر الفرح ترافق عيد الفطر المبارك، منها ارتداء الملابس الجديدة، وزيارة الأقارب والأصدقاء، ولعل الأطفال هم العنصر الأهم في ابتهاج الأعياد ومختلف المناسبات الجميلة، ويتجلى ذلك بوضوح عند زيارة الأطفال وطرقهم أبواب البيوت في أول أيام العيد يرددون بصوتٍ واحد «عطونا عيدية».

وقد يرافق الأولاد الصغار الكبار إلى المجالس، يحصلون على العيدية دون طلبها، وكذلك الفتيات الصغار اللواتي يرافقن أمهاتهن، فيحصلن على نصيبهن من العيدية على غرار الأولاد في المجالس.

لعل الاستعداد للأعياد، يتطلب من يوسف سعيد موظف، القيام بأمور عدة أبرزها الذهاب إلى أحد المصارف أو محلات الصرافة في الدولة، لكي يحصل على العملات الصغيرة من فئة خمسة دراهم أو عشرة دراهم، ذلك قبل حلول العيد ببضعة أيام نظراً لتقاطر الناس خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان للحصول على العملات الصغيرة.

وأوضح أن مقدار مبلغ العيدية يختلف من شخص لآخر، فرجال الأعمال قد يخصصون عيدية للطفل الواحد من فئة خمسين درهماً أو أكثر أو أقل، لكن غالباً ما يحصل على الورقة النقدية من فئة خمسة أو عشرة دراهم في الوقت الحالي، في حين كان مبلغ العيدية في الماضي لا يتجاوز درهم أو درهمين.

وقد يختلف مبلغ العيدية المستحق للطفل حسب درجة القرابة والأهمية، وعلى سبيل المثال يمنح بعض الأشخاص أشقاءهم الصغار خمسين أو مئة درهم وأكثر، في حين يمنحون الأطفال الآخرين مبالغ أقل.

في السياق ذاته، ذكر خالد الشحي ولي أمر، أن العيدية تعتبر هدية نقدية من قلوب الكبار إلى الصغار، كما تعد أحد أشكال التلاحم بين أفراد المجتمع، وتندرج تحت مظلة العادات والتقاليد، فضلاً عن علاقتها بأحد أهم الوصايا التي شرحها لنا الإسلام، والمتمثلة في العطف على الصغير، إذ تعتبر العيدية أحد أوجه المعاملة الحسنة مع الناس التي نادى بها الدين.

وأضاف ان العيدية تحتاج في الوقت الحالي إلى تخصيص ميزانية مستقلة من مصروف العيد، نتيجة ارتفاع المبالغ المالية في الوقت الحالي بالمقارنة مع الماضي، فكثرة الأطفال في العائلة الواحدة، تحتم إنفاق المزيد من المال في العيد، وقد يحتاج الفرد إلى استقطاع نحو ألف درهم من راتبه الشهري في العيد، لتوزيع العيدية على الأطفال، لكن في المقابل يشعر مانحو العيدية بالسعادة والرضا كونها ترسم الابتسامة على شفاه الأطفال بمبلغ مالي بسيط.

"الحصالة"

يحرص الكثير من الأطفال خلال مناسبة العيد، على جمع أكبر مبلغ من مال العيدية، ويضعونه في صندوق أو جرة مصنوعة من الطين مثقوبة من الأعلى لتسمح بالقطع أو الأوراق النقدية بالدخول.

وقد يجتهد الأطفال على مدى سنوات عدة لجمع الأموال أو العيدية، ثم يفتحون الصندوق أو يكسرون المجرة لمعرفة المبلغ الذي ظفروا طوال فترة حصاد العيدية، ليقرروا إن كانوا سيستخدمون المال في شراء لعبة أو هدية أو إيداع المبلغ في حساب مصرفي وفقاً لرؤية الأب أو الأم حيال المال.

Email