مسجد الأشاعرة باليمن عمره 1377 سنة

ت + ت - الحجم الطبيعي

يقع مسجد الأشاعرة بالقرب من سوق زبيد، ويرجع تأسيسه إلى الصحابي الجليل أبي موسى الأشعري في سنة 58 للهجرة، وهو من بيوت الله الأولى التي تحظى بمكانتها الروحية والتاريخية في اليمن، قام بتوسيعه الحسين بن سلامة وتعهده سلاطين بني رسول بالعناية، إلا أن أهم الإضافات التي تمت فيه كانت في عهد بني طاهر على يد الملك المنصور عبد الوهاب بن داود سنة 891، وظل الجامع على وضعه السابق حتى اليوم.

ورغم السنوات الطويلة التي مرت، إلا أن الجامع لا يزال منارة شامخة يرتاده طلبة العلم وتقام فيه حلقات تدريس القرآن وعلومه والحديث واللغة العربية، ولا يزال من أهم مساجد مدينة زبيد ومحافظة الحديدة قاطبة. ويشغل مساحة مستطيله وتحتوي على صحن مكشوف وتحيط به أربعة أروقة أعمقها رواق القبلة، ويمكن الدخول إليه عبر البوابة الرئيسية الواقعة في الجهة الجنوبية أو من خلال الأبواب الأخرى الموزعة على جدران الجامع..

والتي تفتح مباشرة على رواق القبلة، والمحراب لا يتوسط جدار القبلة ويعزى السبب في ذلك إلى الزيادات المتكررة على الجامع، كما تم وضع منبر خشبي داخل الجدار إلى الشرق من المحراب، وهو منبر يرجع تاريخه إلى 1542م، بناه الوالي العثماني مصطفى باشا النشار وهو ابن عم السلطان سليمان القانوني وكان حاكما لمصر. ويغطي المسجد سقف خشبي مسطح وضع أسفله ازار خشبي لم يبق منه إلا القليل.

وتقع مئذنة الجامع في الرواق الجنوبي، وترتكز على قاعدة مربعة يعلوها بدن مثمن تزينه أشكال معينات متكونة من تقاطع الخطوط، ويغطي المئذنة من أعلى قبة، تشبه طراز المآذن المنتشرة في زبيد ولا سيما مئذنة الجامع الكبير.

ويلحق بالجامع عدد كبير من المنشآت، من أهمها مدرسة الأشاعر في الجهة الغربية ومكتبتان كانتا تضمان نوادر المخطوطات وكذلك مقصورة للنساء، ويحتوي الجامع على كرسي من خشب كان مخصصا لقراءة الحديث النبوي الشريف ولايزال موجودا في رواق القبلة إلى اليوم منذ تاريخ صنعه في عام 1520.

لقد كان جامع الأشاعرة جامعة إسلامية كغيره من الجوامع والمدارس التي عمرت عبر التاريخ، فضلا عن الأربطة والمقاصير التي أنشئت لطلاب العلم الغرباء من جميع أنحاء اليمن والعالم الإسلامي، وأصبح كعبة للزهاد والعباد والصالحين الذين أموه لما له من قدسية وروحانية.

Email