4 مساجد في موسكو لـ2.5 مليون مسلم

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

تعمر المساجد في روسيا خلال ليالي رمضان بعشرات الألوف من المصلين لأبناء 36 قومية تدين بتعاليم الاسلام، بجانب أفراد من الجاليات في آسيا الوسطى والبلدان العربية والدول الأخرى. ولا تتسع المساجد الأربعة في موسكو للأعداد المتزايدة، فآخر الاحصاءات تشير إلى وجود نحو 2.5 مليون مسلم في موسكو إضافة إلى نحو نصف مليون من أبناء آسيا الوسطى الذين قصدوا العاصمة الروسية لإيجاد فرص عمل.

في أثناء زيارة "البيان" لمسجد باكولوني غوري غربي موسكو كانت الاستعدادات على قدم وساق لنصب الخيمة الرمضانية إلى جوار البناء، وهي عادة درجت عليها الادارة الدينية لمسلمي روسيا في السنوات الأخيرة في العشر الأواخر من الشهر الكريم.

أعداد كبيرة من المصلين أدوا صلاة العشاء والتراويح في داخل المسجد وفي الساحة الخارجية تحت السماء رغم هطول رذاذ من المطر وتراجع درجات الحرارة مع رياح خفيفة. واعتاد أئمة المساجد في السنوات الأخيرة على اختصار صلاة التراويح بما لا يزيد على 50 دقيقة، بسبب طول ساعات الصيام التي تصل إلى 19 ساعة، والوقت القليل قبل السحور، ويبدو أنهم يفضلون فتح مجال أكبر للمصلين حتى يعودوا إلى بيوتهم في الموعد المحدد في مدينة مترامية الأطراف.

رينات أحد المسلمين التتار الملتزمين بأداء صلاة التراويح في موسكو أشار في حديث لـ "البيان" إلى أن عدد المساجد قليل جدا في موسكو ولا يتناسب مع الأعداد الكبيرة للمسلمين... في صلاة الجمعة نضطر إلى الصلاة في ساحة المسجد الخارجية في حال تأخرنا عن الحضور باكرا.. خياراتنا محدودة وكل المساجد تعاني من اكتظاظ المصلين. وقال رينات إنه يختار موعد إجازته السنوية في النصف الثاني من رمضان حتى يستطيع صيام رمضان وقيام الليل حتى صلاة الصبح ليذهب بعدها إلى بيته.

ورينات الموظف في دائرة حكومية يبدو أكثر حظا من إلهام العامل الطاجيكي الذي حضر إلى موسكو للعمل منذ سنتين. وقال لـ" البيان" ظروف العمل في موسكو تمنعي من الحضور في كل يوم إلى المسجد، اتفقت مع صاحب العمل أن تكون عطلتي الأسبوعية الجمعة والسبت بدلاً من السبت والأحد ولهذا أحضر الليلة إلى المسجد بعدما صليت الجمعة فيه". وأحاول قدر الامكان أن أصوم وأصلي، وألاحظ الفرق الكبير بين طقوس رمضان في قريتي الصغيرة في طاجيكستان، حيث يجتمع الجيران على مائدة واحدة يشارك فيها الجميع وبين ظروف موسكو العاصمة الكبيرة الصعبة... رمضان أجمل كثيرا في بلادنا وهو بنكهة مختلفة، ولكن البحث عن الرزق يجبرنا على مغادرة بلداننا". ويعاني محدودو الدخل من قلة المساجد القريبة من مناطق سكنهم، وصعوبة العودة إلى المنزل ليلاً باستخدام المواصلات العامة.

وتعدّ مشكلة الاكتظاظ وعدم توفر الأمكنة للمصلين مشكلة عامة في المساجد الأخرى في موسكو، ما يضطر المصلين إلى الصلاة في الشوارع المحيطة بالمسجد التاريخي في موسكو وإحضار سجادة للصلاة أو أوراق لافتراشها على الاسفلت والأرصفة. وتتفاقم المشكلة في الجامع التاريخي بسبب أعمال إعادة بنائه التي بدأت منذ أكثر من سنتين ولن تنتهي قبل العام 2015. ورغم أنه سوف يصبح مجمعا كبيرا بقاعات صلاة مختلفة يستوعب نحو 8 آلاف مصل، وهو عدد قليل للغاية فحسب بيانات رسمية أدى أكثر من 180 ألف مسلم صلاة عيد الأضحى في موسكو في العام الماضي، منهم 70 ألفا في الجامع التاريخي.

وفي بداية الشهر الحالي قال رئيس مجلس مفتي روسيا إنه "لم يباشر في تنفيذ مخططات بناء مساجد جديدة في موسكو"، وأوضح أن الادارة تقدمت بطلبات لكن "نحن لا نشيد مواقع أخرى في موسكو بعد، مع أن طلباتنا بهذا الشأن لا تزال قيد الدراسة لدى سلطات العاصمة"، وذكر علم الدين أنه "من المفضل بناء مسجد واحد في كل دائرة من دوائر موسكو من أجل" ضمان إمكانية الوصول إلى اماكن العبادة لسكان الأحياء البعيدة عن وسط موسكو".

مشكلة عامة

يعدّ الاكتظاظ وعدم توفر الأمكنة للمصلين مشكلة عامة في المساجد الأخرى في موسكو، ما يضطر البعض للصلاة في الشوارع المحيطة بالمسجد التاريخي وإحضار سجادة للصلاةأو أوراق لافتراشها على الاسفلت والأرصفة.

Email