صداقة الفنانين بين الواقع والدراما

ت + ت - الحجم الطبيعي

سهرة رمضانية جمعت كوكبة من نجوم الفن في حفل إفطار على شرف الفنان عبدالرحمن أبوزهرة، وضمت عدداً من الفنانين على رأسهم صلاح السعدني، محمد وفيق، ليلى علوي، والإعلامي محمود سعد، ومنذ اللحظة الأولى لحفل الإفطار حرص السعدني ووفيق على التواجد جنبا إلى جنب، ولم يكن الأمر غريبا على الحضور الذين يعلمون مدى الصداقة التي تربط النجمين الكبيرين.

ورغم ظروفه الصحية، حرص السعدني على تلبية دعوة الإفطار بعد علمه بحضور صديقه الفنان محمد وفيق، معتبرا أنها فرصة مثالية ليمضيا وقتا مميزا في الشهر الفضيل يستعيدان فيه ذكرياتهما الخاصة، وقد تطرقا إلى الحديث عن مختلف أمور الحياة وأغلب الأحداث التي مرت عليهما في حياتهما الخاصة، إضافة إلى مناقشة الوضع العام الذي تشهده مصر.

وتدخل الإعلامي محمود سعد في نقاشهما مستمعا إلى مواقف الصداقة التي غابت عن ساحة العلاقات الاجتماعية في الوسط الفني واندثرت مفاهيمها وملامحها وسط معانٍ كثيرة تم فقدانها بعد سيطرة مفاهيم المصلحة والأنانية، وطلب من السعدني أن يتحدث عن علاقة الصداقة.

بدأ الحديث السعدني حول الصداقة التي اعتبرها أنها أصبحت عملة نادرة الوجود، فقلما تجد الآن مجموعة من الأصدقاء محافظين على علاقتهم بشكل جيد وسط الانشغال بدوامة الحياة ومتطلباتها التي لا تتوقف، وتطرق في حديثه لكثير من المواقف الطريفة التي جمعته بصديقه وفيق، أثناء مشاركتهما سويا ببطولة مسلسل الأصدقاء برفقة الفنان فاروق الفيشاوي ومن تأليف كرم جابر وإخراج الراحل إسماعيل عبدالحافظ.

وأضاف أن العمل الدرامي نفسه عالج قضية الصداقة، ووجد في أحداثه تطابقا كبيرا مع الواقع، فأحداثه تدور حول 3 أصدقاء من أبناء قرية واحدة، تربطهم علاقة صداقة قوية جدا، الأول: القاضي بمحكمة الجنايات الذي أحب ابنة قريته، وجسد دوره الفنان محمد وفيق بشخصية المستشار رأفت الغندوري، ولكن عندما يتقدم صديقه للزواج منها ينسى رأفت حبه لها تماما، ويتزوج من سعاد التي تضايقه بغيرتها المجنونة.

والصديق الثاني، عالم فذ في أبحاث الذرة، والعلم محور حياته وعندما خطبت له أمه أجمل بنات القرية، انتقلت قيادته من أمه إلى زوجته التي تختلف شخصيتها معه لأنها تتطلع إلى الحياة السهلة المرفهة، وتم قتله في النهاية نتيجة لأبحاثه في الذرة وجسد دوره الفنان صلاح السعدني بشخصية عالم الذرة عزيز محفوظ، والثالث فوضوي قضى عمره بين السجون والمعتقلات ثمنا لأفكاره الاشتراكية، حصل على ليسانس الحقوق وعمل كـ«مراكبي» وتزوج من ابنة مليونير، وجسد دوره الفنان فاروق الفيشاوي بشخصية حسن أبو سنة.

أعتز بصداقتي

أكد الفنان محمد وفيق في حديثه للسعدني وسعد، أنه يرى أن أنجح الرجال الآن من يستطع أن يحافظ على علاقاته وصداقته برفقائه مهما واجه من صعاب وظروف ربما تجبره على الابتعاد عنهم.

وأضاف أنه كان يتمنى أن يرى كثيرا من الأعمال الدرامية والسينمائية تعرض أهمية الصداقة في حياتنا وتحث الناس على التمسك بها وأن يكونوا عونا دائما لأصدقائهم. وتابع وفيق: «نحن أصدقاء وكل منا ناجح في عمله وفي المجال الذي يعشقه، وأنا أعتز بصداقتي للفنان صلاح السعدني ولا يكاد يخلو يوم من اتصال هاتفي بيننا».

ويرى الإعلامي محمود سعد، أن أسلوب الحياة السريعة التي نعيشها الآن وخاصة الجيل الحالي من الشباب جعل أصدقاءهم يقتصرون على قائمة «الفريندز» على حساباتهم بـ«فيس بوك وتويتر»، مؤكدا أن مواقع التواصل خلقت لهم عالما افتراضيا بديلا، جعلهم يمارسون عبره الصداقة مع أناس البعض منهم لم يرهم من قبل ذلك على أرض الواقع، وربما لم يتعرفوا على ملامح وجوههم الحقيقية، مكتفين بـ«الماوس والكيبورد» لتلقي الردود على أسئلتهم.

Email