الرطب أفضل وجبات الحوامل

ت + ت - الحجم الطبيعي

قال الله تعالى: «واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا قال إنما أنا رسول ربك لأهب لك غلاما زكيا قالت أنى يكون لي غلام ولم يمسسني بشر ولم أك بغيا قال كذلك قال ربك هو عليّ هيّن ولنجعله آية للناس ورحمة منا ..

وكان أمرا مقضيا فحملته فانتبذت به مكانا قصيا فأجاءها المخاض إلى جذع النخلة قالت يا ليتني متّ قبل هذا وكنت نسيا منسيا فناداها من تحتها ألاّ تحزني قد جعل ربّك تحتك سريّا وهزّي إليك بجذع النخلة تساقط عليك رطبا جنيّا فكلي واشربي وقري عينا فإمّا ترينّ من البشر أحدا فقولي إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيّا».

هذه الآيات من سورة في القرآن تحمل اسم السيدة مريم، المرأة التي خلد الله ذكرها فيما لا يزال يتلى من آيات الكتاب العزيز المحفوظ من كل تحريف وزيادة ونقصان ..

وذلك إن دل على شيء فإنما يدل على ما أرسل الله وأنبيائه وصفوته من خلقه من الأتقياء الأطهار من مكانة رفيعة ومنزلة عالية فهم عليهم السلام (الرسل والأنبياء) وكذلك عباد الله من الصلحاء الذين تولاهم بعنايته ورعايته هم القدوة والأسوة وهم المنزهون عن كل رذيلة ونقيصة.

عموم النساء

ومن هؤلاء مريم العذراء عليها السلام، أم المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، فلا سبيل أن يقال فيها ما لا يليق بعموم النساء فما بالك بمن جعلها الله أمًّا لأحد أنبيائه ورسله المبجلين وأحد أولي العزم عيسى عليه السلام، فعقيدة المسلم في عيسى عليه السلام وفي أمه مريم عقيدة سليمة قويمة وما قصه القرآن الكريم في سوره وآياته من خبرهما وسيرتهما يرفعهما إلى أعلى عليّين.

والمسلم لا يفرق بين أحد من رسل الله عليهم السلام، يعتقد أن كل أنبياء ورسل الله بلغوا رسالة واحدة ألا وهي توحيد الله وعدم الشرك به (أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله)، والمسلم يعتقد أن هؤلاء الأنبياء والمرسلين صاحبت بعثتهم ومسيرتهم معجزات هي خوارق عادات دالة على قدرة الله وقوله جل وعلا للشيء كن فيكون، فالله في عقيدة المسلم على كل شيء قدير، لا يعجزه شيء في الأرض ..

ولا في السماء ولا عجب أن تذكر آيات الكتاب العزيز بأن ميلاد عيسى عليه السلام من أم دون أب لا يختلف عن خلق آدم من تراب يقول جل من قائل (إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب).

إن مريم العذراء، مريم البثول عليها السلام امرأة طاهرة نقية حاشا لها أن تأتي منكراً من الفعل الذي لا تأتيه المرأة العادية فما بالك بمن ستكون أماً لنبي ورسول عظيم عليه وعلى جميع الأنبياء وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والتسليم.

فوائد الرطب

يحتوي الرطب على مواد مغذية ومقوية ومنظفة وملينة، ويعرف غناه بالسكريات خاصة سكر الفواكه وسكر العنب وهي سهلة الهضم والامتصاص والاحتراق..

والسكر لازم للسيدة الماخض لأنه يقوي عضلة الرحم التي تحتاج إلى انقباض. ولأن المرأة الماخض تبذل مجهوداً كبيراً وتحتاج تعويض هذا الجهد بالسكريات، ويقول الأطباء أنه يوجد هرمون يسمى هرمون بيتوسين لا ينشأ إلا في وجود سكر العنب والجلوكوز وهو موجود في الرطب.

كما أثبتت الدراسات العلمية أن الرطب يأتي على رأس الفواكه التي تعمل كمهدئ للمزاج الإنساني ويهدئ النفس ويحتوي الرطب على ماده المارتليم وفيتامين أ الذي يعتبره الأطباء المهدئ الأعظم وهو موجود في الرطب بكثره ويعمل على إرخاء العضلات.

ويحتوي الرطب على مواد معادلة لحموضة الدم لأن الحامل إذا كانت تكثر من تناول البروتينات والبقول فإنها تعاني من حموضة شديدة لأن نسبة الحموضة في الدم تكون عالية...

وهناك أملاح معدنية قلوية في الرطب، والقلوي مع الحامض يعادل الحموضة، وخطورة الحموضة في الدم أنها مسؤولة عن تكوين الحصوات في الكلى والمريء أو البولينا، والحموضة أيضاً مسؤولة عن داء النقرس والرطب هو الحل لهذه المشكلة.

مواد حافظة

يوجد في الرطب نسبة كبيرة من البوتاسيوم الذي يعمل على التوازن بين الماء داخل الخلية والماء خارجها، ويعمل على ثبات في قلوية الدم، كما يحتوي على عناصر أساسية مثل الحديد الذي يوجد في الرطب بنسبة كبيرة، ولأن الماخض تفقد دماً وتنزف فهي تحتاج إلى الحديد لأنه يحد من الدم النازف تدريجياً ويجنبها الإصابة بالأنيميا ورسول الله عليه الصلاة والسلام كان يأكل الرطب مع اللبن..

وذلك لأن العنصر الوحيد غير الموجود في الرطب هو الكالسيوم، وإذا كان الرطب يجب أكله وقت الولادة، فالرطب يساعد على إعادة الرحم لوضعه الطبيعي ووقف النزيف وإن كان لمرحلة ما بعد الولادة فهو يدر اللبن ويعمل انقباضات متعددة للغدد اللبنية، فسبحان الخالق الأعظم الذي وهب لنا هذا القرآن العظيم الذي نكتشف أسراره لنتيقن أن هذا كلام الله الواحد الأحد.

Email